عسل أم كسل
تحدث في مقال سابق عن أناس كالشموع، وقدمتهم كبقات من الزهور، اليوم سأتحدث عن باقات ذبلت زهورها.
فالله سبحانه وتعالى خص هذه الأمة بالقراءة وميزها عن باقي الكائنات بملكة الفهم، فلماذا لا نستعمل ولو جزء منها في تنظيم أوقاتنا كون التنظيم الجيد سر النجاح؟ قد يتهم البعض هذا الزمان ويعيبه ويصفه بالخبث وآخر الأزمان،والبعض الأخر قد يشتكي من الوقت وانشغالاته، والواقع أننا نحن من نعطي هذه الصبغة وهذا اللون بطموحات لا حدود لها وبرغبات نستحضرها قبل أونها، بجانب جشع يفوق قدراتنا، دون أن نستعد ونواكب على تحقيقها، فنحن قوم يعيب زمانه والعيب فيه وما لزمانه عيب سواه،و نحن قوم يريد أن يصل الى هدفه دون عمل وانما بالنوم والكسل، وخير برهان على تخادله العمل في اتجاه واحد، وكأنه موسمي العمل، يعطي كل وقته لعمل الساعة دون مراعاة للأعمال الأخرى،ومن أسباب ذلك التنظيم الغير الجيد وعدم التبصر،فعلى سبيل المثال نجده قوم يتفرغ كل التفرغ للامتحانات أيامها،ويكتفي بالتنزه والاسترخاء يوم الاجازة...، لنضع الضمادة على الجرح، ونقم بقراءة بسيطة لمنتديات تمزموط، فنحن في المنتدى نقارب السبعين عضوا، لا يشارك منها الا عشرة أعضاء، منهم من أدلى بدلوه مرة فغاص في سبات عميق،ومنهم من لم يسجل حتى دخوله ؛ لنحرك جزءا من عقولنا ونتنبأ كيف سيكون منتدانا في الأفق، ان نهجنا خطة ممنهجة ومنظمة، تتمثل مثلا في مساهمة كل عضو بموضوع واحدة على الأقل، ثم ينتظر دوره القادم بعد أن يشارك الأعضاء السبعين واحدا تلوى الأخر بنفس الشكل، ويكون بين موضوع العضو الأول والذي يليه أسبوع يتم فيه مناقشة الموضوع من كل الجوانب، ونسمع تحليلات مختلفة وانتقادات عدة، ألن يكون منتدى تمزموط يتضاهي المنتديات الأخرى؟ ألن تتعدل وتتطور أراؤك واتجاهاتك؟ لكن للأسف وكأننا نزيد الطين بلة !!!! والأهم أن نتساءل عن قيمة عضو سجل عضويته دون أن نرى له أدنى مساهمة، أو بالأحرى أن يسجل دخوله.
ولكي تعطي مجهوداتنا ثمارها ونصل الى مبتغانا الأمر هين كلما تكون لدينا حافز من الحوافز،وضعنا أمامنا أهدافا واضحة، وتيقنا أننا قادرين على ذلك، بل باستطاعة أن نصنع أكثر، إذا اتفقنا مع قولة نابليون هيل القائلة " ليس هناك حدود للعقل يقف عندها، سوى تلك التي اقتنعنا بوجودها "، وتأكدنا أنه لن نجد وقتا سانحا لعمل أي شيء،ان لم نخلق نحن هذا الوقت، وعرفنا أنه " ما يتخيله عقل المرء ويصدقه قادر على تحقيقه " كما قال نابليون هيل، وعملنا على التصويب نحو القمر فإن أخطأناه أصبنا النجوم، فالفشل ليس أبديا والنجاح ليس له نهاية.
بقلم سعيد امزيل