نحو كسب رهان تمزموط عاصمة للفكر والثقافة ومعهد للرياضة بثيغومار

شكل اليوم المشهود بساحة إمي نغرم تمزموط بتاريخ الخميس 12 مارس 2009 منعطفا في تاريخ العمل الجمعوي بتمزموط نحو كسب رهان تطوير العمل والسير به قدما لما فيه صلاح القبيلة والوطن والأمة ؛ والحقيقة أنه يوم تتويجي لجهود أبناء وبنات تمزموط لسنوات خلت ولنواد عملت ولرجال كدوا وسهروا ولنساء ولدن وكبرن وعلمن ولآباء وجهوا أبناءهم إلى بحور العلم والمعرفة ولشيوخ وأعيان وضعوا ثقتهم كل الثقة في شبابهم وأعطوهم مشعل ولواء تمزموط ليدفعوا به شرور الأعداء ويمثلوا به قبيلتهم خير تمثيل بين دواوير ومداشير ثيغومار، وعيا منهم بقدرة أبناء وبنات تمزموط من أحفادهم وحفيداتهم على قول كلمتهم أمام حراك العمل الجمعوي والثقافي الذي هبت رياحه على واحات الجنوب قاطبة..

وليس من الغريب أن يشب أبناء وبنات إغرم نولمو/ تمزموط ، على البذل والعطاء ؛ لأنهم من رحم أرض الخضرة والخصب السرمددين ولدوا ، فتشربوا تلك المعاني أبا عن جد..وأثبتوا على مر التاريخ أن تمزموط ملتقى حضاري لثقافة أبناء وبنات ثيغومار ؛ بل أرض الصلح والسلام والخير والحكمة التي عود أجدادنا سكان المنطقة عليها..

وهاهم اليوم أبناء تمزموط في العشرية الأولى للألفية الثالثة والعالم يتخبط في مسالك العولمة الوعرة يشقون طريقهم ويعبدون الطريق نحو امتلاك آليات العالم الجديدة ؛ ميكانيزمات المجتمع المدني التي بدأت تتزاحم مع أعراف مجتمعنا التمزموطي القبلي..

فما تأسيس الإتحاد الرياضي التمزموطي وجمعية تمكونسا للتنمية ونواديها (نادي المعرفة /نادي المرح) وصندوق التكافل الاجتماعي ؛ إلا أشكالا تنظيمية معاصرة تضعنا على الطريق السليم نحو الأفضل ؛ تحقيق تنمية فكرية وثقافية ورياضية لتمزموطنا المجيدة .. تجاوزا لكل الأشكال البدائية الموروثة التي ثبت أنها لم تعد تلائم تطورات العالم المنخرط في نظام عولمي يقصي هويات وثقافات الأمم المبتدئة الضعيفة...

إننا أمام رهان حقيقي لابد من كسبه ، وإلا فالضياع مصيرنا والاستلاب الثقافي مآلنا والفراغ الروحي مقتلنا والتخبط والعشوائية طريقنا ، فلا بديل للأشكال التنظيمية المرتبطة بالمجتمع المدني ( الجمعيات / التسيير الديمقراطي/ ثقافة الحق والواجب / الكفاءة والأهلية..) ، بعيدا عن الزعامات والعادات والأعراف المتوارثة، لأنها أصبحت بالية متجاوزة ولا تثمر إلا المنافسة غير الشريفة والتعصب والتعلق في أذيال الجهل والتخلف والتخبط...

إن ما يعانيه آباؤنا وأمهاتنا اليوم من عدم القدرة على التربية والضبط الأخلاقي للأبناء والبنات نتيجة حتمية لعقلية الجمود والتحجر في أنماط التنشئة الاجتماعية التي اتسمت بها أسرنا وعائلاتنا في العقدين الأخيرين ، دون وعي بضرورة إعادة النظر فيها لأن الظروف قد تغيرت والأحوال قد تطورت من حال مضى إلى أحوال استجدت وظهرت ، وبات من اللازم اللازب الوقوف عندها للتصحيح والتوجيه والتطوير والإرشاد .. وإن الفشل في ذلك سبب رئيسي في تنامي أشكال الرفض والصراع بين الآباء والأمهات وأبنائهم في الرؤى والخيارات والتوجهات ..ومن هنا الدعوة إلى ضرورة كسب معارك نشر الوعي بمشاكلنا ، لنجد لها حلولا قبل استفحالها .. من هنا دعوتي إلى أهمية كسب رهان تمزموط عاصمة للفكر والثقافة ،حتى نبدأ مسيرة الألف ميل مبكرا ، فلن نصل ببداياتنا إلا لما وصلت إليه الأمم التي سبقتنا إلى ذلك ، فما وصل الاتحاد الأوروبي اليوم إلى ما وصل إليه إلا بجهود فلاسفة عصر الأنوار ومبادئ الثورة الفرنسية .. وانظر إلى الوحدة والتضامن والرخاء والعزة التي يمرحون فيها.. وما تعثرت أمم وتخلفت عن الركب إلا بسيادة أشكال العداوة والبغضاء والحقد والشحناء بين الأفراد والجماعات وانظر إلى الذل والهوان والمذلة التي ترزح تحته...

إن برنا وحبنا وعشقنا لتمزموط هو ما يدفع بنا إلى التهمم بذلك ، والعمل إخلاصا لوجه الله تعالى في سبيل النجاح وكسب الرهان ، وحبنا لوطننا الصغير حلقة متسلسلة من حب الوطن المغربي العزيز والأمة المسلمة جمعاء ، وليكن شعارنا " نموت لتحيى تمزموط / نموت وتبقى تمزموط حتى حين " ؛ فالأجساد والأفكار والرؤى والتوجهات أول ما يموت وتبقى أرض تمزموط/المغرب/الأمة ،حتى حين ، فنحن أحفاد وأبناء أجداد عاشوا هنا بأفكارهم وعاداتهم ، فرحلوا وتركوا الأرض وراءهم ، وها نحن اليوم نعمرها حينا لنتركها لأبنائنا وأحفادنا ، ويبقى الأمر رهينا بالمنجزات والمخلفات الخالدة التي يتركها جيل لجيل ؛ فما أحوجنا اليوم قبل الغد إلى إرساء تقاليد جديدة/أصيلة في قلب تمزموطنا وقلوب أبنائنا وبناتنا ، حتى نجنبهم التخبط في مسالك الحياة الوعرة ونريهم الطريق إلى الطريق المستقيم هديا مباركا لا غي فيه ولا ريب، ولنا على ذلك الأجر في الدنيا والآخرة...

فلتكن أنت أيها التمزموطي العزيز

ولتكوني أنت أيتها التمزموطية العزيزة

أول من يعمل على كسب رهان تمزموط عاصمة للفكر والثقافة ومعهد لللرياضة بثيغومار، لأننا جديرون بذلك ملزمون به .. وسنحاسب على تضييع الأمانة والمسؤولية الملقاة علينا نحن بني البشر ، مسؤولية (لتبلغنه للناس ولا تكنمونه) ، تأكيدا إجباريا لا تخييريا ، لأن في ذلك مجدنا وعزتنا وكرامتنا وشرفنا بين الأمم ، وكيف لا ونحن أبناء تمزموط الذين شبوا وترعرعوا في أرض القرآن والخير والبركات...

وإن سعينا إلى كسب رهان تمزموط معهد للرياضة ، مسعى استراتيجي من قناعة أن العقل السليم في الجسم السليم ، فبه نبني الفكر ونفتق بذرة الوعي ، وما ذلك بمستعص على أبنائنا وبناتنا ذووا السبق والريادة منذ أربعة عقود خلت ، فبالرياضة نقضي على الفراغ ونهذب السلوكات ونبني الرجال بناء جسديا وعقليا وفكريا ووجدانيا في تداخل تام بين الرياضة والدين والفكر والوعي بالذات لتحقيق وعي جماعي لما فيه خير تمزموطنا الصامدة..

إننا – شباب تمزموط – موقنون بأن لكل عمل مرتكزات وأن لكل هوية عمدا ، فلنأسس أعمدتنا على أساس من التقوى والبناء المتين حتى لا نضيع آخرتنا بدنيانا ،وحتى لا نتخلف عن الركب فنضيع ونضيع أبناءنا ..

وإن ذلك ليدفع بنا إلى فتح النقاش الجاد حول مبادئ ومرتكزات هوية تمزموطنا المجيدة مستفيدين من تجارب التاريخ ، متجاوزين لبعض خيارات الماضي العقيمة.. وحسبي هنا أن أفتح النقاش وأحدد هذه البنود العريضة ، تاركا المجال للنقاش والتواصل والزيادة والتنقيح ، لأن الهدف ليس هو الكتابة وإنما كسب الرهان ( تمزموط عاصمة للفكر والثقافة ومعهد للرياضة بثيغومار) والطريق إلى ذلك كد وجد وعمل ونكران للذات وتخطيط وتنظيم وحب للمصلحة الجماعية قبل المصالح الشخصية والفئوية ؛ فقد آن الوقت أن نقول :

- لا لأي انتماء حزبي أو حركي في العمل الجمعوي لتمزموط حفاظا على اللحمة القبلية ، ونعم لكل محب وغيور على مصلحة الوطن الصغير والكبير والأمة ، وفي ذلك تعزيز لخط ّ " الوطنيين الجدد " ، أوسع وأرحب بساط يمكن أن يجمعنا في عملنا الجمعوي

- الغيرة على تمزموط ومصالحها والعمل على إعلاء كلمتها ونصرتها والذوذ عنها

- التمثيل والتشريف لتمزموط في كل بقاع العالم ، ولنكن رسلا وسفراء لها ولأمجادها

- تعزيز القيم الدينية والأخلاقية عند أبناء وبنات تمزموط

- توقير الكبار واحترام الصغار وتوجيههم إلى طريق الهداية ودروب المعرفة

- تعزيز الوعي بثقافة الحق والواجب وإنصاف المرأة والفتاة والإهتمام بمشاكلهن وقضاياهن

- الانفتاح والتواصل على الآخر وعدم التهميش والإقصاء وتغليب الكفاءة على الزعامة القبلية

- القوة في الحق و الحكمة والمرونة في تدبير المخاطر...
تلك خطوط عريضة لما أراه مبادئ ومرتكزات لابد من التحلي بها في ممارستنا لأي عمل داخل تمزموط وعيا بأن العمل الجمعوي ومؤسسات المجنمع المدني ماهي إلا قاطرة للمجتمع ودليله إلى كل خير ، خاصة والأمر مرتبط بآليات مجتمع مدني على مجتمع قبلي ، الشيء الذي يستوجب كثيرا من الحكمة والمرونة حتى تمر هذه المرحلة التأثيرية والتأثرية /هذه المرحلة الانتقالية بأقل الخسائر والتشنجات في جسد أمنا تمزموط ، لنخفض لها جناح الذل من الرحمة ولنكن في مستوى كسب رهاننا لها ولأبنائها ؛ أبناؤنا وبناتنا إخواننا وأخواتنا لآبائنا وأمهاتنا تمزموط عاصمة للفكر والثقافة ومعهد للرياضة بثيغومار..