منتديات واحة تمزموط ( تمزموط همس الجنوب )

النزعة الشطارية من خلال كتاب بدائع الأزهارلإبن عاصم Images28

منتديات واحة تمزموط ( تمزموط همس الجنوب )

النزعة الشطارية من خلال كتاب بدائع الأزهارلإبن عاصم Images28

منتديات واحة تمزموط ( تمزموط همس الجنوب )
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


هنا صدى المزامطة وأخبارهم ، هنا تفاعلات كل التمزموطيين ، هنا نصل الرحم ونقرب البعيد ، هنا نتواسى ونتواصى ونتواصل عن كل جديد ابتداء من 17/12/2009
 
الرئيسيةبوابة  تمزموطأحدث الصورالتسجيلدخول
*** منتديات واحة تمزموط : جدة ، حرية ، مسؤولية ؛ كل الآراء والمواضيع وأفكارها ورؤاها وكل التعليقات تمثل صاحبها ولاتعبر عن الإدارة العامة للمنتديات
*** هذه المنتديات من كل تمزموطي وإليه ، مساحة تعبير حر وتواصل دائم ***

 

 النزعة الشطارية من خلال كتاب بدائع الأزهارلإبن عاصم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
البدراللطيف
المشرف العام على المنتدى الثقافي
البدراللطيف


عدد المساهمات : 94
تاريخ التسجيل : 27/10/2009

النزعة الشطارية من خلال كتاب بدائع الأزهارلإبن عاصم Empty
مُساهمةموضوع: النزعة الشطارية من خلال كتاب بدائع الأزهارلإبن عاصم   النزعة الشطارية من خلال كتاب بدائع الأزهارلإبن عاصم I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 04, 2009 2:11 pm

صاحب الكتاب :

هو أبو بكر محمد بن عاصم القيسي الغرناطي ، ولد في 760 ، 1358 وتوفي 829-1926 برع في النحو و المنطق و البيان و الفقه ، وتولى الوزارة للسلطان يوسف الثاني ، ثم ولي القضاء لجماعة بغرناطة ، وبرز في النثـــر و النظم ، ووضع عدة قصائد وأراجيز، تناول فيها بعض المسائل من علم الأصول و القراءات و الفرائض و النحو وغيرها ، له كتاب " تحفة الحكام في نكت العقود و الأحكام ".
وكتابه الذي بين أيدينا " حدائق الأزهار " رفعه إلى يوسف الثاني، أما كتبه العشرة فلم يبق منها إلا اثنان" الأرجوزة" و" الحدائق".
تــقديـــــم:
إن ظاهرة الشطارة قد سايرت التاريخ العربي و الحضارة العربية بشكل يجعل من أدب الشطار وثيقة فنية لها دلالتها، ومصدرا للمعرفة التاريخية و الإجتماعية ، على الرغم مما طال أخبار الشطارين من تحامل شديد من لدن المؤرخين الذين ظلوا يكتبون عليهم بلغة متعالية .
و الطوائف الشطارية تهدف إلى إدانة عصر بعينه ورفضه، وطبعا لذلك دلالات اجتماعية و ثقافية ، كما لا يفتقر إلى دوافع اقتصادية . وهؤلاء جميعا من الشطارين ومن في صفهم، يجمعهم أمران في نظر محمد رجب النجار ، أما الأول: فهو الإنتماء إلى دائرة اجتماعية منبوذة طبقيا واجتماعيا من طرف الفئات الإجتماعية الأعلى ؛ فهي جماعات تعيش على هامش المجتمع ، أما الأمر الثاني : فهو البطولة خارج القانون ، إذ يحاول هؤلاء الثورة على المجتمع رغم تفاوت ضفتي الصراع ، فيعلنون تمردهم لينالوا بطرق وأساليب غير " شرعية " ما يتصورونه أنه حق مشروع لهم .
ومع أن أمر هؤلاء استفحل وذاع ، فإن أنشطتهم ظلت فردية وغاياتهم كذلك، لكن هذا لا يفرغ دورهم من الحمولة و الدلالة الاقتصادية و الطبقية و الإجتماعية وغيرها .
ولايفوتنا في هذا التقديم، أن ننبّه إلى ما اهتدى إليه الباحثون المحدتون، من أن هذه الحركات الشطارية تحمل مضمونا إنسانيا ضدّا على التمايز الطبقي و التفاوت الاقتصادي والظلم و الجور الإجتماعي و السياسي .
فالمعاصرون من المؤرخين يرون في أبطال الشطار قوميون ينشدون العدل الإجتماعي والتحرر السياسي .
وكتاب حدائق الأزهار الذي بين أيدينا له مكانة كبيرة في التراث الأندلسي ؛ لأنه يمثل خلاصة الثقافة العربية بالأندلس ، ولأنه وقد تضمن من كل شيء بطرف؛ يمثل المعنى
العام للأدب وقتئذ، كما أنه يمثل الثقافة الشعبية؛ و المقصود هنا تلك الثقافة التي ترضي نزعة الناس، وليس العامية .
وفي الأدب الأسباني يوجد الكثير من النوادر المشابهة لهذه التي في هذا الكتاب ، وهو ما يرجّح فرضية انتقالها وتناقلها ، كما يرجّح أن تأثير كتاب الحدائق ، وصل إلى لاثاريو ديتورمس وثرفانتس....
ولهذا الكتاب أهمية بالغة أيضا في إبراز صورة المجتمع الأندلسي أو جزءا منها .وسنحاول في هذا العرض أن نستنتج ونتصيّد الخيوط التي تجمع أو تصل مادة ومتن هذا الكتاب بالأدب الشطاري .و لا يدّعي هذا العرض انه أحاط بكلّ المادة الشطارية المتضمنة في الكتاب،كما لا يزعم أن كلّ ما احتواه يمثّل أدبا شطاريا محضا.
* تجليات النزعة الشطارية في كتاب حدائق الأزهار *
• ما دامت العروض السابقة قد اهتمت بالجانب النظري للأدب الشطاري؛فقد تم الاكتفاء في هذه المساهمة بالجانب التطبيقي ،الذي عني بمحاولة اكتشاف ورصد تمظهرات الشطارة في كتاب ابن عاصم .

1- اتخاذ عرض طباع الذات قنطرة لطلب العطية :
دخل إبراهيم الموصلي على الرشيد فأنشده :

وآمرة بالبخل قلت لها اقصري * فليس إلى ما تأمرين سبـيل
فعالي فعال المكثرين تجــملا * ومالي كما تعلمين قـلـيـل
وكيف أخاف الفقر،أو أحرم الغنى * ورأي أمير المؤمنين جميل

فقال: له الرشيد لله أبيات، تأتينا بها، ما أحسن أصولها، وأبين فصولها..! يـا غلام أعطه عشرين ألفا، وقال: والله لا أخذت منها درهما قال لما ؟ قال لأن كلامك يا أمير المؤمنين خير من شعري، قال أعطوه أربعين ألفا، قال الأصمعي: فعرفت أنه أصيد لدراهم الملوك منّي .
فالأصمعي هنا نفسه يطلق كلمة " أصيد " وهي داخلة في حـقل الشطارة ، و الملاحظ هنا أن الموصلي لم يتحيل في تصيد الدراهم فحسب ، بل وفي وضعها في المزاد.فقد اخذ القدر الدي ارتضاه لنفسه.

2- إحراج المخاطب وإسقاطه في فخّ العطية :
سمع رجل أبا العتاهية ينشد :

فانظر بطرفـك حيث شـئت **** فــلا تــرى إلا بـخـيلا
فقال لقد بخّلت الناس، فقال أكذبني أنت بواحد منهــم!

3- صيانة المسلك الذي تأتي منه العطية من كلّ ما قد يخلّ به:

يروي أن نصيبا وفد على عبد الملك بن مروان وأنشده ، فاستحسن شعره ووصله فجاء بالطعام فأكل معه ، فقال له عبد الملك ، هل لك فيما يتنادم عليه ، فقال : يا أمير المؤمنين تأملني ، قال إني أراك ، قال الجلد أسود ، و الوجه قبيح ، ولست في منصب كريم ، إنما بلغ بي مجالستك وموكلتك عقلي ، وأنا أكره أن أدخل عليه ما يحول بيني وبينه، فأعجب الأمير وعفاه .
والحق أن كلام نصيبا يمكن أن نفهم منه مكانة العقل وخطورة الحمرة.و إصراره على مجالسة الملك..

4- فرض خيار السخاء في العطبية بطريقة فنية :

أنشد نصيبا هذا، هامشا قصيدة مدحه بها، فقال له يا أسود، قد بلغت المدح فسلني أعطك، فقال يداك يا أمير المؤمنين بالعطية أطول من لساني في المسألة، فقال هشام هذا و الله أجزل من الشعر، وأجازه جائزة عظيمة .
فهو هنا لا يريد أن يحدث أي ارتخاء في وصل الأمير مع طمعه الكبير في إغداقه بالعطاء.

5- شاطر يصطدم بشاطرة أدهى منه!

كان أشعب الطماع يختلف إلى قينه بالمدينة، فلما أراد الخروج سألها أن تعطيه خاتم ذهب في يدها، ليذكرها به فقالت له: إنه ذهب وأخاف أن تذهب ولكن خذ هذا العود، لعلّك تعود، وناولته عودا من الأرض .
فقد عبرت عن شطارتها ، وفي أسلوب سجعي ، أصاب المعنى،و أوجز الفائدة إذ المحبّ لا يعود إلى محبوبه برابط مادي ، وإنما الرابط معنوي شعوري ...!

6- استغلال المناسبة و الفضاء لبثّ المعاناة :

وضع المأمون طعاما، وكان عنده أعرابي، فقال: يا أعرابي هلمّ، قال إنّي صائم، فاختلفت الأوان، فرأى جديا مشوبا، فغسل يداه فقال له المأمون ألم تكن قلت إنك صائم ؟ قال أقدر على صيام يوم ولا أقدر على إعادة جدي مثل هذا .
فهذه فرضية لحكي معاناته ومصيره، الذي هو انعكاس لكثير من أمثاله.

7- الجواب الحاضر :

كان للمغيرة بن عبد الله الثقفي ، وهو والي الكوفة جدي كل يوم يوضع على مائدته ، فحضر يوما أعرابي ، فمد يده على الجدي ، وأسرع فيه فقال له المغيرة، إنك تأكله أكل حنق عليه كأن أباه نطحك ، فقال له الاعرابي ، وأنت تشفق عليه كأن أباه نطحك.
الشره في الأكل و الردّ على الساخر بعكس كلامه عليه مباشرة عبر مرآة الجواب الحاضر.

8- التعريض بالقول و قوة استدعاء نص محاك لكلام المتكلم ويفي بـالشطارة:

جلس أعرابي مع معاوية على مائدة ، فقدم ثريد كثير الدسم ، ففجره ، الأعرابي بأصبعه إلى جهته ، حتى سال الدهن إليه ، فقال معاوية﴿أخرقتها لتغرق أهلها ﴾ آية ، فقال الأعرابي : لا لكن﴿ سقناه لبلد ميت ﴾ . آية
فقد وظف الأعرابي نصّا من نفس المصدر الذي استدعاه معاوية ( قرآن ) ،
لكن وظفه لمعنى آخر ، فهو يصف به حالته ووضعيته ، ونفهم هذا - إذا استحضرنا اشتغال الهزل كخطاب مزدوج – فبلد ميت قد نستفيد منها كلاما كبيرا يتعلق بمصير الكثيرين وأوضاعهم وإقصائهم ، " فهذه الازدواجية في التواصل التي لاحظها كوفمان في طقوس التفاعل الخطابي تمنح للهازل من جهة أولى هامشا للمناورة ، يمكنه من الخوض في موضوعات مسكوت عنها سبب رقابة اجتماعية أو ثقافية ، أو أدبية " ، وتمكنه كذلك من التنصل من قوله أو فعله .
وهذا الكلام لو لم يستدعه الهزل و لو لم يصغ في قالب هزلي، لكان معه شأن آخر.

9- انتهاز كلّ فرصة سانحة لتصيّد العطايا:

نظر يزيد بن مزيد الشيباني إلى رجل ذي لحية عظيمة ، وقد تلففت على صدره ،وإذا هو خاضب فقال : إنك من لحيتك في مؤونة ، فقال أجل لذلك أقول :
لعمرك لو يعطي الأمير على اللحى * لأصبحت قد أيسرت منه زماني
لها درهم للدهن في كل جمـــة * وآخر للحنــاء يبتـــدران
ولو لا نوال من يزيد بن مزيــد * لصّوت في حافاتـها الجتمـان
فأمر له بعشرة آلاف درهم .
قد تصيّد الفرصة المناسبة لمّا تنبّه بن مزيد لحاله ، فانطلق من ذلك وهذا طريق سهل للإستعطاف .

10- "الحصول على (الشيء)الطعام بدون مقابل " ( بالحيلة ) :

قال بعضهم كنت بالكوفة، أبيع اللحم ، فوقف علي رجل حسن الهيئة، ملح النظر ، فحسر عن ذراعيه ، وجعل يلطم اللحم بباطن كفه ، ثم يمشي إلى غيري فيفعل مثل ذلك
أيّاما ، فسألت عنه ، فقيل لي ، هذا دأبه ، فإذا صار إلى داره غسل يده ، وصنع بذلك الماء ثريدا .
لعل هذه الحكاية – بغضّ النظر عن المبالغة فيها، أو مدى صحتها – فهي تصف درجة الفقر وعسر الحالة ،و المفارقة بين من يضع على مائدته جديا كاملا كما مرّ بنا في ما سبق، وبين من يتعذّر عليه الحصول على طرف من اللحم إلا بالحيلة ، فهذا " الشاطر " لو لم يكن " يحسّن الهيئة ويملح منظره " لما سمح له حتى بالوقوف أمام اللحم حرى لمسها ، وعلى كل حال فهذه الحيلة تيسر له أن يذوق طعم اللحم !

11- تضخيم شخصية المخاطب للظّفر بعطائه :

وفد حاجب بن زرارة على كسرى ، فاستأذن عليه ، فقيل له ، أسيد العرب أنت ؟ قال ، لا فقيل فسيد مضر ؟ قال لا فسيد قومك ؟ قالا ، فسيد بني أمك ؟ قال لا، ولكن رجل من العرب، فلما دخل قال من أنت ؟ قال: سيد العرب، قال ألست قيل لك، أسيد العرب أنت قلت لا حتى اقتصرت بك على بني أمك ؟. فقلت لا ، قال: أيها الملك لم أكن كذلك حتى دخلت عليك ، فلما دخلت عليك صرت سيد العرب ،قال كسرى إملأوا فاه درا .
فهنا احتيال في إحاطة كسرى بالهالة ، و"نفخه" لدرجة لم يكن يجد جوابا أنسب من " إملأوا فاه درا " .

12 - السّخرية في الخطاب وبثّ خطاب إيديولوجي عبر الهزل :

قال الفتح للجمار: قد كلمت أمير المؤمنين أن يوليك على الكلاب و القرود قال، أفلست سامعا مطيعا، فضحك المتوكل، وأمر له بعشرة آلاف درهم .
إذا كان الفتح هنا قد سخر من الجمار، فإن الثاني رد له الصاع صاعين فكلامه باطنا يرمي به الفتح بالإمعية و الطاعة العمياء و التصفيق للأمراء دون أدنى إدراك_ فالشطارة "خطاب اديولوجي و جمالي يتموقع خارج الثقافة و الأدب الرسميين"2_ لكن ذلك في قالب ساخر ، لذلك فالسّخرية وسيلة تعويض وتحرّر من القسر و الألم ، وهي أسلوب لدفع الأذى و لتفريغ الطاقة .ومن هنا ندرك كيف أن الهزل يستخدم كاستراتيجية و تكتيك للدفاع عن النفس " وللهجوم وردّ العدوان و المناورة ، ويدخل هذا في باب ضحك الإقصاء والإبعاد ويعبّر عن استعلاء الضاحك و شعوره بالتفوق " ولا شكّ أن الفتح لجأ إلى الهزل من منطلق التفوق ... لكن الجمار قاومه بنفس السلاح فردّ كيده عليه .

13- توظيف بعض الألقاب أو الأنساب التي يتبناها دوي المال و السلطان:

دخل أبو بكر الهجري على المنصور ، فقال يا أمير المؤمنين أصيب فمي وأنتم أهل بيت وبركة ، فلو أدنت لي فقبلت رأسك لروجت الراحة ، فقال اختر بينها وبين الجائزة ، فقال يا أمير المؤمنين ، أهون علي من ذهاب درهم من الجائزة ألا يبقى في فمي سن ، فضحك المنصور و أمر له بجائزة .
لقد أملى عقل الشاطر هنا أن يتقمّص خصية المريض،و يوظف نعتا من النعوت التي عادة يتبناها أولياء الأمور وهي الانتساب إلى أهل البيت و البركة.!.. صدقا أو إدعاء ، لذلك عمد الهجري إلى اللعب على هذا الوتر الذي إذا دعا أو طلب به ظفر .

13- الذكاء في الخروج من المجلس بأقل خسارة وأكبر ربح :

من بالمجلس ، فكلما نظر إلى واحد غمزه ، بأن عليه رضاه ، فلما رأى أنها عزمة من عزماته لابد منها، هجا نفسه، ومما قال عن نفسه :
إذا ليس العمامة كان قـردا * وخنزيرا إذا نزع العامـة .
جمعت دمامة وجمعت لؤما * كذلك اللؤم تتبعه الدمامـة .
فضحكوا، وأعطاه كل واحد جائزه .
فهدفه أن ينتزع من كل واحد عطية، ولو على حساب سخريته من ذاته ، وهي عمليه ليست سهلة . إذ الذي يتندر بنفسه أو يسحر منها لا بد له أن يبتعد عنها وينفصل عن نفسه، لكي يكون بينه وبين الحادث مسافة تجعل رؤيته موضوعية .

14- إيجاد المخرج في الشدّة :

أتى الحجاج بالغضبان بن القبعثري وبيد الحجاج لقمة ، فقال و الله لا أكلتها حتى أقلتك ، فقال الغضبان ، وخير من ذلك أصلحك الله أيها الأمير؛ تطعمنيها ولا تقتلني ، فتكون بررت في يمينك ومننت علي ، فقال الحجاج أدن مني ، فأطعمه إياها وخلى سبيله .
فقد " أصاب عصفورين بحجرة واحدة ( النجاة ) و ( اللقمة )، ولو لم يدرك هذا المخرج لاستوثق من موته، فعبارة الحجاج توهم بأن الأمر قد نفذ، خاصّة أن عبارته مسبوقة بالقسم لكن الشاطر دائما يعرف كيف ينجو ويخرج من المنفذ الضيّق.
فكم طريقة من الخطاب – كما نقل د. أحمد الشايب عن " جمع الجوامع " – ومليحة من الجواب خلعت من الهلاك من نصبت له الأشراك ، وسلمت من الحتوف من أصلتت له السيوف "

15- اعتماد الجانب اللغوي ( الكناية مثلا ) :

وقفت امرأة على قيس بن سعيد بن عبادة رضي الله عنه فقالت له : أشكو إليك قلة الجرذان بداري ،( وهي الفئران) فقال: ما أحسن هذه الكناية إملأ لها بيتها برا وكما وسمنا ، وبيان ذلك أن الفئران لايقمن بالموضع الذي ليس فيه طعام .
هنا يبرز الفقر كخاصية لصيقة بالشخصية الشطارية.و هنا أيضا تبرز أهمية اللغة كأداة للشطارة.

خاتمـــــــــــــة.

تُفصح فقرات هذا العرض ، أن تجليات الشطارة تتّضح في مواضيع كثيرة، وإذا كناّ أثبتنا بعض الخصائص أو الوسائل التي يتوسّل بها الخطاب الشطاري، من جملة الأمثلة التي اقتصرنا عليها في هذا العرض، فإن وسائل الشطار غير محدودة ، إذ الشطارة تستغل كل مناسبة ، وتتعدّد مداخلهـــا التي تتسرّب منها و الإستراتيجــيات التي تستحدثها ، و المنابع التي تتفجر منها .
وهكذا ، وكما رأينا ، فقد تكون المناسبة ذات الشاطر نفسه ؛ كما عند الموصلي الذي تتظاهر بالكرم مع شدة الفاقة ، وقد يكون المخاطب ؛ كما رأينا مع الذي أحاط كسرى بهالة يستحيل معها الشح بالعطية ، كما تجلّت الشطارية أيضا في استغلال الفضاء و المقام ، وفي الجواب الحاضر ، والاستدعاء المحكم و الساخر من كلام الشخص المرتجى عطاءه ، كما نرى البعض من الذين في صف الشطاّر، يلتجئون إلى إحراج المخاطب؛ بوضعه داخل دائرة ضيقة لا يخرج منها إلا " بالأداء " !
و الحق أن مسالك الشطارية ، لها منزع " حربائي "، فلا نكاد نمسك بها حتى تنفلت منا ، فهي لا تقبل التحديد، وتمتنع عن التعريف ، وإلا لفطن إليها الكلّ وزالت وانتفت من الواقع .
وعموما، يظلّ الأدب الشطاري تجلّ من تجليات نوع ما من أنواع مقاومة الواقع الإجتماعي و الاقتصادي ... المتفاوت، وشاهد عليه، وهو بذلك يكون ذا بعد تاريخي توثيقيّ ، يعكس على مرآت الواقع الحالات و الوضعيات و المفاوضات التي عاشها مجتمع ما ؛ من أجل خلق توازن طبقي و اقتصادي بعيدا عن الأدب الرسمي الذي يعنى بالكبار ، ويصفّق لهم، ويهمّش الضعفاء، ويعتّم المرآة التي يحاولون الظهور عليها، أو يحاول البعض إظهارهم عليها . وهنا يمكن تبلور سؤال حول إمكانية الحديث عن وجود أدب شطّاري مضادّ للشطارية. يعزف عن الطبقة المهمّشة، ويعزم تنحيّتها و وأد أحلامها المغتربة المبعدة.
المصادر و المراجع:
• حدائق الأزهار لابن عاصم الغرناطي،حققه و قدم له أبو همام عبد اللطيف عبد الحليم- المكتبة العصرية –صيدا بيروت 1413-1992م
• الضحك في الأدب الأندلسي ، احمد الشايب دار أبي رقراق الرباط .الطبعة الأولى 2004
• السخرية في أدب إميل جيبي تأليف د..ياسين احمد فاعور تقديم د.فيصل دراج. إشراف ذ توفيق بكار دار المعارف للطباعة و النشر سوسة- تونس.
• حكايات الشطار و العيارون في التراث العربي د رجب النجار "عالم المعرفة 45/ شوال ذو القعدة 1401 سبتمبر أيلول 1981م
• الأدب الشطاري تعريف جديد آفاق مجلة اتحاد كتاب المغرب عدد مزدوج 61-62 1999 مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء[/justify]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النزعة الشطارية من خلال كتاب بدائع الأزهارلإبن عاصم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المقارنة بين قصة هود في" القرآن" و" كتاب بدائع الزهور."
» أهمية التسامح على مستوى الفرد و المجتمع من خلال توجيهات الإسلام
» مكتبة الكترونية تضم أكثر من مليون كتاب من مختلف الثقافات وبروابط مباشرة‏
» al kitab al mofid

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات واحة تمزموط ( تمزموط همس الجنوب ) :: منتدى الترفيه و الإبداعات والإبتكارات والمساهمات النقدية و الفنية والأدبية :: أبحاث ودراسات التمزموطيين والتمزموطيات-
انتقل الى: