فقه الفقراء والمساكين في الكتاب والسنة (يوم دراسي)
كاتب الموضوع
رسالة
chaman نجم تمزموطي
عدد المساهمات : 177 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 41 الموقع : واحة تمزموط (دروب الواحة )
موضوع: فقه الفقراء والمساكين في الكتاب والسنة (يوم دراسي) السبت أغسطس 14, 2010 10:03 am
بمناسبة صدور الطبعة الثانية من كتاب "فقه الفقراء والمساكين في الكتاب والسنة، أو الحل الإسلامي لمعضلة الفقر"، للدكتور عبدالسلام الخرشي، نظَّم "النادي الأدبي بمراكش" بتعاون مع "مؤسسة البشير للتعليم المدرسي الخصوصي" يومًا دراسيًّا تحت شعار: "الكتاب الإسلامي ودوره في حل معضلات العصر كتاب "فقه الفقراء والمساكين في الكتاب والسنة" للدكتور: عبدالسلام الخرشي أنموذجًا".
وذلك يوم السبت 23 مايو 2009، من الساعة الثالثة بعد الزوال إلى الساعة العاشرة ليلاً، برحاب مؤسسة البشير بمراكش.
اللقاء عرَف مشاركة ثُلَّة من الأساتذة والباحثين، انبرَوْا لدراسة هذا المؤلَّف من جوانبَ مختلفةٍ؛ بهدف الوقوف على مدى نجاعة الحلول التي قدَّمها صاحبُ الكتاب لمعضلة الفقر والفقراء، انطلاقًا من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، في ظل الأزمة المالية التي تعصف بالعالم اليوم.
وهكذا جاءت محاور هذا اليوم الدراسي على شكل ثلاث جلسات: الجلسة الأولى: أو الجلسة الافتتاحية برئاسة "محمد البندوري"، افتتحت بآيات بيِّنات من الذِّكر الحكيم، بصوت الأستاذ: "مولاي امبارك آيت علي وبهي"، تلتها كلمة الدكتور "محمد ملوكي" عن النادي الأدبي، وكلمة الأستاذ "مولاي الحسن هاشمي" عن مؤسسة البشير للتعليم المدرسي الخصوصي.
الجلسة الثانية: أو الجلسة العلمية، برئاسة الدكتور "محمد ويلالي"، تميَّزت بتقديم عدة مداخلات، الأولى تحت عنوان: "إشكالات الفقر بين العقوبة والابتلاء، الشكر والصبر، محاذيره، والوقاية منه، والالتزام بعده"، للأستاذ "الحسين البوم"، حيث ركز الأستاذ في مداخلته على الباب الخامس من الكتاب، الذي يمثل ربع العمل بكامله، وحاول تِبيان متى يكون الفقر عقوبة، ومتى يكون ابتلاء، وَفق رؤية المؤلف.
المداخلة الثانية: كانت تحت عنوان: "الدكتور عبدالسلام الخرشي الأديب، من خلال كتاب فقه الفقراء والمساكين في الكتاب والسنة"، للأستاذ "عبدالرحمن الخرشي" شقيق المؤلف، مداخلة نوَّه فيها الأستاذ بالمجهودات التي بذلها المؤلف في هذا الكتاب؛ إذ اعتبر الكتاب علامة بارزة من علامات البحوث العربية التي أضافت لخزانة الأدب المغربي والعربي والإسلامي، ما سيكون محطَّ دراسات في المستقبل، كما حاول المتدخل تتبع الجوانب الأدبية في الكتاب، ليخلص إلى أن: - كتاب "فقه الفقراء" كتابُ فقهٍ وعلم، إنه وثيقة لغوية وأدبية، بما تضمَّنه من ظواهرَ لغويةٍ، حيثُ اللغةُ الأنيقة، والتعبير البليغ، والاقتباس، والتماهي في النصوص وتركيب فسيفسائها، مع الحضور القوي لفاكهة الأدباء حكمةً وشعرًا وأدبًا؛ لدمغ كل معترض متوقع، ناهيك عن أسماء الأدباء الواردة في الكِتاب (شعراء وكُتَّابًا).
- المؤلف رسم في كتابه فكرًا اجتماعيًّا خالدًا في الحياة؛ إذ عالج معضلة الفقر بمفاهيمَ إسلاميةٍ، وما يميِّزها أكثرَ الجرأةُ الأدبية المصحوبة بالالتزام وَفق التصور الإسلامي، وهل الأدب في التصور الإسلامي - يضيف المتدخل- غير الارتباط بحياة المجتمع؛ لأن الأديب هو كل من أدَّب نفسه بما انضبط به من نواميس ربِّ الكون والجبروت.
- ليختم الأستاذ مداخلتَه بالقول: لو لم يتعاطَ الدكتور عبدالسلام الخرشي ويمتلئ بالفقه والدراسات التربوية، لكان شاعرًا لا يضام.
أما المداخلة الثالثة: فكانت تحت عنوان: "فقه الفقراء والمساكين في الكتاب والسنة منهجية وعمل"، قدمها الدكتور "حسن السطوطي"، أتى فيها بتركيز شديد جدًّا على مسح بيلوغرافي للكتاب، من خلال محورين اثنين: نظرة شاملة لهذا العمل، والمنهجية المتبعة في هذا الإنجاز، لينهي المتدخل مداخلته بالقول: إن الكتاب يعد من الأبحاث الأكاديمية الجادة.
أما المداخلة الرابعة والأخيرة: فقد سلط فيها الدكتور "محمد ويلالي" الضوءَ على "المنحى الاجتماعي عند الدكتور عبدالسلام الخرشي، من خلال فقه الفقراء والمساكين في الكتاب والسنة"، من خلال بسطه لمعضلة الفقر في الإسلام الجذور والحلول كما يراها مؤلف الكتاب، ليخلص في الختام إلى أن الكتاب عمل رصين، يهدف إلى التأصيل لظاهرة الفقر من الكتاب والسنة، والتي ارتقتْ إلى ظاهرة المعْضِلة أو المعَضِّلة، وكيف وضعت لها حلولها في الإسلام، حلول أوصلها مؤلِّفُ الكتاب - حسب المتدخل - إلى ما ينيف عن ثلاثين حلاًّ، مشفوعة بأزيد من مائتي وأربعين آية، وأكثر من ثلاثمائة حديث صحيح.
الجلسة الثالثة والأخيرة: خصِّصت لتقديم شهادات وكلمات لأساتذة ونقاد مغاربة، في حق المحتفَى به الدكتور "عبدالسلام الخرشي"، وكتابه "فقه الفقراء"، وهكذا تم الاستماع لشهادة الدكتور والناقد "عباس ارحيلة"، الذي عرج في بداية كلمته على المعنى اللغوي للفظة "فقر" و"المساكين"، ويؤكد بعد ذلك أن الدكتور عبدالسلام الخرشي: - عاش يتنفس المعرفة، ما خرج من مرحلة الطلب (العلم)، ولا فارق فناء رحابه قط، وبمضي الأيام يزداد نهمُه للقراءة، وهل القارئ في لغة العرب إلا ناسكٌ؟! والمؤلف مِن نسَّاك هذه الأمَّة.
- رجل يباهي به يومُه أمسَه.
- ربط حياته بالكلمة، الكلمة الحق التي تنشد الحق الذي يُعرَف به الرجال، الكلمة التي يصير بموجبها العالِم عاملاً، الكلمة حين تنقلب إلى فعل، الفعل الذي يُنتفع به، الكلمة التي يتهددها المصير.
- من قوم عَلِموا وعَلَّموا وعَمِلوا... رباني.
- رجل علياؤه في ذاته، عزَّتُه وطَّدها العلم في ذاته، وكل عزٍّ لم يُوطَّد بعِلم، فإلى ذُلٍّ يصير، كما قال الأحنف بن قيس.
- استقامتْ حياتُه على المنهج الذي ارتضاه الله لأصفياء خلقه.
- عاصر التقلُّبات في أواخر الستينيات وأوائل سبعينيات القرن الماضي، عايَشَ لحظاتِ الإغراء والانزلاقات الفكرية، وكان يراقب ما يحدث، فما جرفتْه الأيامُ.
- كان صنيعة للإسلام؛ إذ عجنتْه الثقافةُ الإسلامية، وشدَّتْه إلى مقاصدها، وطبعتْه السُّنة بحقائقها وضوابطها لحركة الحياة.
- ظلَّ شلالاً ينهمر في دروسه ومحاضراته، التي ترتوي منها العقول والنفوس.
- بارع في محاصرة الانتباه، بأساليبه في تقريب الحقائق من الأفهام.
- رجل ثَمِلٌ بآداب العرب.
- عبدالسلام خيرُ مَن عرفتُه، صان للعمل حرْمته، فما رأيتُه منذ ما يزيد عن ثلاثين سنة استهان يومًا بكرامة العلم.
ليختم مداخلته بالقول: لو كان عبدالسلام في غير هذه البيئة، لكان له شأن وأيُّ شأن، إنه ممن جعل آدابَ العرب والقرآن والسنة يمشون في محفل واحد.
شهادة الأستاذ "أحمد عمالك": أكَّد فيها أن الدكتور عبدالسلام الخرشي رجل مصنوع ومشكل بالإسلام، إنه نور على نور، يهدي الله لنوره من يشاء، كما ألحَّ على المحتفى به بضرورة نشر محاضراته، ووضع فهرسة خاصة بالأستاذ.
شهادة الأستاذ "عبدالعزيز بغداد"، أشار فيها إلى أن عبدالسلام الخرشي: - من عشاق الكلمة؛ إذ بينه وبين الكلمة مِن وشائج القُربة ما ليس بين الأم وابنها.
- من الغيورين على اللغة العربية بسلاح الكلمة النيرة.
أكَّد بدوره في الأخير على ضرورة السهر على أن تَعرف لبناتُ أفكار الأستاذ الخرشي النورَ.
شهادة الحاج يوسف العبيد، ألصق الناسِ بالدكتور عبدالسلام الخرشي، وأكثرهم رفقةً له في حلِّه وترحاله، تطرَّق فيها المتدخل لاعتزازه الكبير برفقة الأستاذ الخرشي؛ إذ اعتبرها نعمة من نِعَم الله عليه، حيث سلط الضوء على الأستاذ الخرشي الإنسان، لينهي مداخلته بالقول: إن الأستاذ الخرشي كان بحق خيرَ سفيرٍ للمغاربة بالخارج.
بعد ذلك تمَّ الاستماع لقصائد شعرية لشعراءَ كبارٍ، أمثال: إسماعيل زويرق، محمد السميج الأندلسي، رشيد العلوي، بن عبدالعزيز سهير، أبوا إلا أن يعبِّروا عن أحاسيسهم ومشاعرهم تجاه هذا الرجل وكتابه "التليد"، كما جاء على لسان أحدهم.
وفي الختام تم الاستماع لشهادة المحتفَى به الدكتور "عبدالسلام الخرشي"، أعرب فيها عن شكره وعظيم امتنانه للنادي الأدبي بمراكش، ومؤسسة البشير للتعليم الخاص، على هذه الالتفاتة الطيِّبة المباركة، وكل مَن ساهم في هذا اليوم الدراسي المتميز، محاضرًا كان أم مستمعًا.
ختامًا: نفتح قوسًا، ونشير إلى أن الدكتور "عبدالسلام الخرشي" من مواليد مدينة مراكش سنة 1943، حفظ القرآن الكريم، ثم التحق بمدرسة ابن يوسف، ثم ثانويتها، وبكلية اللغة العربية، ودرس بكليتي الشريعة والآداب بفاس، حاصل على الإجازة من كلية اللغة العربية بمراكش سنة 1967، وإجازة كلية الشريعة سنة 1971، وشهادة استكمال الدروس بكلية الآداب بفاس سنة 1992، وعلى شهادة الدكتوراه بكلية الآداب نفسها سنة 2001، درَّس بالثانوي، وبالمركز التربوي الجهوي، فجامعة القاضي عياض، وكلية اللغة العربية.
أجازه علماء مغاربة، منهم: العلامة الرحالي الفاروق، والدكتور الشاهد البوشيخي، والدكتور علي عبدالواحد وافي، والدكتور عبدالرحمن حسن حبنكة الميداني. ملاحظة: هذا المقال نشر بموقع الألوكة بتاريخ 3/6/2009
فقه الفقراء والمساكين في الكتاب والسنة (يوم دراسي)