معارك الوعي ؛ المعركة الثانية عشرة : معركة الإرادة

نطلب الوعي ، نرجوا البر ، ننشد الصلاح لكن الطريق إليه صعب المنال ؛ فما عسى من ورث منا القسوة غير أن يسترحم ومن عاش الجهل إلا أن يتعلم ويعمل بما تعلم ، ما عسى من لعق الذل غير أن يتقيأه ويهرب التماسا للعزة ، أم عساك ترضى القسوة والجهل والذل وترتاح لنعيمهم الكاسل وربحهم الوافر وطعمهم الآسن ولو على حساب غيرك فتسلبه السعادة لتعيشها أنت والهناءة لتهنأ وحدك ، فتسعد لشقائه وتشقى لسعادته ، فماتريد ؟؟ ولما تطمح ؟؟ ومالخلق الذي ترتاع منه أيها الجاهل ؟؟؟

ما تفعل فيك الأنانية والقسوة والظلم والحسد ، أنانية تعزلك يوما بعد يوم عن ضحاياك من الأبرياء والأقرباء أولي الأرحام ، تريد لك وحدك كل شيء ولغيرك لا شيء، وظلم نصبك حاكما على غيرك بالجور فتثري وتغني إنسانا على إنسان ، وقسوة تجعلك أعمى أن تبصر مايضر غيرك أو يحزنه من صنوف القول والفعل ، قسوة جعلتك فظا وأبعدت قلوب الناس عن قلبك ، وحسد ردك لاترى من إنجازات غيرك سوى إخفاقات ، ومن معارك كلامك عليهم بطولات ، كفاك أنانية وقسوة وظلما وحسدا ...، التفت لنفسك التي قتلتها بما لاتبصر منها من سيء الحس والقول والفعل ، تعلم فإن أول الأمر إذنا ودليلا من الله " إقــــــــــــــــــــــــــــرأ "

يشق علينا أن نرى إنسانا صنعه الجهل وركبه ساكنا لايتطور و لايتحرك إلى رحاب المعرفة أضعف قيد ، ويرى من تحرك وتخلص من سيء الحس والقول والفعل عدوا تزداد عداوته له وكل مايرتبط به كلما استزاد وعيا ومعرفة في رحابات الوعي والفكر المفضي إلى صلاح القول والفعل والشعور...

يتساءل قارئ عن السبيل للتمييز بين إنسان يمكن وصفه بالجاهل السيء من آخر واع مالك للمعرفة ، ويتحقق له الجواب اليقين بالنظر فيه إلى القول والفعل والحس في كل ، وليس من رأى كمن سمع ، فاعقل هذا المثل ولاتجهل فلسفته في البحث والاستخبار والتصديق...فمن العار أن لانتطور ونطور ، من المخزي أن لا نستطيع وضع حدود فاصلة بين الجهل والمعرفة أو بين القسوة والرحمة ولا بين الجور و العدل ، بين السكون والحركة ؛ لأن السكون موت والحركة حياة ، فما دليل حركتك من سكونك ؟ مادليل معرفتك من جهلك؟؟

أنا أعلم علم اليقين أنك لن تفهم رسالتي إليك لأني مختلف عنك في القول والفعل والحس ، أيها البار لطريق الجهل و الركود !! لن تصل إلى قلبك حتى لو وصلت لحاسة العين منك لأنك تراني عدوك الذي تسعد لشقائه وسوء سمعته كلما سمحت لك فرصة أو أتاحها لك شركاؤك في العداوة من الجهل والنمامين والمغتابين ومن الهمازين المشائين بين الناس بسوء...

كم سنفرح لقراءتك هذا الخطاب ، كم سنسعد إذا استوعبت رسالته وتركت ما أنت عليه إلى سواه ، سعادتَنا بالتقنية الحديثة التي جعلتك تتواصل معنا في اختراق للحدود والحجب رغم بعد المسافات الودية والكيلومترية بيننا، وإن كنت متسائلا عن المخاطب فهو معروف ؛ إنسان يرفض الجهل والقسوة والظلم والأنانية حسا وقولا وفعلا ، وعن المخاطب ؛ فإنه أنت ممن يعيش الجهل وثقافته وقسوة النفس وظلمها نفسها وغيرها وأنانيتها التي جعلتك لاتستطيع شيئا وصورت لك من يستطيعونه بقبيح الصفات ، وأقنعتك أنك وحدك البر الرحيم.