همس الجنوبي نجم تمزموطي
عدد المساهمات : 371 تاريخ التسجيل : 18/10/2009 العمر : 45 الموقع : www.badda.c.la
| موضوع: رحلة بحث السبت نوفمبر 21, 2009 11:04 am | |
| الآن بات من الممكن أن تنام العين قريرة ويرتاح الذهن هنيهة , بعدما كتبت الولادة أخيرا لهذا البحث – الحد وشروط صياغته عند أبى حامد الغزالي , انطلاقا من كتابه " معيار العلم في المنطق " - الذي تقادم بي العهد معه , وطال بي الأمد صحبته . فقد كان من المقرر أن يكون هذا البحث من البحوث المقدمة لشعبة اللغة العربية وآدابها قصد نيل الإجازة في الآداب من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير في الموسم الجامعي ) 2001-2000م ( , لكن القرار لم يكن بيد من لا يستطيع القرار , إذ لم يكن من صاحب القرار إلا أن قرر بمشيئته ، وقدر أن أكون من طلبة شعبة اللغة العربية وآدابها الذين اجتازوا بنجاح امتحانات الدخول إلى المركز التربوي الجهوي CPR ( بإنزكان ) الموسم التكويني :2001-2000 م ولم يكن ذلك ليتحقق إلا بعد بداية ذلك الموسم ) في شتنبر وأكتوبر ( , وقد كان الاشتعال بالبحث أسبق من ذلك النجاح , لأن تاريخ إنهائي إجراءات البحث عن ( أستاذ جامعي يشرف على بحث الطالب ( فضلت إنهاءها نهاية الموسم الجامعي ) 2000-1999 م( , لما كان لي من رغبة جامحة في الاشتغال على موضوع اقتنع به وأكرس له وقتا كبيرا للاستفادة منه والإفادة مستقبلا بإذن الله , وذلك يستلزم اختيار أستاذ محنك مجرب تطلب الاستفادة من حنكته في الأبحاث العلمية ومن تجربته الفعالة في الإرشاد التربوي . فوقع اختياري على الدكتور محمد خطابي - صحبة مجموعة من زملائي - لسمعته الطيبة واتصافه بما ذكر . وتفضل بعدها مشكورا فمنحني بعض المراجع اصطحبتها معي إلى زاكورة في العطلة الصيفية وأضفت إليها أخرى قمت بابتياعها من مكتبة ألموكار . فبدأت تجربتي في الاحتكاك بالموضوع ابتداء من العطلة الصيفية ؛ قراءة و دراسة وتحريرا , مسترشدا بإرشادات أ ستاذي المشرف : السيد محمد خطابي . وعند بداية الموسم الجامعي ) 2001-2000م ( , اضطررت إلى وقف العمل في بحثي بعدما سحبت ملفي من الكلية - للأسباب التي ذكرت , واعتذرت حينها من الأستاذ وأخذت منه وعد الاستمرار معه في هذا البحث في الموسم الجامعي المقبل بعد الفراغ من التكوين بالمركز التربوي الجهوي . ظل البحث راقدا عندي طيلة موسم التكوين إلى أن نفض عنه الغبار في الموسم ) 2002-2001 م( , بعد تخرجي من المركز التربوي الجهوي بإنزكان أستاذا لمادة اللغة العربية بثانوية علال بن عبد الله للتعليم الأصيل بطاطا ، التي تبعد عن أكادير بحوالي 280 كلم , لتنطلق من جديد عملية البحث والإشراف بكل جد ومثابرة في ظروف جد صعبة . فمن المسلم به أن لكل عمل صعابا وعقبات تعرقل السير العادي لشؤونه , وأن لبداية كل أمر اضطراباته . واضطراب بداية بحثي كان من قلة المراجع التي تتناول الموضوع , وكثرة المصادر التي تتحدث عن نفس الموضوع عند أعلام آخرين مع صعوبة التوفر عليها . أضف إلى ذلك بعض الصعوبات في فهم بعض المفاهيم التي أصادفها في قراءتي للمراجع والمصادر التي أتيحت لي فرصة قراءتها , ومن الصعوبات أيضا عدم وضوح الرؤية المنهجية التي سأسير وفقها في إنجازي للبحث . وقد زالت – والحمد لله على ذلك – بعض تلك العقبات بفضل الاحتكاك المتزايد بالكتابات المتعلقة بموضوع البحث وبالتوضيحات والإرشادات التي أحصل عليها من أستاذي المشرف كلما أتيحت لي فرصة ذلك , نظرا للبعد بين مقر تعيني أستاذا وبين مدينتي الجامعية . ويمكن الإشارة بصفة عامة إلى ظروف إنجازي لهذا البحث المتواضع في مرحلتين اثنتين :
1- مرحلة ما قبل النجاح في امتحانات الدخول إلى المركز التربوي الجهوي حيث كان اشتغالي على البحث في العطلة الصيفية تحت رحمة ظروف مناخية قاسية ؛ للارتفاع الكبير في درجة الحرارة بتمزموط – زاكورة ؛ مسقط رأسي , وأيضا لظروف ضرورة المزج بين البحث والعمل في أشغال بناء المنزل مع أسرتي , مما اضطرني إلى الإسراع مبكرا بالسفر إلى أكاد ير رغبة في إتمام تحرير فقرات من البحث والبدء في مراجعة مرطونية استعدادا لامتحانات الدخول إلى المركز التربوي الجهوي . 2- مرحلة ما بعد التخرج من المركز التربوي الجهوي : بعد التخرج منه مباشرة بدأت من جديد عملية البحث في الموضوع والتي تعززت بداية الموسم ) 2002-2001 م( ؛ بالحصول على مراجع من أستاذي المشرف , ونسخ جملة من المراجع حصلت عليها من خزانة كلية الآداب والعلوم الإنسانية وشراء أخرى بحسب ما سمحت لي به ظروفي المادية , دون أن أنسى الإشارة إلى تلك الاستفادة الكبيرة من " دار الثقافة " و " خزانة ثانوية علال بن عبد الله للتعليم الأصيل " بطاطا ؛ فقد قدم القيمان عليهما مساعدة جمة لي إعارة وبحثا معي على كتب كنت بحاجة إليها .
وتبقى الصعوبة الكبيرة في هذه المرحلة ؛ تلك المتعلقة بصعوبة المزج بين أن يكون المرء طالبا باحثا وأستاذا مبتدئا بميدان التعليم ) الوضعية المادية , الممارسة التعليمية التربوية ( . وبحمد الله وفضله تم التغلب على كل تلك الظروف والمعرقلات بقليل من الصبر وحسن تنظيم وتوزيع للوقت على الاهتمامات . ولم يكن اختيار موضوع هذا البحث ) الحد وشروط صياغته عند أبي حامد الغزالي انطلاقا من كتابه " معيار العلم في المنطق " ( , لم يكن من اقتراحي ، بل من اقتراح أستاذي المشرف السيد محمد خطابي .و قد تلاقى ذاك الاقتراح مع رغبتي في البحث بموضوع له علاقة بشخصية عربية كبيرة تركت آثارها وبصماتها الإيجابية – بكتاباتها النقدية والفكرية – على تاريخ الأمة العربية الإسلامية . فقد كنت أفكر بالبحث في فكر ابن خلدون أو ابن رشد وفي أدب علي كرم الله وجهه وفي مواضيع هامة كالاستشراق الأدبي الخ . فتحققت بذلك رغبتي في بحثي الحالي لكونه يتعلق بموضوع أصيل له مكانته الكبيرة في تاريخ الفكر الإنساني ؛ هو المنطق والفلسفة وكنت ميالا إلى القراءة في مثل هذه المواضيع . وقد اكتشفت - بعد طول قراءة وتمرس على الكتابات والمواضيع التي لها علاقة بموضوع البحث - أن لموضوع هذا البحث أهمية علمية يمكن الإشارة إليها فيما يلي : - تناول البحث موضوع الحد الذي يدخل ضمن العلاقات التأثيرية والتبادلية بين اللغة والفكر الانساني ، باعتبار سعي الحد إلى ضبط تصورات الفكر والتعبير عنها تعبيرا دقيقا . - الجرد التاريخي والتحليل للحياة العلمية والفكرية والشخصية لحجة الإسلام : الإمام أبى حامد الغزالي والوقوف عند إسهامه الفكري في موضوع الحد : أحد أهم المباحث في الألفاظ المنطقية وهذه الأخيرة واحدة من مباحث علم المنطق الثلاثة ( الألفاظ , القضايا , الاستدلال ( . - البحث يتطرق لعلم المنطق تعريفا ونشأة وتطورا , عند اليونان كما عند العرب انطلاقا من الوقوف عند بعض المناطقة العرب وعند دورهم في تطوير المنطق ؛ الحاكم على تفكير العقل .
وكل ذلك تم بعون الله ومنه وفضله , وفق تصميم منهجي دقيق , فصلت الحديث فيه عن تلك الخطوط الثلاثة العريضة في فصلين اثنين تضمن كل فصل مبحثين , وتجد ذلك مفصلا في فهرس المحتويات .
عبد الله بادا طاطا يوم السبت : 16 فبراير 2002 م 03 ذو الحجة 1422 قريبا سأنشر محتويات هذا البحث في منتدانا الثقافي على شكل محاور حتى يستفيد القارئ من تفاصيله ومحتوياته ويناقشني فيها
| |
|