بنادم كولوا يابس-- حكايات جدة

مر حمو كعادته من طريقه المعهودة متجها نحو منزله, إذا به يسمع صراخا من بئر أنقذونا, أنقذونا... اطل فإذا به يجد فارا و ثعبانا و رجلا .طلبوا منه جميعا أن ينقدهم .بدأ حمو بالحيوانين قبل الإنسان, و منحه كل منهما جزءا من جلده أن احتاجهما وضعه في النار فيحضرا و يساعدانه لكن بالمقابل عليه أن يدع الرجل في البئر لأنه سبب سقوطهما فيه.لم يعمل حمو بنصيحة الفار و الثعبان و انقد ذلك الرجل و أعطاه هو الآخر جزءا من ثيابه.مرت الأيام, و أنجبت زوجته طفلين و لم يجد ما يطعمهما . وفكر في أن يستعمل ما أعطاه ذالك الفار و رمى بجلده في النار, فإذا به يحضر واستفسر عن سبب مناداة حمو له.ليأمره بعد ذلك بإحضار جزء من الثوب و ليصنع منه أكياسا صغيرة,فنادى الفار أصدقائه ,وحمل كل منهم كيسا و اتجهوا نحو منزل الملك و ملئوها مالا .اغتنى حمو واشترى كل ما يلزمه ودعا أهل قريته إلى وليمة أعدها. لم ينسى حمو ذلك الرجل الذي أنقذ من البئر و دعاه هو الآخر لوليمته.ولما انتهى من تناول الطعام سال حمو عن مصدره و اخبره بكل شيء.فاخبر الرجل الملك بما سمع و رأى.وأمر الملك بإحضار حمو و سجنه.مرت السنون و تذكر حمو انه لم يستعمل جلد الأفعى بعد.ورسم خطة حتى حصل على النار ورماه فيها, وحضرت الأفعى و فسر لها حمو ما وقع له.ورسمت له هي الأخرى خطة , بحيث ستلف حول ابن الملك و لا احد يستطيع إنقاذه سوى حمو.وكما اتفقا الاثنان (حمو و الأفعى)سارت خطتهما.وباءت محاولات كل أهل القرية لإنقاذه بالفشل ولم يتبقى سوى محاولة حمو الموجود بالسجن .وأمر الملك بإحضاره . فبدأ حمو يداعب الأفعى و قال لهم إن الأفعى طلبت منه أن يغسل يديه بمزيج من مخ الرجل الذي كشف أمره للملك.ولم تمر سوى لحظات حتى جيء بمخ ذلك الرجل . و امسك حمو بالأفعى بكل سهولة ورماها خارج القصر و عين بعدها مستشارا للملك.