محادثة ودية بين همس الجنوبي وعلال الشرق ( عن الإنسان والعمل الجمعوي)

إليكم هذا العمل :
13:55
علال الشرق:
- أهلا أخي الكريم، تأبى والله إلا أن ترصد لحظات عفوية تؤرخ لدردشة فايسبوكية، حولتها إلى مادة دسمة في ذاك الحوار الذي مر بيننا، كنت نسيته حتى وجدته مدونا على أول محادثة ودية بيننا، كما قيل من غير تعسف ولا تصرف ولا تنميق.
- بوركت عينك الراصدة، ودمتم للإبداع عنوانا ..
13:58
علال الشرق:
- ولا أخفيك أستاذي الفاضل أنك بصنيعك البسيط هذا ذكرتني بأمر جلل، أمر تقشعر الجلود لذكره، وتكاد تلامس القلوب الحناجر لهوله، إنه الكتاب الذي لا يغادر كبيرة ولا صغيرة إلا أحصاها، إن كانت هذه المحادثة رصدتها عين البشر، فكيف بعين الله التي لا تنام؟ إنها موعظة ربما لم تكن مقصودة وإنما أتت عفوا كهذا الحوار الجميل...
14:00
علال الشرق:
- فألف تحية لك، وربط الله على قلبك حتى تنجو، وآمنك من الروع يوم الروع ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
14:01
همس الجنوبي:
- آمين، نحن وأنتم وجميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
- بوركتم ، شعارنا - أيها المثقفون - منذ اليوم؛(من أجل التأسيس لجنس أدبي جديد، يواكب حركية التواصل الإنساني العولمي، ولعلاقات تواصلية تعلو على إسفاف المارد الأزرق)
14:02
علال الشرق:
- وأنتم كذلك.
14:04
همس الجنوبي:
- كثيرة هي الحوارات والمحادثات التي دارت بين رحى المارد الأزرق، أعود لها للتدقيق فأكتشف أنها تستحق أن تكون جنسا أدبيا حديثا يواكب التطور في الحوار ووسائله بين بني البشر خلق الله العليم الخبير، كنت أفكر دائما في إعادة تحويلها إلى عمل أدبي، كما أنموذج المحادثة الودية الأولى بين همس الجنوبي وعلال الشرق.
14:07
علال الشرق:
- صدقت والله.
- سأحيلك على نموذج بسيط، جرى بيني والأستاذ مراد حموش ربما أجده بين ثنايا الشبكة.
14:10
علال الشرق:
- لي الشرف أستاذي أن أكون أول الغيث.
14:12
همس الجنوبي:
- أنتظر أن تجد محادثتك.
- سأحرر لاحقا حواري مع مراهق أو مراهقة ومع تلميذ وتلميذة ومع عاطل ومع يائس...
14:14
علال الشرق:
- ولا تنس أن تحاور نفسك، فربما كان مونولوجا يستحق التدوين
- ههه.
14:16
همس الجنوبي:
- هههههههههه
14:18
همس الجنوبي:
- حوار النفس يتجلى دائما في الأفكار المعبر عنها، " بين العقدين" ، أنموذج الحوار الصادق مع الذات ومساءلة لسنوات زمني قبل العرض على الله.
14:20
علال الشرق:
- إني عاكف على عقديك، غير أن وعكة صحية ألمت بي فشتت الأفكار، وذهبت بالتركيز، فعسى شفاء قريب لأواصل النبش بين ثناي سطورك الزاهية، وقد راقني إخراجك لتلك النسخة، فقلت جمال ظاهري لاشك أنه يخفي جمال الباطن.
14:23
همس الجنوبي:
- عافاكم الله وشفاكم أبا البراء، الناس هذه الأيام جل من عرفت منهم يعانون وعكات صحية بسبب التغيرات المناخية.
14:25
علال الشرق:
- اللهم أسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، إن المطر يخفف الألم، ويشفي النفس ويفرح كل من له ارتباط بهذه الأرض المعطاء، فلا حرمنا الله نعمة المطر.
14:27
همس الجنوبي:
- اللهم اسقنا الغيث وارحمنا برحمتك.
- دعني أسألك؛ أين وصل منتدى الأدب؟؟؟
14:28
علال الشرق:
- كنا في اجتماع قبل يوم، تداولنا البرنامج، غير أن ذلك يراوح مكانه.
- المنتدى في حاجة إلى أقلام تنفض عنه غبار الخمول، وتزرع فيه الروح التي خمدت.
- الناس اليوم تفرغوا لغذاء البطون ضاربين عرض الحائط غذاء الفكر والعقل.
14:32
همس الجنوبي:
- ههههههههههههه
14:32
علال الشرق:
- في انتظار أن ينتفض طائر الفينيق من رماده الأزلي.
14:33
همس الجنوبي:
- تلك عادة جُلِّ الجمعويين في وطننا؛ ينظرون للمسؤولية في الجمعيات غير الحكومية على أنها مناصب اجتماعية وولائم دورية، أو جريا وراء هواجس نفسية، وأمراض عقلية تنخر العلاقات الإنسانية، أما الخطابات البراقة وعناوين الجمعيات اللماعة فمجرد عناوين عناوين بلا تفاصيل.
14:35
علال الشرق:
- ألقاب مملكة في غير موضعها، كالقط يحكي انتفاخا صولة الأسد.
14:35
همس الجنوبي:
- ههه
- إلى متى؟؟؟
14:36
علال الشرق:
- إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
14:37
همس الجنوبي:
- وهل يقو المرء على مجاراة السراب؟؟ أم هي العادة استحكمت على النفوس حتى سادت بين جمعويينا " ثقافة الرئيس" .
14:38
علال الشرق:
- تساؤل منطقي في الصميم، وسؤال يتطلب الجواب عنه تحليلا وتفكيرا وتدبيرا.
14:41
همس الجنوبي:
- " ثقافة الرئيس"؛ ثقافة يُمَلّكُها المنصب الجمعوي لشخص، فيعلو موجُها ليغمر الزوج والولدان، تساميا على الخلق بالاسم وتعاليا، فلا عملا يعملون ولا قيما إنسانية بها اتصفوا، وكأن ثقافة الرئيس غمرت ثقافة القيم المشتركة بين الناس حتى كفرتها في أعماق البحار.

14:43
علال الشرق:
- ذلك دأب ضعاف النفوس، من يظن الحياة مجرد وصول إلى حيث يشيرون إليه بالبنان، ولو على أجساد البسطاء.
14:45
همس ال
- نفس المرء تسائله أحيانا لما العزوف عن التجامع في شأن الناس، فتأبى لأنها لا تقو على تحمل ثقافة الإسفاف وثقافة مجتمع ثقافة الرئيس.
- عسى المرء يدرك يوما أنه مجرد إنسان وأن التعالي والحكم والتكبر والحكمة من صفات الله التي لا يجب على الإنسان منازعة الخالق فيها، حسبه يكن عبدا للمعبود، حريصا على تجنيب نفسه التوحل في أوحال الحياة العفنة، ليته يكن ناكرا للذات وهو يتعاطى لشؤون الناس يمضي بينهم فيعرفون منه جميل وقبيح السلوكات وهو بنواجذه يعض بثقافة الرئيس عضا عضا.
14:50
علال الشرق:
- أحيانا نقول هذا، فيتبين أننا نفرغ الساحة لكل من هب ودب، يعيثون في الأرض فسادا، ويلوثون تراب الوطن، ويغلفون قلوب النشء بما لا يليق، فتقول ربما الحل أن تحاول رتق ما يمكن رتقه.
14:52
همس الجنوبي:
- وما حياة الناس إلا "هباب ودباب" على الأرض، فثقافة القيم لا تروق أحدا في هذا الزمن؛ الناس لا يروقهم في علاقاتهم الظاهرة إلا الإسفاف، أما ثقافة التغيير فمع المصطفين الأخيار، يحسن المرء اختيارهم ليعيش بينهم وليحاورهم ويستفيد منهم، أما زكاة المرء لمجتمعه فعمله المنوط به في دنيا الناس يجتهد فيه ويبدع فيه ويخلص فيه النية لبارئه وبذلك يخدم نفسه ووطنه.



14:55
علال الشرق:
- وإن تزاحم الخبث حتى لا يستشري في جسد أبناء البلد.
- إنما يحب الله الصالح المصلح.
- أما أن يكتفي المرء بنفسه ويعيش لها، فليس هذا المراد من عمارة الأرض.
14:57
همس الجنوبي
- ما ذكرت فلسفتي في هذه المسألة، فلينظر المرء ماذا حقق من نتائج على مر السنوات، وماذا خسر وكم واحدا قريبا حرم من خدماته التي أوجبها الله عليه، رعاية للأبناء والأهل والأقارب وأداء للعمل مع الناس دون كسل ولا تقصير ولا غش، ف"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، وعملك نحو من تكون مسؤولا عنهم وجب التوجيه؛ من عترك ورعيتك، فاجعلهم ممن تجب فيهم الخِيَرةُ، واعلم أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم أولا.
15:00
همس الجنوبي:
- وهل تعتقد منتدى الأدب مساهما في الإصلاح ؟؟
- ليس العيش للنفس إنما للناس، كل ومجاله كل ومنصبه، فكل يساهم في عمارة الأرض، إنما قصدت هدر الوقت في أعمال وأشغال يظنها المرء حسنا وما هي بذلك.
15:02
علال الشرق:
- أحسنت في هذا، أنا أشاطرك الرأي، ما كنت أقصد بكلامي منتدى الأدب.
15:03
همس الجنوبي:
- يساهم كل في عمارة الأرض بعمله، مع أهله أولا ودائما في عمله الذي يعمله، أما العمل الجمعوي فيجب أن يحرص المرء على بذل جهده ووقته فيما يعود على الناس بالخير العميم، فانظر ماذا حقق المنتدى مثلا على مر سنوات نشأته، أما العمل مثلا لبناء المسجد وغيره من باقي الأعمال الجمعوية التي تفيد البلاد والعباد، وتقطع الطريق على ضعاف النفس، وأصحاب " ثقافة الرئيس"، فاختيار خيِّرٌ فيه فليسارع المتنافسون للتنافس.
15:05
علال الشرق:

- وإنما عدم التقوقع والانفتاح على الغير، ومحاولة الإصلاح ما استطاع المرء إلى ذلك سبيلا.
- صدقت
همس الجنوبي:
- ليس التقوقع هو العزوف عن العمل الجمعوي، وإلا فالحكم أن كل الناس متقوقعون، وفقط الجمعويون هم المنفتحون، فكر في هذا الأمر؟؟ كثيرون لا يظهرون على الساحة بثقافة الرئيس، ولا تستهويهم الأضواء، لكن تأثيرهم أقوى من الرئيس نفسه ومن ثقافته.
- تأثيرهم يبلغ مستهدفيهم في مجال العمل والبناء، بناء النفس والنشء ونفع الناس بخير الأعمال والأقوال ؟؟
15:07
علال الشرق:
- المنتدى وسيلة لو أتيح لها رجال لكانت ذات جدوى ربما.
15:09
همس الجنوبي:
- وأين هم الرجال، لا يكون الرجل رجلا إلا عندما يكونه لبيته أولا وفي عمله ثانيا، فلو اطلعت على اعتقادات الناس حول كثير من الجمعويين لوجدت عندهم الصدق في كثير من الأحكام.
15:11
علال الشرق:
- عفوا أستاذ، لقد أتى ما يخشى فواته كما يقول الفقهاء، إنه طبق الغذاء، فعذرا لو خفت وتيرة النقاش قليلا، لم أشأ أن أقطع هذا السلسبيل من الكلام، فأنا أرد و أتناول ما لذ وطاب.
- ههه.
15:15
همس الجنوبي:
- في الجمعويين رجال عرف الناس فسادهم، أو تقاعسهم عن أداء واجبهم، أو سوء معاملتهم مع الناس، أو تهربهم من أداء ديونهم، أو ظهر إهمالهم لشؤون بيتهم حتى بدت آثاره على نشئهم من الأولاد، فإذا بهم يخاطبون الناس مصلحين من فوق المنصات وبمكبرات الأصوات، منتشين ب" ثقافة الرئيس" ، أي إصلاح يرجى من أولائك وهم الذين ما عرفوا للطريق السوي خيرا.
- إلى الملتقى.
15:17
علال الشرق:
- تشرفت أستاذي.
- والله أفكارك رصينة تستحق العودة إليها، والتمعن في فحواها واستكناه معانيها.
-
15:18
همس الجنوبي:
- لنا عودة شهية طيبة
15:18
علال الشرق
- أردت دعوتك غير أن الجدار الأزرق لا يستطاع له نقبا .
- ههه
15:19
همس الجنوبي:
- ههههههههههه
15:19
علال الشرق:

- فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا.
15:19
همس الجنوبي:
- دعينا أبا البراء فأجبنا بارك الله لكم وفيكم.
15:20
علال الشرق:
- أمثالكم يلذ الحديث معهم، والطعام بحضرتهم، فلا عدمناك ضيفا أو مضيفا.
- هههههه
15:21
همس الجنوبي:
- لا تستغرب إذا أرسلت لك بعد إنهاء هذه المحادثة ب:
- محادثة ودية بين همس الجنوب وعلال الشرق حول الإنسان والعمل الجمعوي، هكذا كان أفلاطون وأرسطو في حواراتهم، والقارئ يستفيد من تعدد الأفكار فيخرج منهم بنتائج، وهذا ما يجب أن يكون عليه دأب المثقفين.
15:23
علال الشرق:
- افعل فحقوق الطبع غير محفوظة .
- ههه
15:24
همس الجنوبي:
- ههههههههههه
- قد حضرني ما استثقلتني فيه ولم استطع إليه نقبا.
- هم يستعجلونني وها أنا سألبي نداء الطبق.
- إلى الملتقى.
15:25
علال الشرق:
- شهية طيبة