عدد المساهمات : 371 تاريخ التسجيل : 18/10/2009 العمر : 45 الموقع : www.badda.c.la
موضوع: القرار في تمزموط ؛ اندفاع قرار وانحصار قرار الخميس ديسمبر 03, 2009 3:48 pm
إنه لا فرار من اتخاذ القرار في القرار التمزموطي .. لا مناص لنا من خطو الخطوات التي يجب أن تخطى للسير بتمزموط قدما .. ولا سير إلا بقرار يتخذ وينفذ ليتخذ بعد ذلك قرار فيما نفذ .. وكذلك يرتبط القرار بالحكامة والمحاسبة والنقد وإعادة النقد عبر القنوات المخولة عرفا أوقانونا أوانتخابا أواتفاقا – وهذه أيضا تحتاج إلى قرار يعطيها شرعيتها في الكينونة أولا وفي القرار الذي تتخذه ثانيا- وبذلك نؤسس لثقافة القرار الجماعي والمحاسبة الجماعية التي لا تترك بابا مواربا ولا فجة تدخل منها إلينا رياح الأفواه والأقلام التي تسمم الأجواء بيننا.. فكيف السبيل إلى قرار تمزموطي حكيم ؟ ومن يتخذ القرار لنا وفينا؟؟
للوصول بلساننا إلى ما نرجو ونطمح يحتاج كل منا إلى اتخاذ قرار بينه وبين نفسه ليعمنا شرف وصلاح ماينجم عنه ، لأن ذلك هو ما يهمنا .. لا اتخاذ القرار في حد ذاته... والقرار الحكيم نحتاجه في بناء علاقاتنا وتحقيق مصالحنا المصيرية ... لذا لا بد لنا من التمتع بجهة مخولة منا لببلوغ ذلك ، جهة متهممة بجدوى ميثاق شرف الفكر وقداسة الخبر ووجاهة القرار الذي تتناقله الأفواه والأقلام عن قضايانا وتشف عنه مبادرات قراراتنا المتخذة اجتماعيا وثقافيا وعرفيا وفلاحيا ودينيا .. وكلها مجالات تحتاج إلى ذوي القرار الحكيم للنهوض بها...
فالأهلية والكفاءة في الفهم و التسيير والتنظيم والتخطيط والبداهة في مواطنها والتريث والحلم في مواطنهما ؛ صوى وشمائل وشروط أساسية في أصحاب القرار الحكيم الذي ننشده في القرار التمزموطي ، الذي يعز علينا رؤيته يتخبط في مهاوي العجلة وخفة اللسان وعمى المبادرات وسطوة أعراف تضع الأشياء في غير مواضعها بمنطق العرف والعصبية للفخدة ( إخس) ، وكذلك هو منطق القبلية في كل حدب وصوب...
ولا ينبغي أن يفهم كلامنا بأنه ثورة على النظام القبلي ورفض لمقوماته ، فأحبب به في مقوماته الفاعلة الضامنة لصيرورة معالم هويتنا .. وأقبح به في ما ارتبط بقيم التعصب والتخلف والجهل ..إنها دعوة إلى تهذيب مقوماته وتشذيب ما خرج منها عن حركة الاتساق والانسجام مع قيم الانسان كل الانسان ، وما تخلف عن عجلة التطور والحداثة ، لأن كل ما جمد يموت والذي يتطور يحيى بالحركة والتبديل والتغيير والتهذيب والتشذيب...
فالذي نرى في أغلب القرارات لا يعدو أن يكون اندفاعا مدفوعا بالسلطة على القرار الموروثة أبا عن جد .. إنها الزعامة التي لا يفتأ القبلي يقاتل أباه وأخاه وعمه وجاره بحثا عليها..ونحن في منأى عن كل تلك الفتن ، والاندفاع لا يأتي إلا من المندفعين صغارا كانوا أو كبارا لأن دوافع المندفع هي التي ينبغي أن تلجم حتى لا تسود الفوضى والنقاش الفج حتى على أبسط القرارات( تحديد موعد الخروج لصلاة العيد مثلا!!!) ، فالحلم الحلم في القرار والأناة والتبصر في كنه الأمور وإياك أيها التمزموطي من المسارعة في إعطاء الأحكام واصدار القرارات وانتقاد آراء ، فلا تقف ما ليس لك به علم واترك الفرصة لمن هو أعرف منك وأعلم منك في ذلك الموضوع أو تلك النازلة أو ذاك المجال وساعده إذا طلب منك .. وبذلك تساعد على اتخاذ القرار الحكيم بتوفير الجو الملائم لذلك ، كل ذلك ما لم نطور آلياتنا التنظيمية والتواصلية في نقاش قضايانا واتخاذ قرارات بشأنها من طرف جهاتنا المخولة بذلك...
وعندما نقول الجهات المخولة نقصد الجمع العام (أجموع) وممثلي إخسان القبيلة (المعينون) -وقد تحدث وسيتحدث الإخوة بإسهاب في هذه المؤسسات القبلية - وحسبي هنا أن أبين في معركة الوعي هذه بعض الشروط والمواصفات الواجب الاتصاف بها في سبيل قرار تمزموطي حكيم، لأن الهدف هو نشر الوعي ببعض المشاكل التي تعرقل سيرنا وتحد من تطلعاتنا.. حسبي أن أضيء مجاهل الطرق لمن يريد أن يستنير ليخطو بقضايانا وساكنتنا إلى الخير العميم والصلاح في الدين والدنيا والآخرة...
إن القبلية تركت فينا موروثات تنظيمية وتشريعية لا بد من اتخاذ القرار فيها لنضمن القرار الذي نطمح إليه .. ولا أحد يرفض الحكمة والفاعلية وجلب المصالح.. لكن وكأني أسمع من يرفض الخوض في النقاش حول هذه المؤسسات ، والفرار من ذلك في مصلحة من ؟! وماذا يكرس؟!
إننا بزمن لا يصح فيه إلا الصحيح ومتى بادرنا إلى فك تعقيدات كل ما يكبلنا كلما ضمنا التحرر من أخطاء الماضي الجامد ، فالديمقراطية والكفاءة والأهلية والمسؤولية والفاعلية دليل كل تمزموطي غيور يطمح أن يصير جهة مخولة باتخاذ القرار لنا وفينا .. وإلا صار تحمله المسؤولية على القرار فينا شبيه كراكيز تتباهى بحلل الملابس وأطباق المأكولات وحلاوي المناسبات ومجالس البيوت المكيفة ليس إلا.. أما الفاعلية فآخر ما يتحدث عنها.. ومثل هؤلاء يكذبون على أنفسهم أولا قبل الكذب على من يمثلون... فحقيقة فشلهم جالية في نفوسهم وعلى ألسنة غيرهم فلما الكنود ؟؟!
قد حان أوان مجالس إخسان الداخلية لتنتدب معينا يمثلهم ويعبر عن تطلعات المزامطة ... يزكى بشكل دوري من أجموع الخاص بإخس وفق الشروط المحددة من هيئة تمزموطية عليا تضم السلطة الدينية ممثلة في الفقيه وكبار الشيوخ الحكماء وألمعيي الشباب ... يتم اقتراحهم وتزكيتهم بشكل دوري أيضا من قبل أجموع القبيلة قبل عقد أجموع إخسان تمزموط..إنها هيئة للإشراف على الآلة الديمقراطية التي ينبغي أن تصير عرفا قبليا جديدا في تنظيماته وهي المفوضة في تحديد صلاح وأهلية المعين المنتدب للنهوض مع مجلس المعيننين بهموم وقضايا تمزموط وإلا ردته على إخس المرتبط به معللة ذلك بما يثبت عدم أهليته أو عدم جاهزيته وكفاءته في حمل لواء القرار السياسي والفلاحي والاجتماعي والتربوي في تمزموط...
ودعني أتحدث هنا عن أجموع القبيلة الذي لا شك يشكل محطة أساسية في القرار التمزموطي ... فحري بنا استغلاله الاستغلال اللائق به ومحاربة الذهنية التي تجعلة فرصة للأكل والشرب ولقاء الأصحاب... إن هذا متاح في غير هذه المجالس ، أ ما أجموع فهو لقاء للمشاورة والمتابعة و كشف الحقائق وتقديم التقارير ومناقشتها واتخاذ القرارات المصيرية التي تستجد مع تجدد القضايا والنوازل.. فعلى سبيل المثال ؛ إن القرار التمزموطي يحتاج اليوم قبل غد إلى اتخاذ قرار سياسي فيمن سيمثل مصالح التمزموطيين في الانتخابات الجماعية وغيرها مستقبلا.. والقرار الحكيم يقتضي المشاورة قبل المناورة وتبادل الآراء قبل القطيعة والتشرذم في تعددية المرشحين التي ضيعت وقد تضيع علينا اليوم كثيرا من المصالح ...
وإننا لمحتاجون إلى وضع قانون أساسي لأجموع القبلي تحدد فيه الأهداف والصلاحيات وتخط فيه البرامج الآنية والمستقبلية ... نحتاجه اليوم فاعلا جمعويا وتنمويا قبليا محفزا على المبادرة والمشاركة والفاعلية في الجسد التمزموطي.. وإن انعقاده اليوم بحسناته وهناته لمظهر وحدوي تضامني قل نظيرة في بقاع أخرى وجب المحافظة عليه وإصلاح نواقصه وتفعيل أدواره حتى يقوم بوظيفته كآلة ديمقراطية تتيح اتخاذ القرار ونقد القرار في جو من المشاكسة البناءة و المكاشفة الوضاحة لخبايا الأمور...
إننا بذلك عزيزي القارئ التمزموطي نضمن إشراك الجميع في اتخاذ القرار وإنها لديمقراطية قبلية يضمنها حق كل تمزموطي في حضور أجموع ومناقشة كل القضايا مع المسؤولين المعينين ...ديمقراطية قبلية تضمن انحصار قرارات الشيوخ واندفاع آراء الشباب للوصول إلى مركز القرار ، وبذلك أمكن القول ؛ إن أجموع برلمان قبلي للتمزموطيين...فأحسن به برلمانا وطوبى لديمقراطية تمزموط القبلية ؛ ديمقراطية عادلة لا تقصي أحدا ، تضع الرجال في مواطنها وتسد ثغرات القرار التي يكشفها المجتمعون وتفضح إخلال المخلين وتتخذ القرار في الجزاء والمحاسبة ولما لا العقاب في حق المسيئين لقضايانا ولجدوة القرار التمزموطي!!؟
إن الزمن الذي نعايش لزمن كشاف للحقائق مقص لكل فكر هدام ولكل قرار فتان ولكل مخطط عشوائي ... وهذا الذي يفسر انحصار قرارات وانكفاءها من ذويها الذين لم يتصفوا بالحد الأدنى من الشروط والمواصفات الواجب أن يتمتع بها أصحاب القرارات المصيرية في قرارنا التمزموطي ، وإن هذا الانحصار وكثرة نقده من الناقدين والغضب الشديد عليه من الغاضبين لأكبر دافع لكثير من المزامطة على الاندفاع في اتخاذ قرارات وإصدار أحكام ورفض مبادرات وقرارات صادرة أو مشروع في تنفيذها ، ولعمري إنها للفتنة والتشرذم والقطيعة وسوء الظن المتنامي سنة بعد أخرى ما تقاعسنا عن التخطيط والعمل لبناء الهياكل القانونية والتنظيمية وتحديد مسالك القرار التمزموطي الحكيم الذي نطمح إليه...
إن النقد والتعبير عن الرأي خارج مجالس القرار يجرنا إلى التذكير باللسان الإعلامي التمزموطي /أفواه وأقلام ، وما ينبغي أن يتحلى به التمزموطي الذي يهمه لم الشتات وغزل أواصر الوحدة والمحبة لا الفتنة بين الناس... وخلاصة القول في هذا ؛ إن كل تمزموطي حر في التعبير بلباقة وحدود الوقار واحترام الآخر المعين أو المسؤول ويكون ذلك أفيد متى تم في أجموع الذي يتيح العدالة والمساواة في الحضور والتعبير لكل تمزموطي ، فأنت حر في التعبير عن رأيك وقناعاتك الشخصية لكنك ملزم بالقرار الذي يخرج به أجموع ، فلا تكن ذاك الطائر المغرد خارج السرب ، غرد عزيزي التمزموطي وعبر مع أبناء تمزموطك المتهممين بهم القضايا اليومية للمزامطة ولا تكن ذاك الهماز اللماز المغتاب الذي يمشي بنميمه بين الناس من مجلس إلى آخر...
أنت أيها الشيخ التمزموطي وأنت أيتها المرأة التمزموطية ويا شباب ورجال وبالغي وبالغات تمزموط ، كلكم أصحاب قرار ما انتدبتم من يتخذ لنا قرارات تحيي شجر نخيلنا ورماننا ومشمشنا وتفاحنا وزيتوننا ويعاود غرس شتلاته ويسقيها ويأويها ويخطط لمستقبلنا الفلاحي ولحصاد يفرح له البشر والطير...
أنت أيها الشيخ التمزموطي وأنت أيتها المرأة التمزموطية ويا شباب ورجال وبالغي وبالغات تمزموط ، كلكم أصحاب قرار ما انتخبتم من يتخذ لنا قرارات سياسية محلية تقدم للسلطات والمجالس الانتخابية .. من يمثلنا خير تمثيل ويجلب لنا المصالح ويدرأ عنا المهالك والمفاسد ويحفظ هيبتنا وعزتنا ومكانتنا بين القبائل...
كلكم أصحاب قرار ما انتدبتم من يتخذ لنا قرارات اجتماعية تحفظ هويتنا في مناسبات الأعراس والعقائق والولائم والوضائم وتحمي قيمنا التضامنية والأسرية والعائلية بما هي رأفة ورحمة وتواص وتزاور وتكامل بين مكوناتنا القبلية...
كلنا أصحاب قرار ما انتدبنا من يتخذ لنا قرارات تربوية تحارب ما استجد على قبيلتنا من مظاهر معاول العولمة الهدامة .. ما انتدبنا من ينشر فينا قيم العفة والشرف والحشمة والحياء... من يبعد عنا مفاسد العين و الألسن والفروج ...
كلنا أصحاب قرار ما التففنا جميعا على كل قرار يوافق أحكام الله ومكارم أخلاق خير المرسلين من سلطة دينية معتدلة يمثلها فقيه القبيلة الذي يجمع الجميع على جدارته في الوعظ بالخير والإرشاد إلى الصلاح ، ما استرشد فيه بالنص القرآني والحديثي لا فيما احتاج إلى رأيك أنت ورأي غيرك ورأيي أنا فحينها لك رأيك وله رأيه ولي رأيي ويلزمنا معا القرار التمزموطي الذي نتداول فيه مع معينينا ومنتدبينا فنخرج من هذه القنوات التنظيمية بالقرار الحكيم.
فهذا الكلام فصل للخطاب حول القرار التمزموطي .. لكن كيف السبيل إليه ؟! وهل آن آوانه ؟ أم أني أغرد خارج سرب منحصر القرار ، يشدو أعذب الألحان ليستميل إليه عشاق الصوت الندي ليشكل بهم سربا آخر تاركا سرب انحصار القرار؟ أولا نكون حينها في وصف منحصري القرار أصحاب قرار مندفع ؟!!
إني أنا وأنت عزيزي القارئ لسنا أصحاب انحصار قرار ولا اندفاع قرار ..إننا معا ننشد القرارالتمزموطي الحكيم الذي سيخرج بنا من حالة التدافع والانحصار بين قرار وقرار... فأجلب بصوتك ونقاشك وحكمتك من استطعت من المزامطة... حتى يوقن الجميع بضرورة العمل لإقرار القرار.