أي تنمية لتمزموط في غياب تمدرس الفتاة ؟..

أي تنمية لتمزموط في غياب تمدرس الفتاة ؟..

يتطلع كل تمزموطي غيور على تمزموط إلى أن يراها من بين الدواوير المتألقة على جميع الأصعدة وهي غيرة ذاتية تدفع التمزموطين إلى بذل كل الجهود للنهوض بالمنطقة وتنميتها بكل الوسائل المتاحة في وقت أصبح فيه مفهوم التنمية يفرض نفسه بشكل واسع , فلا يمكن تطوير تمزموط خارج إطار التنمية المستدامة إلا أن التنمية التي نصبوا إليها ونأمل في تحقيقها هي تنمية تشمل بناء القدرات الإنسانية للتمزموطين من قبل التمزموطين ومن أجل التمزموطين فالتنمية كمفهوم شامل يتضمن الوصول إلى الموارد اللازمة لمستوى معيشي لائق يوفر ظروف صحية جيدة , إضافة إلى اكتساب المعرفة من خلال التعليم وهنا نقف ونتسائل عن نوع التنمية التي نطمح لها – نحن التمزموطين- في غياب أحد أسس التنمية البشرية ألا وهو التعليم , فالتعليم أضحى عنصر رئيسي في الإنتاج والمحدد الرئيسي للإنتاجية ورأس المال البشري ومن ثم فلا وجود لقوة إنتاجية في غياب التعليم وعلى هذا الأساس فإن قلة التمدرس وركوده يحكم على أي مجتمع بضعف القدرة الإنتاجية وتضاؤل فرص التنمية خاصة إذا كان هذا الجانب يمس وبشكل كبير الفتاة التمزموطية , فكثيرة هي العوائل التمزموطية التي تفضل تعلم الفتى على حساب الفتاة فهذه الأخيرة عانت إلى حد كبير من الإقصاء والتهميش والغياب عن الكرسي المدرسي في حين أصبحت وسائل وظروف التمدرس أكثر حضور عن ذي قبل فعلى مستوى التعليم الابتدائي تتوفر تمزموط على مدرسة تمزموط المركزية إلى جانب مدرسة الزاوية وسط تمزموط كخطوة لتقريب التلاميذ من المدرسة , أما على مستوى التعليم الإعدادي فالمنطقة تتوفر على الثانوية الإعدادية ابن رشد بدوار " إرشك" وهي مؤسسة تبعد بنحو كيلومترين من تمزموط وهي مسافة ليست بالبعيد عن تلاميذ المنطقة .
ولا يقتصر التعليم الإعدادي على الثانوية الإعدادية ابن رشد بل هناك إعداديات أخرى فرعية لها بكل من " أفرا" " وتنسيخت" , أما على المستوى التعليم الثانوي التأهيلي فقيادة تمزموط ككل تتوفر على ثانوية الجاحظ التأهيلية وهي مؤسسة تسع كل تلاميذ المنطقة فكل هذه المؤسسات تتوفر على بنيات وتجهيزات وتأطير كفيل بالارتقاء بالمستوى التعليمي بالمنطقة فأين العذر هنا إذ توفرت كل البنيات التحتية والموارد البشرية والتاطيرية لمنابع التعلم والمعرفة
فبالرغم من كل هذه الظروف والوسائل التعليمية المتوفرة يبقى إشكال غياب الفتاة التمزموطية عن التمدرس مطروح وان كنا نرجح الأمر إلى أسباب سوسيوثقافية تعتبر أن مستقبل الفتاة يكمن في زواجها وكأن دورها يقف في حدود الانتقال إلى بيت الزوجية , فحتى أمر الزواج في غياب التعلم يجعلنا نقف أمام مشاكل أسرية ترجع في كثير من الأحيان إلى اللاوعي والجهل , إننا لا ننكر أننا لا نزال لم نتخطى هذه المفاهيم التي تتناقض ومفهوم المجتمع المحافظ " المتدين " فإذا كنا محافظون ومتشبثون بالقيم الدينية فالأحرى أن نرتقي إلى ما يدعو إليه الدين من" فرض التعلم على كل مسلم ومسلمة " وجعله من الأولويات باعتبار الدين يحفز على ذالك لأنه بلا شك طريق لتقدم أي امة فهذا التناقض داخل البيئة التمزموطية وجب إعادة النظر فيه لأن أساس تنمية تمزموط لن يكون إلى من خلال التعليم كركيزة لتنمية المنطقة وخاصة تعليم الفتاة لأنه يكتسي طابع مجتمعي فتعليم الفتى هو بمثابة تعليم فرد أما تعليم الفتاة فهو تعليم أمة بأكملها فنحن في أمس الحاجة إلى بناء أجيال مثقفة وواعية بالتطورات التي يعرفها العالم اليوم ولن يكون ذالك بطبيعة الحال إلى من خلال الفتاة التمزموطية التي هي الأم والمربية للأجيال المستقبل , وهنا يبدو دور الجمعيات بالمنطقة في توعية التمزموطين إلى ضرورة تشجيع إقبال الفتاة على التمدرس وإيجاد السبل الكفيلة بذالك لأننا لم نصل بعد إلى نسبة التعلم التي نطمح لها نحن التمزموطيون إذا نحن أمام تحذي واضح ومسؤولية كل تمزموطيى قادر على تغير الأفكار السائدة حول تمدرس الفتاة التمزموطية

نور
2010 / 01 /26

شكرا للاخ البدر الحق على تفاعله مع الموضوع وان كان قد اثار في نفسي ماذكرتم وهو امر خطير لقد قلتم "بالإضافة إلى العديد من المبررات التي اراها في بعض الاحيان منطقية كالحرص على عرض الفتاة ورفض الاختلاط بالجنس الاخر والكل اصبح على دراية بالعلاقات بين التلاميذ والتلميذات وسط الوؤسسات التعليمية" فالمنطق لديكم ان يتم ابعاد الفتاة عن التعلم للحرص على عرضها وعدم الاختلاط بالجنس الاخر وللاسف ليس هذا بالمنطق لان ما ذكرتم لا اربطه بالتعلم بقدر ما اربطه بالتربية وقد يكون غياب الوعي لدى كلا الطرفين بمعنى التلاميذ والتلميذات هو الداعي الى ذالك كما ان المؤسسات التعليمية ليست " فضاء " لما ذكرتم بدليل ان التسيب الاخلاق يمكن ان نجده في اي مكان حتى في الحقول " الجنانات " ليس بالضرورة المؤسسات التعليمية التي تتهم دائما بكونها فضاء للسلوكات لخاطئة وان كانت في بعض الاحيان ولا ننكر انها تستغل لسلوكات بعض الشباب فلا نضع البيض في سلة واحدة فإدا اخذنا برايكم فسنغيب الفتاة عن التمدرس بهذه الحجج فالامور لا تعالج بمثل هذه الافكار السائدة وهذا هو الهذف من هذ ا الموضوع البحث عن مواطن الخلل ومعالجتها وليس تجاوزها بمبررات متواثرة
تقبل تعقيبي وشكرا على مرورك
نور

انا لا اتفق تماما مع الرأي القائل بأن الفتاة التمزموطية ضحية عدم التمدرس لاسباب معينة بل الحقيقة أن الهدر المدرسي يشمل الجنسين وليست الاسباب مادية يعني الفقر او اجتماعية الحفاظ على عرض الفتاة بل الاسباب معقدة منها ما هو مرتبط بالمناهج التربوية واخرى مرتبطة بالمتمدرسين انفسهم إذ يبدون عدم استعدادهم لمواصلة دراستهم ضدا على رغبات اباءهم واساتذتهم واخرى اقتصادية ونفسية إذ ان وجود عدد كبير من حاملي الشهادات المعطلين يدفعهم الى عدم جدوى مواصلتهم للدراسة وفي الاخير فان الجنسين ضحية الهدر المدرسي إذ ان الارقام المسجلة مهولة وإن كانت الفتاة الحلقة الاضعف فيها

فقط للاشارة يا اخت نور لا تقولي المنطق لدينا, بل المنطق لدى البعض حيث ان هذا المبرر مبرر من المبررات الذي يتبناها القليل من الاباء , بحكم ان الكثير منهم جاهل كل الجهل بما يجري وسط المؤسسات التعليمية التي يدرس بها اولادهم و بناتهم ..
اما فيما يخص التربية فهذا شيء نؤمن به كما نؤمن بطيش المراهقين ... وحقيقة نتاسف لسماع انتشار مثل هذه الظواهر و سط المؤسسات التلعليمية في منطقتنا و لكن الواقع انها موجودة بها و للاسف وسط البلدة ايضا ؟؟؟؟؟؟
هل ذلك مرتبط بالتربية , او التثاقف او التلفاز ......ام انها كلها ظروف ساهمت في ذلك

لا يمكننا اخي البدر الحق ان ننكر ما يجري في مؤسساتنا التعليمية من تسيب اخلاقي ونعترف انها اصبحت تستغل وللأسف كفضاء لسلوكات خاطئة فالله في عون الاساتذة والمربون ولا يمكن ربط كل هذا بعامل التربية فقط بل هي عوامل متعددة ومتداخلة فنحن وكما تعلم نمر بمرحلة انتقال نحو العولمة بما فيها من انفتاح غير مقيد كما ان الادوار التي كانت منوطة بالاسرة والمدرسة والمجتمع قد غيبت فلا رادع ولا ضابط كما ان ابتعادنا عن الاخد باصول الدين الحنيف ارى انه اكبر سبب لما وصلنا له اليوم واقول الاخد باصول الدين فعلا وليس قولا فإلى ان نعود الى الفطرة التي فطرنا بها سنبقى نواجه مثل هذه العوائق السلوكية ونتمنى من الله عز وجل ان نشهد صحوة اسلامية تخرجنا من المأزق الذي وصلنا له
شكرا مرة اخرى اخي البدر الحق على اهتمامك بهذا الامر الحساس والمهم في نشأ الاجيال
نور

أتق إلى تلقي إجابات شافية مصحوبة بالحجة والديل أما إطلاق الكلام على عواهنه هكذا فأمر غير محمود وغير مقبول أيضا
شامان

انها لخطوة مهمة حققها الاخ شامان فبعدما كان يرفض وجود بصمة نسائية داخل منتدانا ويقلل من كفائة المراة ويعتبرها غير قادرة على تحمل المسؤولية هاهو الان وبعد غياب طويل يعبر ويؤكد من خلال تعليقه هذا ان التمزموطيات حاضرات وبقوة وانه لفخر لنا ولا زلنا في بداية المشوار .., اما فيما يخص قولك اخي شامان بان الفتاة التمزموطية لا تعاني والذي اتاسف له ان يصدر مثل هذا القول من شخص مثلك عايش البيئة التمزموطية وعلم كل الظروف التي تحيط بها لا يا اخي شامان فإلى متى نظل مثل النعام نغرس راسنا في التراب ؟ هذا واقع معاش يلزمك ان تعترف به لان الفتاة التمزموطية لاتزال تعاني وباعتباركم امين لجمعية تمكونسا للتنمية وجب منكم بدل كل الجهود على القدر المستطاع لتنمية المنطقة ولن يكون ذالك بطبيعة الحال الى من خلال التعليم وتعليم الفتاة اولى
اتمنى ان تتقبل تعقيبي بصدر رحب فبالحوار تعالج الامور
نور

فعلا .فهذا الموضوع اكثر من حساس.لكن اعتقد ان الفتاة التمزموطية الان تتمتع بكل حقوقها بما في ذلك التمدرس.و الواضح الان ان الفتاة هي التي تغادر اسوار المؤسسات التعليمية بمحض ارادتها في غياب شبه كامل للضغوطات النفسية او الاجتماعية كما الاقتصادية.ولنقارن الماضي بالحاضر فالفرق واضح وضوح الشمس في النهار.
في المقابل فربط تنمية تمزموط بتمدرس الفتاة امر مبالغ فيه.
لان التمدرس جزء من اجزاء او عوامل التنمية
الا يمكن القول ان مدرسة الاسرة هي التي تحول دون تنشئة فتاة تدفع بالتنمية نحو الامام
ام ان هنالك اسبابا اخرى لا نعلمها

لقد سبق السيف العذل ,
فوراء كل نازلة اسباب ,
ولكل اشكاليات حلول ,

إلى الفعال
سبق السيف العذل (بدال معجمة) وليس العدل
للتصحيح فقط

جزاك الله خيرا ولا فغر الله فاك أبدا