عدد المساهمات : 80 تاريخ التسجيل : 07/11/2009 العمر : 35 الموقع : tamzmouti_2010@hotmail.com
موضوع: العلاقة بين الوالدين الإثنين ديسمبر 07, 2009 1:17 pm
العلاقة بين الوالدين العلاقات الأسرية لها دورٌ كبير في توثيق بناء الأسرة وتقوية التماسك بين أعضائها ولها تأثيراتها على نمو الطفل وتربيته ، وإيصاله إلى مرحلة التكامل والاستقلال . والأجواء الفكرية والنفسية والعاطفية التي تخلقها الأسرة للطفل تمنحه القدرة على التكيّف الجدّي مع نفسه ومع أسرته ومع المجتمع ، ومن هذا المنطلق فان الأسرة بحاجة إلى منهج تربوي ينظم مسيرتها ، فيوزع الأدوار والواجبات ويحدّد الاختصاصات للمحافظة على تماسكها المؤثر في انطلاقة الطفل التربوية . وتتحدد معالم المنهج التربوي بما يلي : أولاً : الاتفاق على منهج مشترك للمنهج المتبنّى في الحياة تأثير على السلوك ، فهو الذي يجعل الأيمان والشعور الباطني به حركة سلوكية في الواقع ويحوّل هذه الحركة إلى عادة ثابتة ، فتبقى فيه الحركة السلوكية متفاعلة مع ما يُحدد لها من تعاليم وبرامج ، ووحدة المنهج تؤدي إلى وحدة السلوك ، فالمنهج الواحد هو المعيار والميزان الذي يوزن فيه السلوك من حيثُ الابتعاد أو الاقتراب من التعاليم والبرامج الموضوعة ، فيجب على الوالدين الاتفاق على منهج واحد مشترك يحدّد لهما العلاقات والأدوار والواجبات في مختلف الجوانب ، والمنهج الإسلامي بقواعده الثابتة من أفضل المناهج التي يجب تبنيها في الأسرة المسلمة ، فهو منهج ربانّي موضوع من قبل الله تعالى المهيمن على الحياة بأسرها والمحيط بكل دقائق الأمور وتعقيدات الحياة ، وهو منهج منسجم مع الفطرة الإنسانية لا لبس فيه ولا غموض ولا تعقيد ولا تكليف بما لا يُطاق ، وهو موضع قبول من الإنسان المسلم والأسرة المسلمة ، فجميع التوجيهات والقواعد السلوكية تستمد قوتها وفاعليتها من الله تعالى ، وهذه الخاصية تدفع الأسرة إلى الاقتناع بإتباع هذا المنهج وتقرير مبادئه في داخلها ، فلا مجال للنقاش في خطئه أو محدوديته أو عدم القدرة على تنفيذه ، فهو الكفيل بتحقيق السعادة الأسرية التي تساعد على تربية الطفل تربية صالحة وسليمة ، وإذا حدث خلل في العلاقات أو تقصير في أداء بعض الأدوار ، فان تعاليم المنهج الإسلامي تتدخل لإنهائه وتجاوزه . والمنهج الإسلامي وضع قواعد كلية في التعامل والعلاقات والأدوار والسلوك ، إما القواعد الفرعية أو تفاصيل القواعد الكلية ومصادقها فأنها تتغير بتغير الظروف والعصور ، فيجب على الوالدين الاتفاق على تفاصيل التطبيق ، وعلى قواعد ومعايير ثابتة ومقبولة من كليهما ، سواءً في العلاقات القائمة بسنهما أو علاقاتهما مع الأطفال والأسلوب التربوي الذي يجب إتباعه معهم ؛ لانّ الاختلاف في طرق التعامل وفي أسلوب العلاقات يؤدي إلى عدم وضوح الضوابط والقواعد السلوكية للطفل ، فيحاول إرضاء الوالد تارة والوالدة تارة أُخرى فيتّبع سلوكيين في آنٍ واحد ، وهذا ما يؤدي إلى اضطرابه النفسي والعاطفي والسلوكي . (فان الأطفال الذين يأتون من بيوت لا يتفق فيها الأب وإلام فيما يخص تربية أطفالهم يكونون أطفالا معدلين أكثر ممن عداهم)(1). ثانياً : علاقات المودّة من واجبات الوالدين إشاعة الودّ والاستقرار والطمأنينة في داخل الأسرة ، قال تعالى : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة..) (2). فالعلاقة بين الزوج والزوجة أو الوالدين علاقة مودّة ورحمة وهذه العلاقة تكون سكناً للنفس وهدوءاً للأعصاب وطمأنينة للروح وراحة للجسد ، وهي رابطة تؤدي إلى تماسك الأسرة وتقوية بنائها واستمرار كيانها الموّحد ، والمودّة والرحمة تؤدي إلى الاحترام المتبادل والتعاون الواقعي في حل جميع المشاكل والمعوقات الطارئ على الأسرة ، وهي ضرورية للتوازن الانفعالي عند الطفل ، يقول الدكتور سپوق : (اطمئنان الطفل الشخصي والأساسي يحتاج دائماً إلى تماسك العلاقة بين الوالدين ويحتاج إلى انسجام الاثنين في مواجهة مسؤوليات الحياة) (3). ويجب على الزوجين إدامة المودّة في علاقاتهما في جميع المراحل ، مرحلة ما قبل الولادة والمراحل اللاحقة لها ، والمودّة فرض من الله تعالى فتكون إدامتها استجابة له تعالى وتقرباً إليه ، وقد أوصى الإمام علي بن الحسين عليه السلام بها فقال : «وإما حقّ رعيتك بملك النكاح ، فان تعلم إن الله جعلها سكناً ومستراحاً وأُنساً وواقية ، وكذلك كلّ واحد منكما يجب أن يحمد الله على صاحبه ، ويعلم أن ذلك نعمة منه عليه ، ووجب أن يحسن صحبة نعمة الله ويكرمها ويرفق بها ، وان كان حقك عليها أغلظ وطاعتك بها ألزم فيما أحببت وكرهت ما لم تكن معصية ، فانّ لها حق الرحمة والمؤانسة وموضع السكون إليها قضاء اللذة التي لابدّ من قضائها وذلك عظيم..» (1). وقد رَكّز أهل البيت عليهم السلام على إدامة علاقات الحبّ والمودّة داخل الأسرة ، وجاءت توصيانهم موجهة إلى كلٍّ من الرجل والمرآة .: «أوصاني جبريل عليه السلام بالمرآة حتى ظننت انه لا ينبغي طلاقها إلاّ من فاحشة مبيّنة» (1).