معارك الوعي ؛ المعركة الرابعة : مع مستقبل تمزموط
أنا وأنت وأنت وأنتم وأنتن ، كلنا مع تمزموط في الخير والشر ، في الشدة والرخاء، فهي الأم والمحضن و أرض الخير والبر والبركات ، تنادي فنلبي النداء .. وتشتكي فنتألم.. كما الجسد الواحد نحن ، إذا اشتكى منه عضو تداعت له الأعضاء الأخرى بالسهر والحمى...
أمطار الله علينا في تمزموط وفي كل مكان أمطار خير ، نرجوها في كل وقت وحين ، لكن اتخاذ الأسباب لتجنب عواقب السوء شيء محمود مرغوب في نواتجه الحسنة على البلاد والعباد..فكيف السبيل؟؟ وما الحيلة والحال حال فقر في المال وغنى في الرؤى والطموحات ؟!
فها تمزموط اليوم في مرحلة تاريخية أخرى من مراحل التحول والترحال من حيز جغرافي سكني إلى آخر ، من توريرت إلى إسوحاد إلى إغرم إخلان إلى القصر المهجور اليوم المتساقط دارا بعد أخرى - بفعل التقادم والأمطار- .. إلى تمكونسا وإكران توسعا على المجال الأخضر.. ثم إلى إغرم إخلان من جديد ...
ويظل القصر مهجورا ودوره أصبحت تشكل خطرا على حركة المرور في دروب تمزموط التاريخية ، التي شهدت ذكريات أبناء وبنات تمزموط .. من دور ودروب كانت تنبض بالحياة وتمنحنا إكسيرها إلى مصدر للتخوف اليوم من الموت والفناء بسببها..
أفنهدم تراثنا وذكرياتنا بأيدينا ؟؟ !أم نترك الأقدار بالأمطار وعوامل التقادم تقضي عليها ؟؟!
الأمر سيان في كلا الخيارين ؛ فالنتيجة واحدة ؛ الهدم والنقض ..
لنكن جميعا مع تمزموط ، ولنفكر فيما يعيد البريق والحياة إلى قصرها ودروبه وأزقته وإلى ذكريات أبنائها وبناتها داخلها، هذه المرة في ما يرتبط بالتشييد العمراني الذي نطمح أن يكون في مستوى النهضة الفكرية والرياضية التي تعيشها تمزموطنا العزيزة...
لنبني صروحا جديدة للتاريخ ، لنبعث بروجنا التاريخية من جديد ، لنرمم قلاعنا ، لنعد الحصن والأمن لتمزموط لنعطي للمسميات حقائق أسمائها ( إمي نغرم ، برا نالصور ، الخارج..) ،لنبني مسجدا يكون جوهرة لنا .. يتوسط مبانينا ويقرب مسافات أحيائنا وسط قصر يشكل القلب النابض فينا،لنشيد أقواسا ومنارات تؤثث مبانينا، لتكن لنا سمات عمرانية تميزنا وتحفظ أصولنا ، .. فحركة التبدل والتغير والتمدد لا تعرف الزمان ولا المكان ...
تمزموط تبقى بتراثها العمراني خالدة إن نحن عملنا ، وخططنا عن بعد لبلوغ مرامينا..
تمزموط تكون كغيرها من القرى مهدمة مستباحة لعوامل الأقدار متى تخاذلنا عن بناء أمجادها العمرانية..
فكيف السبيل إلى البناء الجديد والأصيل في الآن نفسه ؟ كيف نرجع لدروب صبانا حركيتها وتجمعاتها ؟ كيف نحفظ أسماءها للتاريخ وللأبناء والأحفاد؟؟
أفنحفظها في أشعارنا وخواطرنا ؟؟
أوليس ذلك سنة الله في الأحياء ؟؟
أليس الحنين هو ما يشدنا ويدفع بنا إلى تلك الطموحات العصية؟؟
.. ليكن حنينا أو طموحا أو خيالا ؛ إلا أن الأمر يستدعي حراكا تفكريا في الموضوع يعقبه بذل وعطاء وعمل ، لتجنب مساوئ التهدم والانهيارات ، ولنعيد لقصر تمزموط مجدا يليق به ، فالنفس يحز فيها أن ترى ذاكرة تنفلت بين العقال كما ترى صغيرا يغرق في الوحل ولا تستطيع له سبيلا، أو سجل ذكريات شب فيه حريق ولا تملك ما تطفئ به ناره لتستعيده ..
نحن مع تمزموط :
- ونريد لها كل خير ومجد ،
- نرى أن التخطيط عن بعد ليس كالتخبط وليس أيضا كالحلول الترقيعية التي لن تحمي تمزموط ولا تراثها ..
- نعتقد أن التراث يطور ويمد له من العمر بمنجزات جديدة تخلد منجزات الأجداد وتتطلع إلى المستقبل ، في صيرورة زمنية لا تنتهي ..
- نتمسك بعقلية تحيي الماضي ولا تفنيه..
- نجزم بأن رؤيتنا لتمزموط خالدة لن تتحقق إلا ببناء عمراني يضمن أمننا ويحفظ منجزات أجدادنا ويسقى بتطلعات وآمال الجيل الجديد الرياضية والفكرية والتنموية..
فما يرى أعيان تمزموط في هذا ؟؟
ما ترى جمعية تمكونسا للتنمية ؟؟
ما الشراكات التي ستعقد لذلك وطنيا ودوليا ؟؟
ما درجة وعينا بمسؤولياتنا في ذلك ؟؟
ماذا استفادت وماذا قدمت من مشاريع للمبادرة الملكية للتنمية البشرية ؟؟
وما ترى أنت ؟ ما ترين أنت ؟ في مستقبل قصر تمزموط المتهالك المتساقط ؟؟؟