منتديات واحة تمزموط ( تمزموط همس الجنوب )

قصة قصيرة بعنوان : قـــــضـــاء أم قـــــدر ؟ ؟ Images28

منتديات واحة تمزموط ( تمزموط همس الجنوب )

قصة قصيرة بعنوان : قـــــضـــاء أم قـــــدر ؟ ؟ Images28

منتديات واحة تمزموط ( تمزموط همس الجنوب )
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


هنا صدى المزامطة وأخبارهم ، هنا تفاعلات كل التمزموطيين ، هنا نصل الرحم ونقرب البعيد ، هنا نتواسى ونتواصى ونتواصل عن كل جديد ابتداء من 17/12/2009
 
الرئيسيةبوابة  تمزموطأحدث الصورالتسجيلدخول
*** منتديات واحة تمزموط : جدة ، حرية ، مسؤولية ؛ كل الآراء والمواضيع وأفكارها ورؤاها وكل التعليقات تمثل صاحبها ولاتعبر عن الإدارة العامة للمنتديات
*** هذه المنتديات من كل تمزموطي وإليه ، مساحة تعبير حر وتواصل دائم ***

 

 قصة قصيرة بعنوان : قـــــضـــاء أم قـــــدر ؟ ؟

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
البدراللطيف
المشرف العام على المنتدى الثقافي
البدراللطيف


عدد المساهمات : 94
تاريخ التسجيل : 27/10/2009

قصة قصيرة بعنوان : قـــــضـــاء أم قـــــدر ؟ ؟ Empty
مُساهمةموضوع: قصة قصيرة بعنوان : قـــــضـــاء أم قـــــدر ؟ ؟   قصة قصيرة بعنوان : قـــــضـــاء أم قـــــدر ؟ ؟ I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 15, 2009 10:24 am

تتمالكني الحيرة ولا تتسع مخيلتي كلما رأيت هذا الرجل الذي يقتفي أثر خادمي كلما أخرج شيئا إلى سلة القمامات ؛ إنه لا يبرح هذا المكان الذي يرى منه منزلنا ولا نراه منها، و الذي يؤرقني أكثر؛ أنني بقدر ما أزداد نحافة يزداد سمنة ، وبقدر مالمرض يزور جسدي، بقدر المعافاة تسكن ذاته ،و لا أراه إلا خالدا هاهنا!
وذات يوم، صمّمت أن أفكّ هذا اللغز المحيّر؛ رغم كونه لا يؤذيني في شيء ، غير أنه يثير فضولي ؛ فذهبت خلف خادمي أتحسس فعال هذا الإنسان النتن الوسخ، فجاءني برد الحقيقة ؛ إذ علمت أنه فور استدبار خادمي سلة القمامات يفتحها توّا ويجمع كل فضلاتنا ؛ فأثارني هذا أكثر، فنويت التعرّف عليه شخصيا ، كي أزجي معه بعض الوقت؛ لعلي أذوق بمعيته بعض السعادة،لأنني في الحقيقة لم أعرف طريقا إليها رغم المال و الترف و الثروة.
وتسنىّ لي هذا ، فوجدته إنسانا علمته نوائب الدهر ما لم تلقِِّنه حكمة اليونان...و بعد أن حصلت الألفة بيننا ،لازمته يوما حتى الظهيرة،فدعاني إلى الغذاء نخوة وشهامة، فأجبت لحاجة في نفسي قضيتها، تعرفون ماهي مائدة غذائنا !
إنها فضلات عشائنا بالأمس تماما ؛فعافتها نفسي؛ فاعتذرت بأني لا آكل الطعام الذي به ملح ؛عملا بنصيحة الطبيب ، و فور خروجي من ذلك السجن،هرعت إلى منزلنا أخبرهم هذا السرّ العجيب، قبل أن يتفجر من دواخلي، ولم يكادو يصدّقونني لولا أنني عوّدتهم الصراحة.. ومع ذلك طلبوا مني أن أحضره لوجبة غذاء، دون أن أشعره قصدنا، فأجاب الرجل بلا تردّد ..
وبينما نحن على عتبة المنزل انبهر المسكين ، وفشلت ركبتاه وكاد يسقط من شدة الدّهشة و الارتباك ، ولحظة توقف أما م مرآة كبيرة ممتدة قبالة الباب؛ فمدّ يده لمصافحة صورته ، المسكين يبدو أنه لم ير نفسه مذ أصبح على هذه الحال، ثم دخلنا ، يبدو مذهولا ؛ إنه يحتسي كوب العصير دفعة واحدة ثم يستزيد ، تكرر ذلك حتى أوقفناه ..
برهة تساءل: أتضعون كل طعام أسبوعكم على مائدتكم؟
- أجبنا جماعة بالنفي ؛ إنه طعام غذائنا فقط ، وبينما كل منا منشغل بالانتقال من طبق إلى آخر، ظلّ يمسّد ذقنه بإبهامه و سبابته ، ارتبك ولم يعرف بأي الطعام يبدأ، يمدّ يده ثم يعقدها ، وأخيرا بدأ بالخبز و المرق وظل شاردا بالأكل فيهما فقط ، لا تلتفت يداه يمينا ولا شمالا...
الحقيقة إنه فعل أشياء كثيرة عزّت نفسي عن ذكرها ؛ و سأشعر بالذنب إذا فعلت ..واستغفر الله مما ذكرت الآن . لقد كانت لحظة قاسية في حياتنا ، لم نكمل فيها غذاءنا ، ولما فرغ ضيفنا من الأكل شرع يمسح يديه بقميصه الدّسم الذي علا الوسخ لونه الحقيقي حتى أصبح أسودا ، فناولناه منديلا.. ارتبكنا.. تبادلنا النظرات .. أحسسنا بالشفقة اتجاهه ، وبعد فترة طويلة من الصّمت الرهيب، الذي كسّرناه بطلبنا منه أن يحكي لنا عن حياته ؛ طأطأ رأسه لحظات، ثم رفعه وأدار عينيه يمينا و شمالا ثم قال:أنا أب لأحد عشر ولدا ، لا أقرأ ولا أكتب ، تزوجت في عتبة مراهقتي ، بعيد زواجي امتهنت مهنا عديدة ، وكان آخر الشهر لا يبقي لي بقية من أجرتي ؛ بل أقترض ، و لما كثر أبنائي و ازداد ثمن كل شيء ، حتى الخبز ، إلا الأجرة ، شقّت حياتي و عجزت عن متابعة متطلبات المنزل الضرورية ، فكان مدخولي اليومي لا يقوّم بثمن كيلو لحم، فيئست ؛ فأيقنت أن تزوجي وقتئذ بذرة مشاكل أثمرت و ستسمر مشاكل لا حدّ لها، مشاكل تتشابه في المنطلق و المصير، إنها صخرة سيزيف...حتى من الله علي من فضلاتكم ، فأصبحت أجد أكثر من كيلو لحم مطهيا و مشويا...فتحسّن حالي، وكنت - سامحني الله - زعمت لأسرتي أنني طبّاخ لدى إحدى الأسر الغنية ، أعود إليهم بما يفضل من طعامهم ، خاصة أن أسرتهم صغيرة ، توارثوا الغنى أبا عن جدّ ، أما أنا فتوارثت قصّتي عن آبائي: ورثت الفقر، وكأننا نمشي على حافة قرص واحد، لدرجة أكره فيها حتى الالتفات إلى ذاكرة أجدادي و شجرة نسبهم..
فأبي كان أجيرا لا يعود إلى المنزل ، إلا متعبا ؛لا يحتفظ لنفسه من الطاقة إلا بما يوصله إلى السرير، أما حوا ر الأسرة و أحوالهم...فلا يبقي لهم بقية ، وجدي وجده وأجدادهم كذلك كانوا ؛ فهم فيما زهد فيه الأغنياء عاشوا ، أو على ما يفضل عليهم....
وهكذا، لم ننل من رغيف الحياة إلا اشتهينا، انشغلنا بالهم قبل أوانه،فكل أب يترقّب متى يطرح على أكتاف أبنائه النحيلة جبال الهمّ التي ثوراتها هو الآخر، فيبتر اتصالهم بالمدرسة أو أي تعلم لحرفة... ويدفع بهم إلى العمل صغارا؛ فيدفعون إليه ثمن إجارتهم...ولا ينجو منهم إلا من قاده الخطأ بل القدر إلى استقبال شعاع العلم .. لكن قد تتبعه اللعنة من الألسنة ؛ لأنه انسلخ من التقاليد، فيعامل كأنه مخلوع من الأسرة ، أو على الأقل ترهقه التقاليد، و تحاول سلخ لباس العلم عنه ؛ فيظل باهتا معقود اللسان لا حجة له ولا كلمة ،غريب بين الأهل لا ينفعه علمه إلا في حِلمه و تعلم الصمت و ترك الجدل و المماراة، حتى في أقرب المعارف إليه و أيسرها عليه.
و هكذا،يبقى الكل مبللة أجنحته أو مقلّمة،لا يكاد يبرح حاله ،حتى تقعده طلبات حشود أبنائه و أمهم؛ التي لا تكاد ترى إلا ملصقة ثغر ابنا لها بثديها المرهق المرتخي ، و مركبة على ظهرها النحيل مستودع الأطفال ابنا آخر.. و ربما حاملة شيئاعلى رأسها الذي يتمايل كمن به حيرة أو هذيان من فرط الثقل.وربما حاملة في بطنها جنينا سينافًس في الرضاعة.
هؤلاء الأطفال الذين تهمس أمهم في آذانهم فور أن يؤذن فيها ببشرى تزويجهم بابنة قريب لهم أو بنت البلدة ، فيصبح هذا الحلم راكبا طموحهم ويعتبرونه استحقاقا لا بد من انجازه ليبرزوا مغادرتهم دائرة الطفولة ، ويعلنوا رجولتهم للعالمين ، و لأبويهم اللذان يسرعان بإغلاق قفص الزوجية عليهم ، قبل أن يفتحوا أعينيهم خارج دائرة "الرضى" فييظنوا أن خطوبتهم المبكرة تلك، ينالون بها وسام من درجة رجل ؛ أ و قطعة من الجنة على الأرض. .
تم تدور الأيام و تدور؛ فيجد كل واحد منهم نفسه يدور معها في دائرة طالما طاف بها أجداده ، وإن تغيرت أسماؤهم و مسمياتهم ، عندئذ ؛ تلمع في مخيلته حديقة حياة أجمل و أبهى ، لكنها بعيدة المنال ، كانت ستكون له لو تأنىّ و فكّر، لكن هيهات ؛ فعجلة التاريخ لا تعود إلى الخلف، و هي في الحاضر بدائرة الحرام، و أقرانه منهم من زلّ و دخلها فضلّ ، ومن تفكّــر واستحضره عزّوجل. .ّ عفا الله عن كل من ترك ما عنده من الحلال، و سرح في الحرام، و نسي أن عين الله لا تنام ! نعم، لا تنام عن ذلك الكلام المعسول الذي يضنّ به في التغزل بحديقته التي بالشرع حقّ له أن ينال منها ما اشتهى أنىّ اشتهى، و يتفنن في الجود به لقطف ما إن امتدّت يداه إليه استحق به الرّجم و العار و غضب الله.
و لحظات ، تيقظ ضميره ، فسكت ودخل في عتاب و حوار داخلي؛ فيسأل نفسه من قادك إلى هذا السبيل، لمَ لم ترع أنت نفسك حديقتك ، و تهتم بها كي تبقى نضرة كيوم امتلكتها بسنة الله و رسوله، لما تطاولت عيناك إلى سواها، و أصبحت بدل أن تقصرهما على مابدا خلف أسوارها و بنظرة أولى ،غدوت تطلّ على المستور مرارا بل تقطف منه،كيف تعلقت جفونك بالحدائق التي لا تعزّ عن كل غدّاء روّاح، و تدليّ ثمارها و تبسطها لكل الأيادي ،و لكل من يقطف الثمرة ويبتر غصنها ، ثم يسبّ الشجرة و يلعن أرضها.. و لمن لا شغل لها إلا المتعة و الملذات و لا تعرف الرفض متى كان المقابل ماديا مرضيا ؛ و لو على حساب تلويث الأرض و تدنيسها ؛ الأرض طالما حرص على نقائها وعزتها و كرامتها.آباؤنا الأولون.
أي ضمير لك ، أين كنت حينما جعلت من نفسك ملكا ، ارتبطت راحتك بتعب زوجتك و إجهاد أنامل راحتها، و إهمال رقيق إحساسها، ونبض مشاعرها...
هي أول من يستيقظ و آخر من ينام ، و أنت تتفنن في الأمر و النهي ، و تجاهلت أنها تاجك، نعم، تصرفاتك هي التي اغتصبت أنوثتها، و امتصت أسرار جمالها، تاكّد لا يوقظك من دهشتك و صدمتك بسراب صفحات الجمال النساء التي تتقلب في كتاب حياتك ، إلا العودة إلى زوجتك و الانفلات من مخالب الحرام.
ثم نهض المسكين مسرعا كالشهاب واستودعنا،آملا أن يستسمح من زوجته، و أن يبدأ حياته معها و مع أبنائه من جديد ، و أن تكون هذه اللحظة بداية نمط جديد من الحياة ..


عدل سابقا من قبل الــبــدر الــلـــطــيــف في الإثنين نوفمبر 16, 2009 1:20 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همس الجنوبي
نجم تمزموطي
نجم تمزموطي
همس الجنوبي


عدد المساهمات : 371
تاريخ التسجيل : 18/10/2009
العمر : 45
الموقع : www.badda.c.la

قصة قصيرة بعنوان : قـــــضـــاء أم قـــــدر ؟ ؟ Empty
مُساهمةموضوع: المرء مسير في أمور ومخير في أخرى   قصة قصيرة بعنوان : قـــــضـــاء أم قـــــدر ؟ ؟ I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 16, 2009 12:16 pm

قضية وجودية أثارتها عديد من المدارس الفلسفية والفرق الكلامية (كالمعتزلة والأشاعرة والمرجئة والقدرية..) ..
إلا أن الإسلام حسم القضية فجعل الله الإنسان مسؤولا على فعاله وتصرفاته ونظر اليه مكلفا محاسبا على كل صغيرة وكبيرة يأتيها..فعلى كل حسيب ورقيب..وتبقى القناعة والرضى بكل شيء والقضاء والقدر..والتعامل معه والحفز الى السعي الى الخير بالخير دليلا يسلكه الإنسان ابتغاء مرضاة الله .. واستحسن المنافسة في الخير وغيره من القيم ونواميس الحياة التي تحكم وجود الإنسان وعلاقته بكل ما يحيط به وما يطرأ عليه..
النقاش يطول في المسألة ولا يفوتني الحال التنويه بهذا المولود الجديد الذي تمخضت عنه قريحة بدرنا المضيء
طبت أخي مبدعا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.badda.c.la
البدراللطيف
المشرف العام على المنتدى الثقافي
البدراللطيف


عدد المساهمات : 94
تاريخ التسجيل : 27/10/2009

قصة قصيرة بعنوان : قـــــضـــاء أم قـــــدر ؟ ؟ Empty
مُساهمةموضوع: شكرا على حضورك و تتبعك لكل جديد   قصة قصيرة بعنوان : قـــــضـــاء أم قـــــدر ؟ ؟ I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 16, 2009 1:34 pm

حسبي في هذه القصة أن أنبه الى بعض الاختيارات الخاطئة التي تنقلب سلبا على حياة الانسان و حياة أبنائه،- وقد لا أنجح - كالزواج المبكر جدا،و الانجاب غير المنتظم وفقا للتربية و التعلّم...و استعجال الدفع بالابناء الى العمل في سن مبكرة وامتصاص جزاء عرقهم ؛بدل التعلم و الاحتراف في مهن ما،وعدم التخطيط لمواجهة الفقر و الاستسلام لأنصاف الحلول و الحلول السهلة.بدل التفكير في تسلق السلم الاجتماعي ،طبعا،بالطرق المشروعة.
شكرا لأبي ريان متابعاتك المشجعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
said amzil
نجم تمزموطي
نجم تمزموطي
said amzil


عدد المساهمات : 238
تاريخ التسجيل : 06/11/2009

قصة قصيرة بعنوان : قـــــضـــاء أم قـــــدر ؟ ؟ Empty
مُساهمةموضوع: من جد وجد ومن زرع حصد   قصة قصيرة بعنوان : قـــــضـــاء أم قـــــدر ؟ ؟ I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 16, 2009 5:34 pm

الموضوع في حد ذاته يعالج جوانب اجتماعية ونفسية لمحت اليها , الا أنه على الانسان أن يتسلح بقدوراته المعرفية وخبراته لكي يتأقلم مع مد وجزرالحياة , فالفقر ليس بعيب لكن العيب أن تظل منكمشا في بقعته دون أن تنادي على الحياة , وما يعقد الأمر أن تزيد الطين بلة فترغب في الزواج مثلا وانت لا تحقق اكتفائك الذاتي , لكن اضحك لدنيا تضحك لك , وبادر الى تغيير حالك من حسن الى أحسن , فليس هناك من انسان وصل الى القمة وهو متكاسل او يخوض في اللامبالات بل بالكد والجهد والمتابرة على العمل....
تقبل مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة قصيرة بعنوان : قـــــضـــاء أم قـــــدر ؟ ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة قصيرة بعنوان : موظفة قطــــــــــــاع
» موحا المشاغب--قصة قصيرة
» قصيدة زجلية بعنوان " احلى البلدان "

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات واحة تمزموط ( تمزموط همس الجنوب ) :: منتدى الترفيه و الإبداعات والإبتكارات والمساهمات النقدية و الفنية والأدبية-
انتقل الى: