نسوة قرى الجنوب ؛ من جب الانغلاق إلى واحة الانفتاح

المعركة السابعة :نسوة قرى الجنوب ؛ من جب الانغلاق إلى واحة الانفتاح

" النساء شقائق الرجال " في كل شيء شئنا أم أبينا .. وقد ضيع الرجل مكانة المرأة وأدوارها حتى طغى بجبروته عليها فنشأت أجيال من أشباه الرجال لا ترى في المرأة إلا الوسيلة لأعمال السخرة في البيت والحقل وكل مكان!!

وها أصوات الوجع والأنين من وضع غير مرغوب فيه تصدح بها قلوبهن وتفصح عنها أفواههن وتخطها أقلامهن .. فلا تسمع إلا الدعوة إلى الانفتاح والخروج من جب الانغلاق !!

فأي انفتاح ؟؟ وأي انغلاق ؟؟

الانفتاح على ماذا؟؟ ولما ؟ وفيما الوجم ؟؟ وهل ثمة انغلاق في حركية الجنوبية من تمزموطنا الحبيبة؟؟

الدعوة إلى الانفتاح مسألة كبيرة على الفهم التبسيطي لمفهوم الانفتاح لأن التمزموطية منفتحة وحرة ومتمتعة بحقوق يتمتع بها الذكر على السواء..حق العيش حق التمدرس حق الحياة حق التنقل وزيارة الأهل والأحباب حق ممارسة الشعائر الدينية...

فعلى أي انغلاق هي ؟؟ وأي انفتاح تطلب؟؟

إن المسألة تتجاوز الحديث عن مجرد الانفتاح الصوري لأن وجود الجنوبية جنب أخيها الجنوبي شيء موجود مألوف .. لكن على أية صورة هو؟؟

ماذا تريد الجنوبية من الانفتاح ؟؟ هل تقصد به الانفتاح على الجنوبي المذكر ؟؟

هل يقلقها الانطواء والانعزال ودكة الفرجة والتواري خلف الستار دون الوقوف على خشبة مسرح حياة تمزموط؟؟

هل تحس أنها دونه في المشاركة في تدبير الشأن التمزموطي؟؟؟

أليس للرجال اهتمامات لا يفعلها إلا الرجال ؟؟

أليست للنساء اهتمامات لا ينهض بها إلا النساء ؟؟

اسمحوا لي أن أقول ؛ إن مسألة حرية المرأة وانفتاحها أصبحت مسألة ملغاة في اعتباراتنا الفكرية والثقافية ، لكنها تبقى في حاجة إلى التشذيب والتطوير والحصر والتحصين في أمور معنوية نفسية ذات الصلة بالمعاش والشؤون الاجتماعية الخدمية ؛ فثمة توجد مشكلة الجنوبية التمزموطية..

لنا أيها الجنوبيون المثل الأعلى في قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول في حقهن وفي طبيعة العلاقة التي تجمعهن مع شقيقهن في الآدمية :" ما أكرمهن إلا كريم ، وما أهانهن إلا لئيم " .. فالمسألة كلها من الرجل وإليه فالكرم صفة نبلاء المشاعر وأصفيائها واللؤم خسيسة ضعاف النفس مقتفيي خطوات الشيطان...

فانظر أيها الجنوبي ماذا تريد لأختك ؛ عيش رغيد وراحة بال وهناءة خاطر وإحساس بعنفوان الحياة أم عبودية وعسر في الحال واضطراب في النفس وتذمر من الحياة !!

الحياة جميلة ولن تكون كذلك إلا براحة الأنثى التي تريحك في شتى مناحي ومراحل عمرك .. تريحك أما وأختا وخالة وعمة وزوجة ...أم أن الأمر عندك استعباد وحق غير مشروع في الاستفادة من منافعهن عنوة دون أي اعتبار لأكثر النفوس الإنسانية رهافة حس وشعور؟؟

الكرم كرمك ياجنوبي!!

واللؤم منك أيها الجنوبي !!

فجنب أختك مهاوي ما سقط فيه غيرها .. أبعد عنها قلاقل الانفتاح البشع الذي لا يراه اللئام إلا في نسج علاقات غير مشروعة معهن ، كن لها دليلا ومنارا يجنبها السقوط في وحل الرذائل التي لن تكون إلا أنت السبب فيها بإغراءاتك وسذاجتها هي وعسر أحوالها النفسية والمعاشية منك ومن أبيها وكل من يحوم حولها من ثقافة الجنوبيين الذين لايرون فيها إلا الأداة لتوفير الأكل والشرب ولوازمه دون النظر بعين الرحمة والرأفة إلى الشقاء اليومي الأبدي الذي ترزح فيه الجنوبية بلا حول لها ولا قوة!!

فأي انفتاح ؟؟ وأي انغلاق ؟؟

المسألة تحتاج كثيرا من المشاورات والمناتفات الكلامية وكسر عديد من الأفكار في رؤوس اللئام دون كسر للرؤوس !!

تحتاج إناثا كفوءات بالاضطلاع بالدور التصحيحي لمسار حياة الجنوبية ؛ توعية وتنويرا وتبصيرا بالمخاطر والمشاكل للتخفيف من وجع الحياة والاستمتاع بلذة الحياة في كنف الحصن والعفة والشرف والمحبة الأسرية فالمجتمعية!!

تحتاج العمل والمشاركة في النهوض بشؤون القبيلة عبر المجالات ذات الصلة بها في محو أمية الدين و الفكر والوعي و الكتابة والقراءة والتغذية والنظافة واللياقة والجمالية والسذاجة في أسراب الجنوبيات سربا سربا...

فهل الجنوبيون والجنوبيات مستعدون ومستعدات لخوض وكسب تلك المعارك الحقيقية ؟؟

هل لأعياننا وشيوخنا وشبابنا مخطط عملي في هذا؟؟

هل لجمعياتنا برامج سنوية في ذلك؟؟

فأي انفتاح ؟؟ وأي انغلاق ؟؟

إنا نريد من ذاك الانفتاح ، انفتاحا عمليا على شؤون الجنوبيات نرعاها رعاية الأب والأم أبناءهم .. ندخل معها إلى تفاصيل مشاوير حياتها فنخفف عنها حمل الثقيل وندخل الفرحة في القريح ونملأ الفارغ من أوقاتها ؟؟ فهل هذا ينال بالفكر أم بعمل الكرماء في كل بيت وفي كل علاقة طاهرة تجمع جنوبيا بجنوبية...؟؟!

إن الجنوبية مطالبة بالإفصاح عن كل ما ينغص حياتها في تفاعلاتها مع الجنوبي لينظر في طبيعة السلوكات الصادرة ، وتوزن بميزان الشرع والمنطق والعقل والإنسانية لتخصص الخطب الجمعية والندوات والمحاضرات والمناقشات ودروس محو الآفات لذلك... رغبة في خلخلة نظم تعاملية موروثة وبعد الخلخلة والإصرار في ذلك والتخطيط المعقلن لتجاوز العثرات ، حينها ننزع السلوك اللئيم ونغرس بدله بذرة السلوك الكريم.

وإلى اللقاء بكم في معركة أخرى من معارك الوعي
همس الجنوبي
صبيحة 29/07/2009