عدد المساهمات : 42 تاريخ التسجيل : 21/11/2009 الموقع : للمزيد من التواصل : zazou__9@hotmail.com
موضوع: التبيان فيما جاء به الصعاليك من العدوان الخميس ديسمبر 17, 2009 3:18 pm
التبيان فيما جاء به الصعاليك من العدوان
التبس الأمر على كثير من الناس فيما آلت إليه قضية " الشغب الصعلوكي " خصوصا بعد انتقال القضية إلى دهاليز المحاكم، و راح أناس يتهمون المزامطة بالتخادل والجبن، و آخرون يتهمون بعض المزامطة بالتواطؤ مع قبيلة بني صعلوك... آراء متباينة بين هذا وذاك نرصدها، نكشف مناطق الظل فيها، ونغربل الرأي والرأي الآخر علنا نظفر بالحقيقة.
لا مناص ـ أبقاك الله ـ أن قبيلة بني صعلوك دفعت تمنا لا يستهان به جراء التصرف الهمجي الذي أقدمت عليه سواء ماديا أو معنويا.
إذ كلف هذا التصرف اللامسؤول اعتقال معتوه واحد و وحيد من الصعاليك لمدة ثلاثة أيام فقط !!! وتبعات مادية هائلة تقدر بالملايين. لكن، ألا يكون هذا الحكم إجحافا في حق المزامطة، والإنسانية جمعاء ؟ صدق من قال : " عيش نهار تسمع خبار " ؛ الحكم بثلاثة أيام على مجرم قام رفقة عصابته بأعمال تخريب و إرهاب ومحاولة قتل ، بثلاثة أيام نافدة !!!
اللهم إن هذا منكر ، أي عدالة ، و أي ديمقراطية ، وأي إنصاف ، يقضي بمثل هذه الأحكام ؟ و المغرب " زعما زعما " يتباهى ويتبجح بهيئة الإنصاف والمصالحة، وجبر الضرر...!؟
لاشك أن " المُعْجِبْ في قَضاءِ المَغْرِبْ " يملك الجواب الكافي الشافي ! لكن المسألة بسيطة جداً و لا تحتاج إلى مُعْجِبٍ ولا إلى مُغْرِبٍ ؛ كل ما في الأمر ـ يا سيدي ـ أن إثبات البراءة في بلدنا العزيز لا يتطلب الكثير من العناء ؛ مجمل ما يتطلبه الأمر توفر المتهم ـ كيفما كان وأيا كانت تهمته ـ على إثنا عشر شاهدا يشهدون له بما يشتهي ، هذا بالإضافة إلى توفره على " الكرمومة الصحيحة " هذه الأخيرة " اللِّي كَتيدَّمْ القضية أُكَدوَّزْ الشْهَادَة " . يُطبخ المطلبين ـ الشهود و الكرمومة ـ في " طنجية " مراكشية وبطريقة " بركاجية " ، ثم تقدم القضية على طبق من " شهيوات شميسة " لتتذوق طعم الظالم مظلوما ، و المظلوم ظالما " أُبصَّحة أُرَّاحة " .
هذا ما قام به " صَاحَبْ دْعَوْتْنَا " حبك المطلبين بشكل جيد حتى أضحى مظلوما و مفترا عليه أمام القضاء ، و بات بريئا مما نسب إليه براءة الذئب من دم يوسف !!!
اللافت ، أن الآراء التي أفرزتها هذه القضية متباينة تباين الأحكام الصادرة عنها؛ فهناك آراء ترمي المزامطة بالضعف و التخادل ، و أخرى تتهم بعض المزامطة بالتواطؤ.
أما الأولى، فهي اتهامات واهية مجانبة للصواب ؛ بدليل أن المزامطة قوم حربٍ حين تشتعل الحربُ ، و قوم سلمٍ حين يتقدم السلمُ. لا يرهبهم ارتكاب الشدائدِ ولا خوضَ المعاركِ دفاعا على عشيرتهم، لا يظلمون ولا يقبلون الظلم.
أما الثانية ، فتهمة ثابتة ، فالتواطؤ والخيانة من قبل بعض المرتزقة ثابتة ثبوت الشمس في كَبِدِ السَّماءِ ، والخيانة " فيروس " يعاني منه جميع البلدان ، و لن تجد ـ مهما حاولت واجتهدت ـ وطنا أو قبيلة خالية من الخونة و المرتزقة.
ملاك الأمر ، أنه ثمة أسئلة كثيرة تهجس بأذهان الكثير من المهتمين و المتتبعين من قبيل : مما لا شك فيه أن ذلك التصرف الهمجي كان بفعل فاعل ، فمن هو ذلك الفاعل يا سيدي القانون ؟ إذا كان الشك لا يزال يحوم حول المتهم المقترح من قِبَل المزامطة ، فهل يصح أن يكون الفاعل ضميرا مستترا لا محل له من الظهور !!؟ العالم بأسره يشهد بأن المذنب في هذه القضية هم بنو صعلوك ، فكيف يغيب ذلك عن القانون ؟ لماذا يخير الإنسان بين الظلم و الفوضى ؟ ألا يحق لنا جميعا أن نختار بين الظلم و العدل ؟ هل يسعى القانون إلى تحقيق قيم الحرية و العدل و الإنصاف، أم أن ذلك مجرد أباطيل و أضغاث أحلام ؟ هل.. وهل..وهل...؟؟؟