النمو وايقاعات الطفل الأساسية

تعتبر الإيقاعات من أهم المعارف والمعطيات العلمية في مجال علم نفس ؛فالإقاعات تجعلنا ندرك أن الطفل يولد مزودا بتنظيمات وإيقاعات ذاتية تكوينية،وبأن فثرات وإيقاعات النوم وجودتها وانتظاماتها تلعب دورا أساسيا في النمو وانتظام المؤهلات وكفاءات الطفل وشخصيته بشكل عام،وبكون هذه الايقاعات في البداية تبقى منتظمة وفق برمجة ونظام زمني داخلي،وهذه المعطيات تبين لنا أن الطفل له بنية زمنية متميزة ينبغي علينا احترامها والتناغم معها أسريا ؛وذلك لما لها من أهمية أساسية على نموه السليم والمتوازن.
فمن أهمية مميزات ومواصفات شخصية الطفل عند الولادة وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من عمره،هو أنه ينام كثيرا ؛ما بين 16 ساعة من متوسط العالم الى 20 ساعة عند البعض. وبأن إيقاعاته وأنشطته الحيوية خلال االأشهر الثلاثة الأولى لا تنتظم ولا تعمل وفق ايقاعات النهار والليل:أي الايقاعات السيركادية,وإنما وفق الايقاعات الأولترادية ودوراتها المتعاقبة في استقلالية عن ايقاعات ونواظم الزمن الاجتماعي والثقافي والايكولوجي.ومن مميزات ايقاعات الطفل الأولترادية خلال هذه المرحلة العمرية المبكرة ؛هو أن دورات النمو المتواصل لديه تبقى قصيرة زمنيا،بحيث كل دورة تدوم في المتوسط العام ما بين 50/60 دقيقة في اليوم،بينما تدوم لدى الراشد ما بين 90/110 دقيقة أي الضعف تقريبا،وبفترات نوم متواصل يستغرق في المتوسط العام 3/4 ساعات على الأكثر خلال كل فثرة نوم.
وإن كانت بنية النوم لدى الراشد بمكونتها الثنائية،النوم الهادئ والنوم النقيضي تنتظم وبكيفية ايقاعية دائرية متعاقبة من مرحلة النوم الخفيف الى مرحلة النوم العميق فالعميق جدا الى مرحلة النوم النقيضي،,بتعاقب 4 أو 5 دورات خلال كل ليلة نوم من 8 ساعات من متوسط العام،وبكون النوم النقيضي يستغرق ما بين 20% و25%من هذا الوقت الاجمالي ويسود مدة أطول خلال النصف الثاني من الليل؛فإن بنية نوم الطفل عند الولادة وخلال الأشهر الثلاثة الأولى تنتظم بكيفية مغايرة،بحيث نجد أن النوم النقيضي يأخد مدة أطول تصل الى 80% من الوقت الاجمالي لدى المولود غيرر المكتمل التكوين عند الولادة وتصل الى 60% عند المولود المكتمل التكوين عند الولادة خلال الأشهر الأولى، وتزداد أهمية هذه المعطايات دلالة عندما نستحضر أن الطفل عند الولادة وخلال الطفولة المبكرة ينام كثيرا كما قلنا سابقا وأنه عندما ينام ينام مباشرة عبر فثرة النوم النقيضي والذي يستغرق ما يناهز 60% من مجموع مدة النوم قبل أن ينتقل الى فثرة النوم الهادئ والذي تستغرق مدته ما يناهز 40% من مجموع النوم الاجمالي،قبل أن ينتظم لاحقا وبكيفية متميزة مع نهاية الشهر السادس بايقاعات النهار والليل :اي ما يسمى بالايقاعات السيركادية.وباستحضارنا لأهمية المميزات ومواصفات النوم النقيضي على مستوى نشاط الجهاز العصبي والنشاط الذهني وتعابير أو قسمات الوجه ونشاط الحلم وغيرها...فاننا ندرك أهمية النوم النقيضي و مدته الزمنية على مستوى سيرورات نمو الطفل البيولوجي والسيكولوجي،ونمو سخصيته بشكل عام.
إن الطفل الذي ينام جيدا مند الولادة وخلال الأشهر الأولى وفثرات الطفولة المبكرة؛تنتظم مؤهلات وكفاءات شخصيته النمائية الجسمية منها والمعرفية والوجدانية والتواصلية بتوازنات وديناميات إيجابية؛فمن ناحية جودة بنية النوم وايقاعاتها عند الولادة وخلال الأشهر الأولى تبقى أساسية لتفعيل دينامية شبكات خلاياه العصبية ولنضج بنيته الدماغية ولنموه الجسمي ولنمو كفاءاتة الذهنية والوجدانية لجودة وحيوية علاقاته وتفاعلاته مع وسطه الأسري؛وهذا ما يجعل من النوم وجودته مرجعية نمائية ضرورية وحيوية للنمو السليم والمتوازن لشخصية الطفل.


المرجع: علم نفس الايقاعات

أشكركم على ملاحظاتكم وانشاء الله سيتم الأمر واستسمحكم العدر .

شكرا على الافادة

شكرا على هذه المساهمة المفيدة جدا،فشخصية الانسان هي توقيعات الماضي البعيد و القريب،شخصية الانسان ترسم ملامحها كما نفهم من مقالك منذ الولادة،و العالم الذي يحيط بنا يساهم في تشكيل خصائصنا، فقد آن فعلا للتربية ان تنفتح على سبل التربيةو الجديدة بما فيها فعلا اجتهادات علم النفس بكل أنواعه. لكن ملاحظة هنا مفردات لم تقم بشرحها كالنوم النقيضي السيركادية الأولترادي .فأرجو أن تفيدنا.إن أمكنك ذلك.
ونأمل أن نقرأ لك المزيد وشكرا.

لقد أدرجت هذا الموضوع لأبين أن لطفل ايقاع بيولوجي و سيكولوجي ذاتي التكوين يجب التناغم معه والعمل وفق متطلباته , ونظرا لكون المجتمعات التقليدية والمجتمع التمزموطي بوجه الخصوص, يتعامل مع المولود الجديد بايقاعات الراشد , فالسرور و الفرح الذي يغمر البيت يجعل هذا المولود في نوع من الانتقال من يد الجدة الى يد الجد, ومن الأب الى الابن الى ما ذلك, دون الوعي بحاجة المولود الى النوم خاصة في الشهور الأولى الثلاث.
وسأنطلق من مجهودي الشخصي و بعض المراجع لشرح تلك المفاهيم التي يستعملها السيكولوجين في مجال علم نفس الايقاعات واتمنى ان أزيل الغموض :
1) - الايقاع السيركادي : تبقى له علاقة ترابطية مع ايقاع ليل / نهار وفي مقدمتها يقظة / نوم ,فالايقاعات السيركادية البيولوجية منها والسيكولوجيا تتحكم في ايقاعات أنشطتنا و وظائفنا الحيوية خلال 24 ساعة من يقضة و نوم وفاعلية وحيوية ومن انخفاض الحيوية و استرخاء وعياء وتوقيت وطريقة الاستيقاض صباحا والرغبة في النوم ليلا خلا ل أوقات محددة , ومستويات حرارة الجسم التي تصل دورتها ما بين الساعة 3/4 زوالا, لتعرف قمة انخفاظهاحوالي الساعة 3/4صباحا,فضلا الى العديد من الافرازات والأنشطة الفزيواوجيةالحييوية للانسان,وهذا الايقاع يشتغل وفق ايقاع زمني دائري مدته 24 ساعة.
2) - الايقاعات الاولترادية : يقصد بها الايقاعات البيولوجية و السيكولوجية اقصيرة المدى, الناضمة لمختلف الوظائف والأنشطة الحيوية للانسان ’ الفزيولوجية منها الذهنية والسلوكية, كدرجة حرارة الجسم وافرزاته الداخلية, وايقاعات نبضات القلب والكفاءات المعرفية و التعلمية والأداء والمردودية, ومستويات اليقضة والاسترخاء والتعاقب الدوري لمراحل بنية النوم وفثراته.مدته عند الطفل خلال 3 الأشهر الاولى 50/60دقيقة وعند الراشد 90/110 دقيقة.
ومجمل القول هذه الايقاعات هي نفسها تمس كل جوانب الشخصية , والاختلاف يتجلى في المدة الزمنية. وهناك ايقاع لم أدرجه في الموضوع وهو الايقاع الانفرادي وهو الايقاع الطويل المدى,أي تتجاوز مدة وحدته الزمنية الدائرية 24 ساعة كالايقاعات الأسبوعية/الموسمية/الفصلية/السنوية....
3) - النوم النقيضى : هو المرحلة التي تختم دورة النوم للانسان, حيث يعاين من خلالها مجموعة من الصور والمشاهد والخبرات التي مر منها الفرد والتي تتحول الى كفاءات ومهارات بعد معالجتها وترسيخها عن طريق النوم النقيضي. ويمكن ان نسميها مرحلة الحلم ,الا انها تختلف بين الطفل والراشد.وقد دكرت مميزاتها عند الطفل في الموضوع, أما عند الراشد فهي تمس الجانب العاطفي الوجداني وكذا الجانب المعرفي ولأن جهازه العصبي قد اكتمل ونضج.


وشكرا لكم على التفاعل مع الموضوع

شكرا على شرح المفردات .وعلى التعامل العلمي الأكاديمي مع الموضوع.

على الرحب والسعة
وشكرا على تفاعلك ومساهمتك