منتديات واحة تمزموط ( تمزموط همس الجنوب )

المقارنة بين قصة هود في" القرآن" و" كتاب بدائع الزهور." Images28

منتديات واحة تمزموط ( تمزموط همس الجنوب )

المقارنة بين قصة هود في" القرآن" و" كتاب بدائع الزهور." Images28

منتديات واحة تمزموط ( تمزموط همس الجنوب )
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


هنا صدى المزامطة وأخبارهم ، هنا تفاعلات كل التمزموطيين ، هنا نصل الرحم ونقرب البعيد ، هنا نتواسى ونتواصى ونتواصل عن كل جديد ابتداء من 17/12/2009
 
الرئيسيةبوابة  تمزموطأحدث الصورالتسجيلدخول
*** منتديات واحة تمزموط : جدة ، حرية ، مسؤولية ؛ كل الآراء والمواضيع وأفكارها ورؤاها وكل التعليقات تمثل صاحبها ولاتعبر عن الإدارة العامة للمنتديات
*** هذه المنتديات من كل تمزموطي وإليه ، مساحة تعبير حر وتواصل دائم ***

 

 المقارنة بين قصة هود في" القرآن" و" كتاب بدائع الزهور."

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
البدراللطيف
المشرف العام على المنتدى الثقافي
البدراللطيف


عدد المساهمات : 94
تاريخ التسجيل : 27/10/2009

المقارنة بين قصة هود في" القرآن" و" كتاب بدائع الزهور." Empty
مُساهمةموضوع: المقارنة بين قصة هود في" القرآن" و" كتاب بدائع الزهور."   المقارنة بين قصة هود في" القرآن" و" كتاب بدائع الزهور." I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 29, 2009 7:51 am

[justify]تفيد الملاحظة أن النصين يقدّمان في حجمين مختلفين بوضوح؛ فنص بدائع الزهور أطول من النص القرآني، ومن هنا سنبحث أسرار توسيع المادة في النص الطويل، و كيف استطاع القران أن يتضمّن هذه القصة بإيجاز؟وكيف قدّم النصّان هذه القصة؟وماهي اختيارات النصين و انعكاساتها على المتلقي؟
أولا، يجب التنبيه إلى أن العلاقة بين النصين هي أن القران مصدر القصة و نص بن إياس يفسّرها،و ثانيا نص بدائع الزهور انجاز إنسان خلاف القران فهو الهي.و هو الأسبق زمنيا.
و النصان يعرضان قصة واحدة:هي عذاب قوم هود؛ تكشف هذه
المقدّمات صعوبة المقارنة بين نصين مختلفين،لكن يبدو أن الأفيد في المقارنة هوالمواجهة بين النصين تركهما للتحاور، و ليس تناول كل نص على حدة. وسيتم الاستئناس طبعا بأعمال ERICH AUERBACH في مؤلفه MIMISIS .

يبدأ القران القصة ب{واذكر أخاعاد إذ انذر قومه بالأحقاب }[1]ولم يزد على ذلك شيء يعرّف بهود ولا يصف قومه،خلاف نص ابن إياس الذي حدّد زمن نبوءته "بعد نوح " و حدد نسبه وقبيلته،وإحداثياتها ، بل و يصف ويسمي ملكها"الجليجان وكان طوله مائة دراع"،و لهذا كان إذا قام يغطي الشمس عن الأرض" تم يستأنف الحديث عن قوة القبيلة و ويصف رجالها و عظمة أمجادهم،مغادرا سرده الذي بدأه عن "هود" قال " قال زيد بن أسلم-واصفا بدقة ضخامة هؤلاء و مستعينا بالتشبيه- رأيت ضبعا و أولاده أوكروا في عين رجل من العمالقة" و يضيف أن قدّ رأس كل واحد قدر القبة العظيمة...[2] وهذه التقنية يمكن أن تدخل فيما يسمى بالتضمين.و على كل حال فهذه المادة الجديدة التي أضافها هذا النص إلى ما ورد في القران، تملا بياضا ته- زعما أو صدقا-، و تكشف ما سكت عنه الخطاب القرآني وتقدّم أجوبة من المفترض تولد أسئلتها لدى أي قارئ ،ومن هنا نقول أن نص " البدائع "لا يستدعي خلفية إلاّ نادرا؛فهو يقدم كل شيء على الواجهة.
لكن ما أورده القران يدعو إلى التأويل و التفسير،فلا بد من خلفية،لان هناك أشياء كثيرة وقعت لكن قتلها و اكتفى بالتلميح إليها مثلا "كذبت ثمود وعاد بالقارعة" فهو لايذكر كيف كذبوا ولا من تزعمهم ولا يفصل في الصراع الذي دار بين هود وقومه"عاد"..لكن القارئ سيستحضر هذه الخلفيات .و الملاحظ أن نص ابن إياس وان
جاء مفصلا لم يحتوي على شخصيات كثيرة(هود، الجليجان القوم النساء، صلحاء القوم،
أقوياء القبيلة السبعة، الرجل اليمني،علي" ض"...) و هذه الشخصيات
لم تأخذ حضّها الأوفى من الوصف"طول الملك مائة دراع .. رأس كلّ واحد كالقبة
العظيمة ،على رأس الملك تاج مرصّع بالجواهر... " [3]فقد اقتصر هذا الوصف على ما يؤكد قوة القوم ولم يتعرض لشيء من صورهم و ملامحهم قبحا وجمالا.

أما النص القرآني فقد اختزل كل هذه الشخصيات في اثنتان(هود،القوم) و لعل هذا المسح مردود إلى الاهتمام الأقصى والشديد بالأحداث الأكثر أهمية التي تنسجم فعلا هنا مع حدثي طغيان القوم الذي سيفرز أفعالهم،
و بعث هود الذي سيعمل على تبليغ رسالته ثم ردود الفعل التي ستنشأ تبعا بينهم.ومن هاتين البؤرتين تنشط حركية السرد(أي من دعوى
و من دعوى مضادة).

غير أن ابن إياس حينما ننظر إلى مسروده و كأننا نشاهد فعلا تلك الأحداث في مرآة سرده؛ فهو يطلع المتلقي أولا على سبب بعث النبي هود فيهم " إن
الله قد بعثك[يا هود] إلى قوم عاد فأنذرهم وأعلمهم أني قد أمهلتهم دهرا طويلا وأعطيتهم من القوة مالم أعطه لأحد من قبلهم،وجعلتهم ملوكا على أسرّة الذهب وجعلتهم من أطول الناس أعمارا"[4] فأين هي هذه التفاصيل من القران؟ثم أوليس ما أورده ابن إياس كافيا أن يشفي فضول و لهفة المتلقي في معرفة سبب بعثة هود؟ بلا. و إذن فنص ابن إياس يحاول أن يمدّد متنه ليشمل كل الزوايا التي من شانها أن تنبت تساؤلات و استفسارات ما ، هكذا ،فقد أودعه كذالك كيف أقام هودا الحجّة على قومه و هم مجتمعون قال" فتوجه إليهم هود وهم في يوم عيدهم وقد اجتمعت هناك الملوك و جلسوا على أسرة من الذهب" ليس هذا فحسب بل يضيف عن ملكهم " و جلس الملك الجليجان على سرير من الذهب و على رأسه تاج مرصّع بالجواهر الفاخرة " ثم يعرض مفصلا في كيفية الدعوة و لحظاتها" فلم يشعروا إلا بصوت هود و هو يقول يا قوم اعبدا الله ربي و ربكم ما لكم من اله
غيره " و يعرّف ابن إياس بمعبودات عاد قائلا على لسان نبيهم" إن هذه الأصنام
التي تعبدونها من دون الله..."[5]
أما القران فلم يحدّدها" ألا تعبوا إلا الله " و لم يذكر إصرار القوم على الجحود و محاولات هود المتكررة حتى أصابه منهم الضجر. ومن هنا نفهم أنه يصرفنا
إلى الأحداث الرئيسية و يكتفي بالتلميح فيما دونها ،و هذا سرّ إيجازه، على أن نص
ابن إياس يسترسل في عرض التفاصيل فيذكر أن هودا لما ضجر من قومه دعا عليهم بتعقيم
نسائهم فعقمت، و لما تمادوا أوحى الله إلى نبيه أنه سيرسل عليهم ريحا عقما فما أن بث هودا الخبر
حتى رجمه قومه بالحجارة،و يزيد تفصيلا فيضيف أن الله أمسك عليهم المطر سبع سنوات.

و إذن، فبدائع الزهور يغني
متنه و يتغلغل في التفاصيل و يجتهد في ملء البيضات المفترض نشوؤها ،و يحصن متنه
منها؛ لذالك فتشكل هذا النص يمتاز بأنه لا ينتقل إلى حدث حتى يستوفي ما قبله؛ولهذا
أيضا فاغلب الأحداث التي من المفترض
حضورها في هذه القصة أثارها وفصّلها ابن إياس : من التعريف بالنبي هود وقومه و
طغيانهم و إنذارهم و أخيرا تعذيبهم، و هذا هو الحدث الرئيسي في هذه القصة و قد كان
طريق الوصول إليه خطيا في النصين ؛ و إن كان نص القران قد جرّده من وصف متعلقاته الزمانية و
المكانية. فذكر فقط أن العذاب سلّط عليهم سبعة ليال وثمانية أيام، وأضرب صفحا عن
ملامح و وقسمات الزمن أما المكان فاكتفى بتسميته وجرده من أي تحديد
جغرافي أو وصف فيزيائي " أنذر قومه باللاحقاف"[6].والملاحظ أيضا أن أحداث نص القران لم يحتضنها الزمان فهي مجردة منه، غير أن كتاب البدائع
أطّر أحداثه في زمن يتصف كذلك بالإبهام و التعميم و عدم التدقيق (مائة عام، دهرا
طويلا ، سبع سنين أربعين يوما..) لكنه زمن
منفصل عن الأحداث و يتعالى عن السير معها جنبا إلى جنب و في النص أحداث كثيرة لم
تؤطّر بزمانها(متى أرسلت السحابات،و متى أوحي إلى ملك الريح...) ؛اذ لاوجود لحدث
عار من الزمن.[7]

هكذا فالقران وثب من إنذارهود عاد الاّ يعبدوا إلا
الله و تحدّيهم له بان يأتي بالعذاب ثم إحلال العذاب بهم[8] ،لكن كيف بلغ الرسالة ؟ ما هي علامات و حدود و مستوى و متزعّم...الجحود و الكفر؟ كل
ذالك سقط من النص القرآني و توارى في ثنايا الأحداث الرئيسية، ولا يدرك إلا تلميحا والملاحظ أن الرؤية في كلا النصين عمودية
ففي البدائع "إن الله بعثك إلى قوم عاد فأنذرهم...فامض إليهم وادعهم إلى التوحيد..فتوجه إليهم هود"[9] وفي القران "قال إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به"فالشخصية
الرئيسية تتحرّك بالأوامر و تحرّكها الأوامر و ليست حرة في اختياراتها.

.اذن، يتمتّع نص ابن إياس-الذي
يسير ببطء- بتجلية و اعجام و إبراز كل تشكيلات الحدث و إثارتها و استدعائها متشبثا
بذالك منذ البداية؛ حيث نفض ترجمة هود. وصوّر كيفية التعذيب ووصفه حتى تكشفت مرارته
في عدسة الكلمات فتردّد أنين القوم في همس الكلمات:

يبدأ هذا " العرض "
بدعاء هود الذي استجيب بإرسال ثلاث
سحابات (بيضاء، حمراء،و سوداء) فتخير القوم إحداها؛ فوقع اختيارهم على السوداء ؛طمعا
في سقيها؛ و قتئذن أمر الله ملك الرياح " ففتح أطباق الريح العقيم من تحت الأرض
" فغرق القوم في غضب ريح لا ترحم إلا المؤمنين ؛تقتلع الأشجار و تهدّ الديار
على من فيها ، و تدفع بالسكان إلى الصحاري فيهلكون فتحيلهم كأعجاز نخل خاوية . ريح
لا يجدون لها دفعا ولا منها مهربا فهلكوا. تمّ يصور ابن إياس ردود فعلهم في تلك
اللحظات العسيرة ؛ من اتقاءهم بألبسة الحرب التي لا تغني عنهم من طغيان الريح
شيئا و بمنازلهم التي لا تقوى حتى على
حماية نفسها من السقوط؛ فتهزّهم الريح وتلطمهم على الأرض فتفنيهم. ولم يغادر ابن إياس
نوعا آخر من العذاب حذق بهم؛ حيث أمطروا بالرمال المسمومة ؛فأقبرتهم و أبقى الله أرواحهم
في أجسادهم كي يطول تعذيبهم[10].كل
هذا و غيره " مشاهد" و معلن في هذا النص.

أما القرآن فأقصى كل هذا وذاك من تلك التفاصيل؛وأعلن فقط نتيجة العذاب-" فهل ترى لهم من باقية" وفترى القوم صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية"- ونوعه
و قوته -" أهلكوا بريح صرصر عاتية"- و مدة العذاب "سبع ليال و ثمانية أيام حسوما".[11]

لكن كيف يقدم النصين المادة
السردية ؟ نص ابن إياس يزاوج بين قال فلان و روي،وتفيد الصيغة الأولى تدخّل
الراوي في الأحداث؛ فتعرض بطريقة غير مباشرة،و الصيغة الثانية 'روي' تفيد أن بعض المادة مصدرها شفوي، و أحيانا
يحضر العرض المباشر مثلا في قول هود"ياقومي اعبدوا الله..." وردّ الملك
عليه" فلما رآه الملك..قال له ويحك... "[12]فهذا المقطع نقل الأحداث كما تقع وحاول إضفاء الواقعية عليها فاختفى الراوي.أما في القران فيقلّ العرض المباشر و يطغى السرد،و لا نعثر على"الراوي"-اسم الجلالة- إلا من خلال الإشارات الدالة عليه،و في سورة الحاقة انعدم العرض المباشر
و في سورة الأحقاف ورد ثلاث مرات فقط، هذه هي حصة العرض في هذه القصة وربما ترجع هذه النسبة الضئيلة الى قلة الشخصيات ،و بحث الصيغة المناسبة(عرض أوسرد) لتركيز الحدث واختزاله.ليصل الى متلق يفترض –ابتدءا-أنّه عالمي "الجنسية"و ينتمي الى كل العصور .


[1] سورة الاحقاف الاية 12
[2] بدائع الزهور ص 58-.محمد ابن
احمد ابن إياس الحنفي المكتبة
الثقافية بيروت-لبنان

[3] بدائع الزهور ص 58
[4] نفسه ص 58
[5] بدائع الزهور ص 85
[6] سورة الاحقاف الاية21
[7] بدائع الزهور من ص 58 الى ص 60
[8] الاحقاف من الاية 21 الى الاية25
[9] بدائع الزهور ص 58
[10] نفسهص 59
[11] سورة الحاقة الايات 6-7
بدائع الزهور ص 58
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المقارنة بين قصة هود في" القرآن" و" كتاب بدائع الزهور."
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النزعة الشطارية من خلال كتاب بدائع الأزهارلإبن عاصم
» قصيدة زجلية بعنوان " احلى البلدان "
» التبيان فيما جاء به الصعاليك من العدوان
» عن الطفل " منقول "
» لمن يعشق القرآن بمزامير داوود

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات واحة تمزموط ( تمزموط همس الجنوب ) :: منتدى الترفيه و الإبداعات والإبتكارات والمساهمات النقدية و الفنية والأدبية :: أبحاث ودراسات التمزموطيين والتمزموطيات-
انتقل الى: