إن المتتبع لكرة القدم سيجد أمامه مجموعة من المعاني فنجد مثلا :
(1) الهدف :
فهؤلاء الرياضيين كل منهم يسعى إلى تحقيق غاية معينة في هذه اللعبة ، ألا وهى إدخال الكرة في مرمى الفريق الآخر. فلولا وجود المرمى (الهدف) في هذه اللعبة لما استقامت اللعبة. فلابد لأي إنسان ــ مهما كان- من هدف يتجه نحوه، ويبذل المستحيل لتحقيقه وهناك بعض الأهداف تكون نبيلة من دعوة إلى الخير ونشر للعلم النافع وإصلاح بين الناس وغيرها. وأيضا هناك أهداف وضيعة.فهل ياترى اتضح هدفنا ، وحددناه وسعينا في سبيل تحقيقه , كحال هؤلاء المتسابقين في الملعب أم لا ؟ نعم إن هناك هدفاً كبيراً للإنسان في هذه الحياة , وهو تحقيق الغاية التي من أجلها خلق الإنسان وهي عبادة الخالق حق العبادة وطلب مرضاة الله سبحانه .لكن هناك أهدافاً فرعية لكل مسلم، ينبغي أن يفكر فيها مع نفسه، هل حددها ؟ وإذا حددها, هل سيحققها ؟
(2) التعاون:
تأملت مرة أخرى في حال هؤلاء الرياضيين, فرأيت أن مبدأ التعاون يعد من أركان هذه اللعبة وانه من أكبر أسباب النجاح.
(3) المشاركة في تحقيق الأهداف:
رأيت أن الذي يصنع الهدف في هذه اللعبة ليس واحدا فقط بل سلسلة من اللاعبين.فقد يتصور البعض أن الذي حقق الهدف واحد, وهو الذي أدخل الكرة في المرمى, والحقيقة أن الذين حققوا الهدف مجموعة كبيرة من الفريق.
(4) أهمية التشجيع:
أظن أنه لو لم يكن في الملعب مشجعين ، لما كان أداء اللاعبين جيدا ، بل قد يكون كثرة المشجعين من أسباب فوز الفريق.فكل من إبداعات إخوتنا تفوق النجاح، فلماذا لا نشجعهم ونحثهم على المزيد ونشد من أزرهم ولو بكلمة ثناء أو شكر .نعم إن المسلم مطالب بألا ينظر إلى كلام الناس ومديحهم هذا من جهة العامل ، أما من جهة الناس الآخرين فهم مطالبون بتشجيع أهل الخير والعاملين وغيرهم ممن لهم أعمال خيرة - ولو صغرت - ومؤازرتهم بل ونصحهم وهذا من التشجيع والتعاون على البر والتقوى.
(5) التعصب المقيت:
إن مما يعاب على بعض الناس في هذه اللعبة ، هو التعصب المقيت للفريق الذي يشجعه الشخص.
فنجده يوالي ويعادي من أجله، بل قد يعتدي على غيره إما بالضرب أو بالسب أو الاستهزاء وغيره وهذا كله من التعصب المقيت البغيض.
ومثله يقال للمسلم بألا يتعصب لشخص معين أو لرأي معين أو لبلد معين أو لمؤسسة معينة أو حزب معين وغير ذلك ، بل يعمل بالحق الذي يراه حقاً دون تعصب فيقبل وجهات النظر الأخرى التي تخالفه وذلك بأن يسمعها ويحاورها بعيداً عن التعصب والتشنج والإقصاء والتجريح .
إن مما يؤسف له حقا أن بعض الآراء والأطروحات والأفكار وغيرها ، قد تكون حقاً ، لكن الناس ينفرون منها بسبب التعصب المقيت الذي يحوم حولها.
بتصرف