عدد المساهمات : 72 تاريخ التسجيل : 30/11/2009 الموقع : tkafol.c.la
موضوع: لا تستكبر عن عبادة ربك ؟ الجمعة أبريل 02, 2010 4:24 am
قال تعالى " ادعوا ربكم تضرعاً وخفية انه لا يحب المعتدين " وقال تعالى " وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين " وقال عز وجل " قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن اياً ما تدعوا فله الاسماء الحسنى " وروى النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال " ان الدعاء هو العبادة ثم قرا " ادعوني استجب لكم " " الاية - وقال صلى الله عليه وسلم " الدعاء مخ العبادة " وروى ابو هريرة انه صلى الله عليه وسلم قال " ليس شيء اكرم على الله عز وجل من الدعاء " وقال صلى الله عليه وسلم " ان العبد لا يخطئه من الدعاء احدى ثلاث: اما ذنب يغفر له واما خير يعجل له واما خير يدخر له " وقال ابو ذر رضي الله عنه: يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الطعام من الملح.
وقال صلى الله عليه وسلم اداب الدعاء وهي عشرة الاول ان يترصد لدعائه الاوقات الشريفة كيوم عرفة من السنة.
ورمضان من الاشهر ويوم
الجمعة من الاسبوع ووقت السحر من ساعات الليل.
قال تعالى " وبالاسحار هم يستغفرون " وقال صلى الله عليه وسلم " ينزل الله تعالى كل ليلة الى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخير فيقول عز وجل من يدعوني فاستجيب له من يسالني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له " وقيل ان يعقوب صلى الله عليه وسلم انما قال " سوف استغفر لكم ربي " ليدعو في وقت السحر.
فقيل انه قام في وقت السحر يدعو واولاده يؤمنون خلفه فاوحى الله عز وجل اني قد غفرت لهم
وجعلتهم انبياء الثاني ان يغتنم الاحوال الشريفة.
قال ابو هريرة رضي الله عنه: ان ابواب السماء تفتح عند زحف الصفوف في سبيل الله تعالى وعند نزول الغيث وعند اقامة الصلوات المكتوبة فاغتنموا الدعاء فيها وقال مجاهد: ان الصلاة جعلت في خير الساعات فعليكم بالدعاء خلف الصلوات.
وقال صلى الله عليه وسلم " الدعاء بين الاذان والاقامة لا يرد " وقال صلى الله عليه وسلم ايضاً " الصائم لا ترد دعوته " وبالحقيقة يرجع شرف الاوقات الى شرف الحالات ايضاً اذ وقت السحر وقت صفاء القلب واخلاصه وفراغه من المشوشات.
ويوم عرفة ويوم الجمعة وقت اجتماع الهمم وتعاون القلوب على استدرار رحمة الله عز وجل فهذا احد اسباب شرف الاوقات سوى ما فيها من اسرار لا يطلع البشر عليها.
وحالة السجود ايضاً اجدر بالاجابة قال ابو هريرة رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم " اقرب ما يكون العبد من ربه عز وجل وهو ساجد فاكثروا فيه من الدعاء ورى ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال " اني نهيت ان اقرا القران راكعاً او ساجداً فاما الركوع فعظموا فيه الرب تعالى واما السجود فاجتهدوا فيه بالدعاء فانه قمن ان يستجاب لكم " الثالث ان يدعو مستقبل القبلة ويرفع يديه بحيث يرى بياض ابطيه.
وروى جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم " اتى الموقف بعرفة واستقبل القبلة ولم يزل يدعو حتى غربت الشمس " وقال سلمان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ان ربكم حيي كريم يستحيي من عبيده اذا رفعوا ايديهم اليه ان يردها صفراً " وروى انس انه صلى الله عليه وسلم " كان يرفع يديه حتى يرى بياض ابطيه في الدعاء ولا يشير باصبعيه " وروى ابو هريرة رضي الله عنه " انه صلى الله عليه وسلم مر على انسان يدعو ويشير باصبعيه السبابتين فقال صلى الله عليه وسلم احد احد " اي اقتصر على الواحدة.
وقال ابو الدرداء رضي الله عنه: ارفعوا هذه الايدي قبل ان تغل بالاغلال.
ثم ينبغي ان يمسح بهما وجهه في اخر الدعاء: قال عمر رضي الله عنه " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا مد يديه في الدعاء لم يردهما حتى يسمح بهما وجهه " وقال ابن عباس " كان صلى الله عليه وسلم اذا دعا ضم كفيه وجعل بطونهما مما يلي وجهه " فهذه هيئات اليد ولا يرفع بصره الى السماء قال صلى الله عليه وسلم " لينتهين اقوام عن رفع ابصارهم الى السماء عند الدعاء او لتخطفن ابصارهم " الرابع خفض الصوت بين المخافتة والجهر لما روي ان ابا موسى الاشعري قال: قدمنا مع رسول الله فلما دنونا من المدينة كبر وكبر الناس ورفعوا اصواتهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس ان الذي تدعون ليس باصم ولا غائب ان الذي تدعون بينكم وبين اعناق ركابكم " وقالت عائشة رضي الله عنها في قوله عز وجل " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها " اي بدعائك وقد اثنى الله عز وجل على نبيه زكرياء عليه السلام حيث قال " اذ نادى ربه نداء خفياً " وقال عز وجل " ادعوا ربكم تضرعاً وخفية " الخامس ان لا يتكلف السجع في الدعاء فان حال الداعي ينبغي ان يكون حال متضرع والتكلف لا يناسبه قال صلى الله عليه وسلم " سيكون قوم يعتدون في الدعاء " وقد قال عز وجل: " ادعوا ربكم تضرعاً وخفية انه لا يحب المعتدين " قيل معناه التكلف للاسجاع والاولى ان لا يجاوز الدعوات الماثورة فانه قد يعتدي في دعائه فيسال ما لا تقتضيه مصلحته فما كل احد يحسن الدعاء ولذلك روي عن معاذ رضي الله عنه: ان العلماء يحتاج اليهم في الجنة اذ يقال لاهل الجنة تمنوا فلا يدرون كيف يتمنون حتى يتعلموا من العلماء وقد قال صلى الله عليه وسلم " اياكم والسجع في الدعاء حسب احدكم ان يقول اللهم اني اسالك الجنة وما قرب اليها من قول وعمل واعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول وعمل " وفي الخبر: سياتي قوم يعتدون في الدعاء والطهور.
ومر بعض السلف بقاص يدعو بسجع فقال له: اعلى الله تبالغ اشهد لقد رايت حبيباً العجمي يدعو وما يزيد على قوله: اللهم اجعلنا جيدين اللهم لا تفضحنا يوم القيامة اللهم وفقنا للخير والناس يدعون من كل ناحية وراءه وكان يعرف بركة دعائه. عن : احياء علوم الدين لابي حامد الغزالي