موضوع: العدوّ المختار! السبت نوفمبر 14, 2009 7:57 am
هل يعود الزمن إلى الخلف! ؟ وهل منّا من يختار العدوّ خلاّ له!؟ سأحدثك أيها التمزموطي اليوم عن عدوّ ماكر في ثوب صديق صادق ،طالما لازمه كلانا ،ولازمه غيرنا،وصاحبه من قبلنا،و ربما يتشبث به من بعدنا؛ لكنه يتنكّر للكلّ،و يتحسّر الكلّ على اختياره صديقا،لكن بعد فوات الأوان؛ إنه حلو عذب قريب الظلّ،مرافقته تبدو لا تكلف شيئا ؛وهو الذي لا يتكبّر على أيّ خلّ ولا يترفّع،يمدّ يده للكل يسحرهم فيبسطها وينادي: أنا صديق من لا صديق له ،أنا شغل من لا شغل له،أنا ملاذ من لا ملاذ له ،كلماته رنانة رقراقة،إغراؤه مجتذب كالمغناطيس،لا يشترط قرينا لمصاحبته ولا يرفض كهلا أو شابا أو عجوزا،يفترش لك الورود،ولا يملّ أحد مجالسته،جليسه في ضحك و أنس،وراحة وغبطة.. هذا الصديق ذرّيته موجودة في كلّ مكان،وفي تمزموط كثرت مؤخرا،وأظنك تلازمه أنت أيضا أيها القارئ،لكن معيتك له تطول أو تقصر،و العجيب أنه غزا كثيرا من الدول العربية بتأشيرة مروره المفتوحة. لكن قبل أن أسمّي لك هذا الصديق ؛أهمس لك بسلبياته،و أفضح مكنونه و مكره:نعم، مشكلته أنه مجلبة لكل شرّ،وبصحبته كلّ شيء مرجوّ مباح - إلا من رحم ربّك - يجتهد في إسقاطك في النميمة،و الكسل و البهتان و الرذيلة...لكن من حيث لا تدري،ولا تحسّ،غالبا ما يكون هو الرفيق الموصل إلى الخسران في الدنيا و الآخرة.. قد تقول لي أهو موجود في تمزموطنا يقينا؟ أجزم لك بالإثبات مطمئنا،و سأسميه لك ، فلا تستعجل،ولن أكنّي و لن أرمز،لكن تأكد هذا الصديق إن لم تكن رفقته محرّمة بنص قطعيّ في النقل - بالكتاب أو السنة - فإنه موضوعة له حدود صارمة لمن أصرّ عليه،و فقهاء الأصول نبّهوا عليه و على أمثاله من الأخلاّء في باب سدّ الذرائع. سأستبق الزمن و أتنبأ فأقول لك : تأكد إذا بقيت أنت كذلك مع هذا الصديق ؛لن يدعك حتى يجعل منك أضحوكة للعالمين، إنه كالمخدّر،بل أشدّ خطورة،وإن من المخدّر لما يتبرّأ منه الجادّون،وإن منها لما إثمه أكبر من نفعه...أمّا هذا ، فداء لايستطبّ منه،هو كالأفعى لينة الملمس،قاتلة السمّ،لاتقل :إنك تبالغ؛ وأنا سأنتصر عليه، فإن كنت ريحا فهو إعصار،كم من بيت دمّر ومن إرث أتلف ومن مال ضيّع.ومن حسب أهان...إنه يرميك من حيث لاتدري، و يأتيك من حيث لا تنوي،يفسدك ببطء حتى تصبح لا تَصلُح لأي شيء ،ولا تُصلح أي شيء،بل ربّما تمقت نفسك.... وكأنني بك مستعجل لمعرفته وأنا عند وعدي- وهو دينٌ عليّ - و سأنعته لك و أعلمك إياه؛ لكن ليس قبل أن أفرغ من سلبياته التي يخفيها رونقه الساطع، يحجبها بريقه اللامع ،كي تمجَّه وتمقتَه، وتفطمه عنك وتقطعه. . هو مصدر كل همّ وغمّ ،و ذمّ وذلّ، و التحرّك بعيدا عنه مجلبة لكلّ سعادة ورفعة ،وهناء وسناء، وارتياح و انشراح... أراك يئست من الانتظار أيها القارئ العزيز؛ إذن،نفذ صبرك و تريد معرفته.. طيّب، سأقول لك ، لكن شرط أن تعدني بمعاداته و ومفارقته ،وسخطه و بغضه،من يومك هذا، و من لحظتك هذه، و تساعدني على إذاعة عواقبه،و نشر مضاره،حتى ولو كان أعزّ أصدقائك عليك،و أقربهم إليك،و آثرهم عليك،ولا تتذرع ببقاء الآخرين معه وملاصقتهم إياه،فلا يهمنّك إصرار مصرّ، أو عناد مغترّ،و هروبك منه مدعاة لفرارهم منه،إلى أن يبقى وحيدا مهجورا، بعيدا منبوذا، لا أنيس ولا جليس،عندئذ سيطرد نفسه من بلدتنا ،و يرحل عن مائدتنا،فطالما عمّرها ... إنه زنيم دخيل،مستعمر محتلّ...إنّه الفراغ وما أدراك مالفراغ!. وها قد عرفته،فهلا أنجزت وعدك وطبقته ؟قد تقول كيف أهرب من الفراغ وأين لي برأس مال بعد أن إجتهدت في إقناعك ؟؟ أقول لك : هو وقتك " فنعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ؛ الصحة و الفراغ" ، وعليك أن تغتنم " خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك" وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عدل سابقا من قبل الــبــدر الــلـــطــيــف في السبت ديسمبر 19, 2009 9:20 am عدل 4 مرات
همس الجنوبي نجم تمزموطي
عدد المساهمات : 371 تاريخ التسجيل : 18/10/2009 العمر : 45 الموقع : www.badda.c.la
موضوع: الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك السبت نوفمبر 14, 2009 1:37 pm
حينما ندرك قيمة الوقت نكون قد أدركنا قيمة الحياة شكرا للبدر المضيء على اضاءته معالمنا بهذا الموضوع المغري بالنقاش