في20 مارس 1956 الموافق ل 27 شعبان 1375, تبلغ مساحة إقليم ورزازات 19.464 كلم مربعة , و يبلغ عدد سكانه 439.072، يحده من الشمال ولاية مراكش و إقليم أزيلا ل , شرقا إقليم الرشيدية , جنوبا إقليم زاكورة , جنوبا غربا إقليم إقليم طاطا و غربا إقليم تارودانت .
فيما يتعلق بالتضاريس فالوسط الطبيعي لهذه المنطقة بوجود وحدات تضاريسية متباينة تتسم بالجفاف تمتد خلالها شمالا سلسلة الأطلس الكبير الأوسط من فج تيشكا إلى هضبة البحيرات على شكل قبة غير مماثلة تنتمي بنيتها الجيولوجيا المشكلة من صخور كلسية إلى إللياس و الجو راسي .و تضم هذه السلسلة مجموعة من القمم يصل أعلاها إلى 4071 م.
شكلت منطقة ورزازات طيلة تاريخها الطويل نطاقا التقت و امتزجت فيه عدة مجموعات بشرية ذات أصول عرقية مختلفة و ذلك من خلال ما تم اكتشافه من أدوات قديمة و نقوش صخرية تحيل جميعها على حضارات عريقة .
يجمع الدارسون على أن الأمازيغ هم أول من استوطن المنطقة في مرحلة تاريخية متقدمة, و في عصور تالية جاءت أجناس مختلفة لتستقر بالمنطقة كالأفارقة و اليهود .
مدينة ورزازات كانت من قبل عبارة عن مدا شر تتكون من قريتين: تصومعت و تاوريرت ، و مع التوغل الاستعماري بالمنطقة اتسع الشريط الحضاري و ارتفع عدد السكان بشكل مضطرد و يفسر هذا التطور السكاني بالرغبة التي دفعت الأسر الريفي إلى الهجرة بحثا عن ظروف أفضل للعيش خاصة مع سنوات الجفاف إضافة إلى عوامل الفقر و التهميش الذي تعاني منه البادية و بساطة وسائل الاستغلال التي لم تعد كافية لتغطية حاجيات السكان إلى جانب هذا نجد التطور الاقتصادي و الاجتماعي الذي عرفه المجال الحضاري بنياته الإدارية و الخدماتية.
تنفرد منطقة ورزازات بنمط معماري خاص و أصيل ، يتمثل هذا الطابع بالأساس في الأشكال الهندسية للقصبات و القصور ، و هي هندسة ترابية تتميز بجمالها و خصائصها المستقاة من الوسط الطبيعي الذي أقيمت فيه ، مما جعل منها أحد أهم المعالم التراثية بالمنطقة و يقصد بالقصبات و القصور: المباني المشيدة في أماكن عالية كالتلال المجاورة لمجاري المياه ، كما يقصد بها أيضا المساكن التي شيدت في المناطق القريبة من الصحراء و المتوفرة على عنصر من عناصر التحصين .و تتواجد هذه القصبات و القصور على شكل مباني عالية لها مدخل واحد و محصنة بأسوار واقية تتخللها أبراج شامخة ، أما تصميماتها فهي تصاميم عضوية و وظيفية تستجيب لمتطلبات المجموعة البشرية التي ستقيم بها ، حيث تتوفر على كل المرافق الضرورية من مسجد و فران و حمام و ساحة مركزية .
بالإضافة إلى الرصيد المعماري هناك الموروثات الثقافية المحلية التي تتميز بالتنوع ساهمت في إغنائها مجموعات بشرية مختلفة … فالدارس لتراث منطقة ورزازات يجد نفسه أمام إبداعات حضارية متداخلة تستقي مادتها من روافد إنسانية عديدة لتعطي في النهاية مخزونا ثقافيا يتمثل أساسا في شتى أنواع الرقصات و الأهازيج الشعبية و العادات و التقاليد الأصيلة في اللباس و الأكل و مواسم الحصاد و المآتم و الأفراح … و قد ساهم في هذا الغنى و التنوع : طبيعة المنطقة المنفتحة على مختلف جهات المغرب و على الحضارات الأمازيغية الإفريقية اليهودية و العربية حيث يمكن إرجاع الكثير من مظاهر هذا التراث إلى عناصره الأصيلة ، بيد أن هذا لا يعني انعدام الخصوصية الحضارية للمنطقة ، هذه الثقافة لازالت تحافظ على مميزاتها كتراث أصيل ، لاسيما غي البوادي التي ظلت حاضرة و متمسكة بالطابع المحلي للبيئة الأصيلة ليس فقط على مستوى الغناء و الزي بل في كل ما يندرج في الفنون الشعبية ، و من أهم هذه الفنون الرقصات التراثية التالية :
- أحواش و الأماكن التي توجد فيها هذه الرقصة الشعبية تاوريرت ، تيفولتوت، تلواث ، أكدز ، تندوت
- أحيدوس و تسود في منطقة قلعة مكونة و تنغير ...
- الركبة و تنتشر بقبائل الروحة و أولاد يحي و تانسيطة منذ أزيد من 400 سنة.
- أقلال منتشرة بين سكان واد درعة منذ القدم ، بحيث يزيد عمرها 700 سنة .
- توناست تمارس في بعض المناطق تازناخت و تؤدى من طرف الرجال و بأيديهم بنادق
و كنتيجة لهذا الغنى و التنوع يعرف الإقليم العديد من الاحتفالات و المواسم أشهرها :
- موسم سيدي داود الذي ينظم بمدينة ورزازات خلال شهر غشت من كل سنة .
-موسم الحاج عامر ينظم بتنغير يوم 18 ذي الحجة .
-موسم سيدي محمد بناجي ينظم بغسات يوم 18ربيع الأول .
-موسم أمرديل ينظم بتيدلي ما بين 14و 17 أكتوبر .
و نظرا لارتباط قطاع السياحة بقطاع السينما بورزازات ، فإن المسؤولين أولو ه أهمية كبيرة و ذلك بتشجيع الاستثمارات في هذا الميدان من خلال بناء وحدات فندقية جديدة و تحسين الخدمات ... و يعود الاهتمام بمنطقة ورزازات سياحيا إلى الفترة الاستعمارية حيث أن المكتب الوطني المغربي للسياحة الذي أنشأ سنة 1946 ، قام بإنشاء مأوي مرحلية في منطقة الجنوب الكبير.