موضوع: قصة قصيرة بعنوان : موظفة قطــــــــــــاع الأحد نوفمبر 15, 2009 10:11 am
كادت تطير فرحا وهي تلمح اسمها ضمن قائمة الناجحين، أيامٌ قليلة و تلتحق بمنصبها...الأب بعد أن فرغ من نصحها، أمر زوجته عطاء :انفردي بابنتنا وقولي لها أن تحتاط من عجائب هذا الزمان، مما لا يجوز أن تسمعه الفتاة من والدها ؛ فهي في سن تكون فيه فريسة معرضة لمضايقات كثيرة من الشباب و صحبة السوء من فتيات هذا الزمن. وحيدة:أي ابنتي لا تخفي علي صغيرة ولا كبيرة مما سيحدث لك هناك.. وسنكون على الهاتف على الدّوام،.ونحن نعلم كم أنت متعلقة بنا ،و كم يعزّ علينا فراقك ! لا تسلّمي قلبك لأحد إلا بعد مراجعتي و مشاورتي؛ فأنا أمك و أختك و صديقتك ، ثم إنك لاتـزالـيـن صغـيـرة وإن أجـل يـومــئـذ قـادم. . ******* كعادتها تعود من مقرّ عملها على متن حافلة،تحس بغبطة شديدة،تفتح نافدة الاغاتة؛ لتلتقط نسمات من الهواء علها تنعش رئتيها،وجناح من الذكريات يهرب بها إلى مدينتها،إلى أمها التي ماكانت تتوقف عن الدعاء لها، وطالما أيقظتها للمدرسة ، وقبّلتها و شمّتها بعُنف؛ فقد بخل القدر إلا بها،وهاهو يقذف بها إلى مدينة أخرى أبعد...لا شك أمي لن تتوقف عن التفكير في،هي كثيرة الاعتناء بي؛وكأنها تخشى أن يخطفني الزمن منها يوما ما ، وأنا ملتصقة بها.ياترى كيف ستكون وأنا بعيدة عنها ؟ لاشك ستفتقدني كلما دخلت غرفتي، ستتوق إلى كلمة بنيتي، و ستشتاق إلى إزعاجي لها الذي كانت تحبه كثيرا؛ فأنا كنت مدللة جدا، كنت كل شيء في حياتها. ليت الحافلة عائدة بي الآن إلى مدينتي وإلى حضنها . و أبي، أبي الذي أول ما يسأل عنه إثر عودته من العمل هو أنا؛ يدخل و ينتظر أن أبصم قُبلتي على جبهته، يحلو له أن يعاملني كطفلة صغيرة،و لا يردّ لي أبدا أي طلب،لا شك هو الآخر عائد اللحظة إلى المنزل.آه،شهور قليلة مضت على فراقي لهما، وحمّلتني من الشوق مالا أطيق ؛ ما ذا سأفعل مع الأيام ومع الشوق ،ليتني لم أوفق في هذه المبارة! ****** * كم جميلة تلك الفتاة وهي جالسة بجانب أمها، وكم حنونة تلك الأم و وهي فاتحة عينيها على اتساعهما في و جه بنيتها تلك؛ كأنها تروي عطشها منها، وذالك الأب الذي يداعب ابنه فيطلب منه أن يؤدي عنه ثمن التذكرة.....لم تشعر متى ركبت رقم أمها على الهاتف: ماما كيف حالك؟ بنيتي ألفت المكان و الزمان و الإنسان و العمل هناك ؟أجل أمي كيف حالكم و أبي...تتوقف الحافلة.خطوات ويتقدم إليها أحد الشبان: آنسة أين يوجد شارع كذا؟عفوا، أنا لا أعرف، لم أعرف بعد أي مكان هنا؛ فأنا أجنبية هنا، أنتقلتم و أسرتكم إلى هنا؟.بلى، أنا اكتريت غرفة وحدي هاهنا،ريثما أجد مؤنسة لي، شكرا. الساعة و مكان انتظار الحافلة و ساعات الذهاب و العودة من العمل، أشياء كلها لم يعد ذالك الشاب يخطئها،ولم يرتح له جانب حتى تعرف على شقتها بعدما تبعها متسترا.. ******** و ذات يوم عادت من العمل متعبة، تدير المفتاح و دوار الحمى يدور برأسها الذي اضطر أن تغازل خداه لوحات الباب، تفتح الشقة وتدخل. وفي الغد خرج أنيس كعادته، ينتظر و ينتظر: لعلها تلك.وربما تلك... آه، لم تأت. اليوم بداية الأسبوع و لا مناسبة ولاعطلة.لماذا لم تأت؟ أُحِسُّ أن شيئا ما ينقصني. سأغامر و أذهب إلى شقتها؛ لعلّ المنبّه لم يرن فنامت عن العمل، فأقدم لها بذالك خدمة... وضع سبابته اليسرى على شفته السفلى تردد...ثم بدأ ينقر الباب بيمناه بلطف شديد،وقلبه يطّرد خفقانه خوفا . خوفا من أي رد فعل قد يجمع عليه سكان العمارة وينعته بأي نوع من الأوصاف.يعــيد و يعـيد.لا فائدة،فلما همّ بالعودة تهيأ له:كأنه يسمع صوتا متعبا. من سيسأل عني؟ أنا لم أعرف بعد أحدا هنا.علّه ساعي البريد معه حوّالة النقود أو رسالة من أبوي، تستفيق من شرودها. لحظة: أنا قادمة،ترمي على جسمها الدافئ معطفها وتفتح في ترقّب شديد: وكأنني بي رأيت هذا الوجه، لكن قبل أن تقول من أنت، قل لي ماذاتريد؟ سأقول لك بدون مراوغة أنا أنا أ.. ن... ا من إلتقاك يوما ما، وسألك عن شارع كذا. يرتدّ عداد ذاكرتها بسرعة تم تتذكر.أهلا بك. في الواقع لقد أصبحتِ جزءا من حياتي، أراكِ في اليوم أربع مرات؛ و لما غبت ِعني، لم أشعر بجسمي و قلبي و عقلي إلا وهم هنا..ثم رفعتْ عينيها الناعستين و أعادتهما إلى الأرض؛ و تمنّت لو ظلتا مشدودتين ببحر عينيه اللتان قالتا كل شيء، واحتوتا على كل جمال. "سيدتي هل من مساعدة أراكِ متعبة؟!" قالها مطأطأ رأسه ،و تمنت لو رفعه؛ كي تتاح لها فرصة النظر في عينيه الآسرتين مجدّدا. "ليتكَ تكون لي أنيسا في وحدتي القاتلة هذه " قالتها و أسرّتها في نفسها،وتمنت لو ترحّب به في غرفتها مقابلة لمعروفه،وارضاءا لخفقان قلبها واندفاع احساسها، لولا ما في ذالك من إخلال بالأعراف و الدين ،و تحاشيا لكلام الجيران والناس...وكأنه أحس بذالك الحرج من محياها؛ فطلب منها رقم هاتفها؛ علّها تحتاجه مرة ثانية فيكون بجانبها ،فلبّت،و تمنّت لو تمنّعت و رفضت حتى يلحّ ،لكن خافت ألا يلحّ فيتبخّر من حياتها؛ فقدّما بعضهما لبعض وحيدة.أنيس....ثم طلبت منه ابتياع أقراص الحمى من الصيدلة. . ********* في الغد ،ينتصف الليل،ووحيدة تنام معنّقة هاتفها،أأحدثه أم أراسله لأؤكد شكري له،لا،هو من سيسأل عني...فأنا فتاة والرجل هو دائما صاحب المبادرة.صورته لاتغادر مخيلتي ، و صوته يغازل أذني...لابد لي أن أغطّي سائر جسدي كي ترحل الحمى...ضوء الهاتف يبشر برسالة، سيكون هو،تبا.إنها من مالكي الشبكة يخبرون بإحدى العروض.لا أعرف لماذا تهمني رسالته إلى هذه الدرجة بالضبط، و هل يجب عليه أن يبعتها.هل يفكر فيّ هو الآخر..أخيرا يرنّ الهاتف، رسالة من أنيس:كيف حالك الآن أنيستي؟ أتمنى أن تكوني في صحة جديدة!أُحِسُّ أن هذه الكلمات أنفع من دواء الصيدلي ! وأدرأ للحمى.يالَجمالها و ما أشدّ رغبتي في تكرار و إعادة قراءتها ! عبارة مجمّلة بلا زينة مجملة بك فقط يا أنيس! ويْلَ قلبي منك يا أنيس!ينطفئ ضوء الهاتف فيوقظها من شرودها الذي أنساها حتى الردّ على شاغلها. ماذا أكتب له، أُحِسُّ أنها أصعب رسالة سأكتبها في حياتي..لا هو أهل لأكثرمن هذه العبارة، سأكتب أخرى بدلا من هاته ...بل حتى هاته ،لا،..ذهب البأس وترك أشد منه وطأة! عبارة هوت على أنيس فطردت النوم من حبال جفنيه ، فأصبح يتقلب كالملدوغ، ياله من لغر! كلمات معدودة واضحة نسجت عبارةغامضةومحيرة. . ************* ومرة،في طريقها للعمل؛ يسرق منها الهاتف في الحافلة،و يضيع معه رقم منزلها الهاتفي، فتعذر على أبويها الاتصال بها،أما هي فانشغلت بحبِّها الأول، ولم تعد كثيرة التفكير والاتصال بوالديها؛عذرها في ذالك صغر السن و قـلـة التـجـربـة، و الحـرمـان مـن دفئ الأخـوة.... ومن سوء حظها اضطر الأبوين إلى تغيير المنزل، اضطر الأب إلى ذالك بعد تقاعده و تناقص راتبه... فعادت إلى مدينتها لتلبي أوامر الشوق الذي استفاق بعد غفلة ،و لتزودهما برقمها الجديد؛ تدق و والفرح يستعجلها، يكاد يطير بها تم تصـدم ،لا أحد يردّ ،فضـغطت على جرس جارتها وصـال ; ؛فأخبرها بعدم معرفتها أين رحلا؛فانكبّت على ركبتيها بكاء شديدا، لحظات يأتي صابر ووجهه يتهلّل و البشر يعلوه ؛ليخبر وصال بزيادة مولودٍ ولد جديد طالما انتظره، وليدعوها إلى العقيقة ؛ فيجد ابنته تبكي فلمحه فقفزت إليه فضمها وزفّ إليها الخبر فاختلطت الدموع؛ فغلبت دموع فرحتها دموع البكاء. فعاشت الفرحة فرحتان، و اللحظة لحظتين، فأمسكت بيد والدها بشدة، وهرعت تُسابق الزمن كي ترى أخـاها الصـغير، وتـعـرِف طـعـم ومعنى الأخـوة لأول مرّة في حياتها. .
[/justify]
said amzil نجم تمزموطي
عدد المساهمات : 238 تاريخ التسجيل : 06/11/2009
موضوع: هكذا الحياة الإثنين نوفمبر 16, 2009 5:53 pm
قصة جميلة و مشوقة ,تحكي عن أمور تحدث في الحياة , فكما هو معلوم لدى الكل أن المرأة تتفكر بقلبها أكثر من عقلها فهي مرهوفة العواطف لهذا نجدها في هذه القصة نسيت والديها نسبيا واشغلت عن حبها الأول. دمت مبدعا
نور مشرفة عامة على عالم التربية والطفولة
عدد المساهمات : 194 تاريخ التسجيل : 07/11/2009
موضوع: قصة ذات ابعاد الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 5:05 pm
قصة متميزة لها ابعاد اجتماعية كثيرة ، وهي في نفس الوقت دعوة الى الاخد بعين الاعتبار الجانب الحسي والعاطفي للمراة واعتباره جزء من شخصيتها ، حتى لا يساء فهم المراة في كثير من ردود افعالها فحلي بنا ان نهتم بالجانب النفسي لشخصية المراءة حتى نستطيع فهمها اكثر. وشكرا على هذا المرور المتميز الذي ينم عن ابداعات ادبية متميزة.
البدراللطيف المشرف العام على المنتدى الثقافي
عدد المساهمات : 94 تاريخ التسجيل : 27/10/2009
موضوع: شكرا لكما الجمعة نوفمبر 20, 2009 5:08 am
لقد أصاب كلا كما جزءا من من رهان لقطة القصة،فالجانب النفسي للمرأة و العاطفي يجب أن يؤخد بعين الاعتبار في كل تصرف اتجاهها ،فغلبة العاطفة و اندفاعها يحجبان عليها أحيانا أشياء كثيرة،لكن أنا قصدت الى عمل المرأة كقضية خلافية.و وظيفتها دون الأخد بعين الاعتبار خصوصياتها ؛ فإبعاد المرأة عن مدينتها يجب أن يعاد فيه النظر فهي استسلمت للفرصة الاولى التي أخرجتها من الوحدة، كما أن ضعفها كان فرصة في سرقة هاتفها .وقصدت من الهاتف سرقة كل ماهو شخصي منها و اختلاسه بل حتى أبويها سرقا من سويداء قلبها............ و شكرا على تفاعلكما
jawhar aljanob تمزموطي فعال
عدد المساهمات : 75 تاريخ التسجيل : 12/11/2009 العمر : 33
موضوع: رد: قصة قصيرة بعنوان : موظفة قطــــــــــــاع الأربعاء يناير 06, 2010 1:33 pm