معارك الوعي :المعركة التاسعة : الهمس للجنوب بين الرجاء والأمل ؛ (همس من وحي المدارسات الوطنية للجهوية المحلية)

* معارك الوعي :
المعركة التاسعة : الهمس للجنوب بين الرجاء والأمل
(همس من وحي المدارسات الوطنية للجهوية المحلية)

كلنا ذاك الجنوب وذاك الوضع وكلنا رجاء إلى أمل قريب تنقشع فيه الغشاوات عن الجنوب وتنجلي معه غيوم وتسطع شموس بدلا من نور الشمع الذي مافتئ يوقده متهمم ومتهممة من زمن رجاء إلى آخر ، تسطع الشموس لتضيئ كل مجاهلنا وتدفئ قرنا وتروي عطش العطاشى وتهذب من وحشية تقاليد وتشذب وتلطف القاسي وتبن عن كل مضمر خفي مكلوم مقهور محروم...
رجاء نوقد الشموع رجاء نهمس للجنوب يقينا منا بأن الدرب لحب والسير وعر وتحديا للحوبة والوعورة نخوض معارك الوعي ونسلط الأضواء وإن كنا نورا خافتا لم يصل بعد صدانا إلى مانرمي إليه أملا يحذونا ونحن المتخبطون في دروب نزن في منعرجاتها الكلم بالكلم أحيانا وننقض فيها كالنسر تارة أخرى ، لكنا برأينا متمسكون وبظلال قيمنا مستفيؤون..
قصتنا مع التغيير رجاء ، ومع الإصرار فيه سيأتي الأمل ...
أملنا في رجائنا .. فلنحسن الطلب ، لنتقن الرجاء ؟؟
أي أمل ؟؟ وبأي رجاء نحن ؟؟
فهل من الجنوبيين والجنوبيات من يغريه الأمل سطوعا ؟؟
هل منا من يحذوه الرجاء طلبا ؟؟
قد نتخبط في مسائل نراها جزئية لكنها تبطئ مسيرنا وتؤجل تحقق الطلب ، فرأي هنا ورأي هناك وتبقى القافلة لاتبارح مكانها ...
عمل جمعوي متعثر وحوار شبابي – شبابي منعدم وشبابي – مشيخي غير دقيق ولاشفاف ولاكشاف ، وقضايا عالقة وحلول يؤجلها التأجيل ويقتلها الانتظار ، وصراع بين نمطيتي التقبل والتعرف والتمدن والتمنظم المؤسساتي لم تتشربه بعد لا العقول ولا القلوب من الشباب ولم تتقبله قبل وبعد العقول والقلوب من الشيب ، لتجدنا موقنين بأننا جيل الرجاء ، وأن معاركنا ستطول والوطيس فيها سيحمى مادام السير للأمل بطيء ومادامت قنوات التواصل تتعثر بين أحجار الماضي وحصيات الحاضر...
قواسم مشتركة بين كل القرى القبلية الجنوبية ولربما غيرها ، وقد تتفاوت من قبيلة إلى أخرى لكنها كائنة لامحالة لأننا في مرحلة مفصلية بين نمطيتين تتعاركان وسط اندفاع من قرارات الشباب المتحمس وانحصار أخرى لشيب لم يتمنكوا من مسايرة عجلة الزمن التي فاجأتهم بسرعتها العولمية في جميع الأصعدة فتمسكوا بالأرض أحيانا لما تمكنت منهم الحيرة وأخرى بمعول الإقصاء وإشهار وريقات متهاوية بين سخط ولعنة وتحكم وتسلط ، ليضيع التفييء شباب شيوخ وتظهر تفييئات أخرى تستقوي بعتاد القبلية المستحكم، لحداثة علاقتنا به ، لأن جيلنا تحد وثورة في أدب وحلم وتعقل ولأننا لا نخوض إلا معاركا في الوعي والتغيير والإصلاح ، ونوقن بأننا الرجاء وبعدنا الأمل متى شاء الله تعالى...

أفيطول بنا المسير وتتساقط منا أوراق أغواها التميز والتحيز واستلهمها وميض الصفحات الإلكترونية ذات الإشارات الضوئية الممغنطة أم أن المعركة لواء فلواء حتى الأمل ؟؟؟
فكيف نبلغ ذاك الأمل وكلنا ذاك الجنوب وذاك الوضع وكلنا رجاء إلى الأمل في كسب الرهانات وإصلاح مافسد وتقويم ما اعوج وتليين ما قسى وتقسية ما لان ؟؟؟

إن الطريق إلى الأمل يتححق بمبادرات شاملة وفعالة وبرؤى نافذة وبمناهج لاتبقي ولاتذر للخلل والخطأ والتشكيك نصيبا ، يتتحق بتظافر للجهود وبالتواصل والانفتاح والجرأة والأجرة والمسؤولية ، لا في أن تستهلك منا خلافات أو اختلافات سنوات من سنون الرجاء دون خطو خطوات تقربنا لبلوغ الأمل..

وإننا لفي أمس الحاجة للفاعلية في برامجنا السنوية والدورية – إن كانت لنا أصلا برامج – نلامس الخطوات واقعا موسما بعد آخر فلا نلتفت بعده إلى الوراء فنتراجع ونتساقط كأوراق خريف هوت بها رياح ورياح...

نحن مطالبون بالانفتاح والتواصل على قرانا الجنوبية التي نتشارك معها كثيرا من الهموم لنستفيد ونفيد من تجاربها في شتى الميادين والنظم حتى تحيى فينا الغيرة فنعمل لصالح الوطن الصغير والكبير ، وعلى الشباب الجمعوي التوجه الفعلي نحو هذه الخطوات المتطلبة للفعل والمعاينة لا التقاول والنكوص ، فنسمع منه رؤيته لمشاريعنا التنموية كما فعل غيرنا فنكسب رهانا من رهاناتنا التنموية التي يعود نفعها خيرا عميما على الجميع وعلى صاحبها بركة وصدقة جارية تذكره بالخير كلما جنوبي أو جنوبية أنعم بها أو استنعم ، أما الإنجازات المرتبطة بأنشطة ثقافية موسمية فلا تمثل معاركنا للوعي في شيء قدر ماتعبر عن الحماسة منا وتدلل على الموسمية في خطط نفسها اصطناعي محدود...

إن المعارك تحتاج إكسيرا لاتمنحه إلا الدوامية والبقاء والخلود الذي يطبع الحياة الإنسانية حتى حين ، وعليه فلابد من تجديد العزم والتزود بإكسير من الحياة لا برؤى قزمية تعلق على ظهورها قنينات نفس قد يقتلها نفاذه عند الخطوات الأولى من المسير...

وإني لأجد أن الهمس للجنوب تتردد همساته في مبادرات حكيمة أيقنت أن احترام خصوصيات المناطق والجهات الوطنية وإعطائها الفرصة للعمل على خير أوطاننا الصغيرة لوطننا الكبير ...

ولعمري إنها للمناسبة ليعمل كل جنوبي وجنوبية لبلوة تصوراته المستقبلية الشاملة في استجابة ايجابية لما يقشع عنا الغشاوات ويجلي عنا غيوما ويسطع فينا شموسا لتضاء مجاهلنا ونحقق تنمية تعبر عن صدق طلبنا لبلوغ أملنا في تنمية مستدامة بالجنوب كما سبقنا إليه الشمال والشرق والغرب...

إن مبادرة المحادثات الوطنية عن الجهوية المحلية لمن صميم ماينبغي أن يجمع الشباب والشيب للشباب والشيب في بعد نظر قل نظيره حتى لاتتركنا راحلة الجهوية ونضيع فرصة وطنية تاريخية تعطى فيها الفرصة للتعبير عن القدرات والمسؤوليات والفعاليات خدمة لبعدنا الوطني المغربي الخالد المنفتح المتواصل الموحد شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ، حري بنا ذلك حتى لانكون من المغبونين الذين فوتوا فرص الاستفادة من مثيلاتها مبادرات اجتماعية انسانية حكيمة كالمبادرة الملكية للتنمية البشرية ، أو في النكوص عن الخوض في تجربة الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة وعيا وتوعية ومبادرة هدفها الأول والأخير التنمية بنظرة متفائلة للمستقبل ...

فهل نحن في مستوى الطلب والتطلعات لمسقبل جهوي معبر عن قضايانا ومحقق ومنم لجنوبنا ؟؟

ما أوجب أن تكون لنا القدرة والمسؤولية على التهمم بهموم الوطن الصغير والكبير إذ لا يمكن تحقيق الوعي والتغيير والإصلاح إلا بحب صادق للوطن الذي اعتبر من الإيمان..
وما أروع أن تجدنا وقد صرنا قادرين على تحقيق تنمية في قرانا ومدننا..
وأحسن بإعلام ينطق بقضايانا ويقترب لحظة بأخرى من هسيس آلامنا وأحزاننا ومن شدو آمالنا وأفراحنا...
وياليت التعقل والتبصر والتواصل وحسن الظن صوانا ودليلنا...

فهذا الهمس للجنوب من جيل رجاء إليكم ياجيل الأمل..

وإلى اللقاء بكم في معركة أخرى من معارك الوعي
همس الجنوبي
زوال 21/04/2010

...