| قصة حنين وجه لمعاناة العديد من اسر تمزموط | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
نور مشرفة عامة على عالم التربية والطفولة
عدد المساهمات : 194 تاريخ التسجيل : 07/11/2009
| موضوع: قصة حنين وجه لمعاناة العديد من اسر تمزموط الثلاثاء يناير 05, 2010 7:21 am | |
| قصة حنين وجه لمعاناة العديد من أسر تمزموط
كان صباحا مشرقا؛ تناغمت فيه نسمات الطبيعة مع أجواء العيد، حيث اكتست الواحة حلة جديدة، وازدانت دروبها وقصورها فرحا لاستقبال العيد. تستيقظ حنين على همسات أمها والسرور يسكن أشجانها تنتظر لحظات سعيدة تجمعها ببنت عمها التي اعتادت زيارتها كل عيد . تخطو ... حنين ووالدتها خطوات حثيثة نحو بيت العم وبين ذراعيها دميتها الصغيرة ، تقف حنين أمام باب المنزل تنتظر أن يفتح لها وهي متلهفة لرؤية نور صغرى ابنتي عمها ،تطرق حنين باب المنزل فتجيب نور من الطارق ؟ حنين: إنها أنا حنين ... حنين ... جئت مع والدتي لمباركة العيد نور : مرحبا لقد كنت في انتظارك يا بنت عمي لنلعب كما العادة حنين:حسنا ماذا تقترحين أن نلعب ؟ نور : سنلعب لعبة " بيت الأسرة" وستكون دميتك هي صاحبة البيت . حنين : جيد سنبدأ بتوضيب بيت الدمية سيكون بيتا جميلا وأنيقا أليس كذلك؟ نور: جيد الآن البيت أصبح جاهزا ولم يبق سوى أن نختار فستانا للدمية ،ـ أنسيتي أنه يوم عيد !! حنين : آه آه ... سيكون لون الفستان أبيض نور : لا إني أفضل أن يكون غير ذلك إني صاحبة الفكرة . حنين :وأنا صاحبة الدمية يستمر الحوار الطفو لي بين حنين ونور إلى أن ينقلب إلى تراجيديا طفولية بطلتها حنين , وتنطلق نور في صراخ عارم!! نور : قلت أن لون الفستان سيكون كما أريد وإذا لم توافقيني على اقتراحي سأشتكيك لأبي ... حنين : وإن فعلتي أنا بدوري سأشتكيك إلى ... إلى... إلى... تقف حنين والكلام يتبعثر من لسانها وتتذكر أن أباها مهاجر وأنها لا تستطيع أن تنعم بكلمة "أبي" التي حلمت دائما أن تكون على لسانها تذرف حنين دموعا لا حصرة لها وتركض إلى أمها و ملامح الحزن ترتسم على قسمات وجهها الوضيء. تسألها أمها في قلق ولهفة ما بك يا صغيرتي ؟ قالت وهي تحاول أن تمنع الدموع التي تسح من عينيها إنه أبي يا أمي لقد طالت غيبته لماذا لا أستطيع رؤيته ؟ وتصرخ الصغيرة أريد أبي ... أريد أبي ... تعانق الأم ابنتها وتحاول أن تهدأ من روعها ولكن قلب الأم لم يستطع تحمل الحزن الذي غمر صغيرتها فتنهال هي الأخرى بكاءا وتحسرا لغياب زوجها وتستسلم لظروف الحياة التي أبت إلا أن تفرق بين أسرة وأب أسرة. تنتهي قصة حنين ولا تنتهي قصة العديد من الأسر التمزموطية التي تواجه ظروف نفسية واجتماعية واقتصادية قاسية في غياب رب الأسرة
وهذا يجرنا للحديث عن الهجرة كأحد الأسباب الرئيسية لهذا الغياب فالهجرة لم تكن وليدة اليوم بل عرفتها منطقة تمزموط منذ عهود وقد ارتبطت بأزمة سياسية تنموية أكدت على فشل الدولة في بلورة مشروع مجتمعي متكامل ومنسجم مع مقتضات العصر؛ فالمنطقة بعيدة عن البرامج التنموية وكذا مخططات السياسة الترابية التي ظلت إلى عهد قريب وفية لمبدأ المركزية وتنمية المناطق الحضرية على حساب المناطق الصحراوية حيث ينتفي التكامل الاقتصادي والاجتماعي بين المجتمع الحضري والصحراوي علاوة على أشكال من التهميش والإقصاء ماعدا بعض المحاولات المحدودة جدا والتي تحتاج إلى رؤية إستراتيجية ،في الواقع قد يحتاج تشخيص الظاهرة إلى بحث قائم بذاته ولكني سأكتفي هنا بتسليط الضوء على نتائج هجرة رب الأسرة على البناء السوسيولوجي والنفسي للأسرة . فإذا كانت الأسرة هي الأساس الأول الذي يبنى عليه المجتمع من خلال التكامل بين دور الأم ودور الأب حيث لا يمكن الحديث عن أسرة متكاملة في غياب قائدها الذي يقودها بفطنته إلى بر الأمان ... وبر الثقافة الفكرية والعلمية وهنا ندرك مسؤولية تربية الأبناء وأثارها السلبية نتيجة غياب الآباء . فكثير ا ما نتحدث عن دور الأم وننسى أن للأب أدوارا لا تقل أهمية عن الأم فقوة السلطة الأبوية تقي الأسرة العديد من المشكلات التربوية الأسرية ،فوجود الأب داخل الأسرة أمر مهم وواجب فلا يستقيم حالها إلا بوجوده فالأبناء بحاجة إلى أب يحسهم بمعنى الأبوة ويسد حاجاتهم المادية والمعنوية ،يكون متواجد ا لتحفيزهم وتشجيعهم , بشرط أن يكون تواجد فعالا وملموسا , لأن تواجد الأب داخل الأسرة ليس مطلبا بحد ذاته بل يجب على الأب لعب الأدوار المنوطة به داخل الأسرة وتعزيز الجانب العاطفي الأبوي تجاه الأبناء حتى لا نقف أمام حالات نفسية مكتئبة في شكل أعراض جسدية كالخوف أو القلق أو عدم التركيز والميل إلى العزلة هذا على المستوى النفسي أما على المستوى التربوي فغياب الأب يمثل خللا في الهيكلة التربوية وهنا تضعف الجوانب العلمية والفكرية والثقافية لذا الأبناء ويغيب نموذج القدوة والسلوك الديني كالنصح والإرشاد أو الاصطحاب إلى المسجد قد تبدو أنها سلوكيات بسيطة ولكن أثرها بالغ لدى الأبناء فهي تمثل الأمان والاستقرار الأسري . وقد يقول أ حدنا أن هناك أسرا استطاعت أن تصل إلى بر الأمان في غياب الأب، قد تصدق هذه المعادلة وليس في جميع الأحيان؛ لأن الأم في هذه الحالة تتحمل العبء الأكبر من مسؤولية تربية الأبناء وتدبير الأسرة من جميع الجوانب؛ وهذا يؤدي بلا شك في تقصيرها في التربية وإن حاولت القيام بدور الأب والأخذ بزمام الأمور، فإنها لن تستطيع أن تحل محل الأب وإن استطاعت أن تسد حاجاتهم المادية فلن تستطيع أن تسد حاجاتهم المعنوية خاصة في فترة المراهقة هذه المرحلة العمرية التي يحتاج فيها الإبن إلى وجود الأب باعتبارها مرحلة حساسة من عمره . إن خلو البيت من الأب يحذو بالأبناء إلى البحث عن الأب البديل وهنا تكمن خطورة الأمر، فالأب البديل هو حمولة لثقافة وتربية وسلوكيات قد تكون إيجابية وقد تكوم سلبية . إن مكانة الأب داخل الأسرة تبقى حاضرة ولا يمكن أن تعوض ببدائل , كما لا يمكننا إسقاط اللوم على الأب لاختيار الهجرة كحل للخروج من الظروف الاقتصادية التي فرضها الواقع المعاش والمخططات السياسية للدولة , لكن تسليط الضوء على هذه الظاهرة ليس إلا بهدف التحسيس بأهمية الأب داخل النسق الأسري وللتخفيف من آثار الظاهرة التي لم تقتصر على هجرة الأب بل تطورت لتشمل التحاق الزوجات وبالتالي هجرة الأسرة ككل ولن نبالغ إذا قلنا أن الواحة ستعرف في السنوات القادمة تراجع في التركيبة السكانية مما يندر باندثارها وزوالها , وحتى لا نواجه ذلك وجب على السلطات المعنية بالتنمية في المنطقة أخذ التدابير الواجبة للنهوض بالمنطقة خاصة وأنها تتوفر على مؤهلات طبيعية و سياحية وثراتية ستساهم بلا شك في تنميتها . بقلم نور 2010.01.05 | |
|
| |
ابو ابراهيم المشرف العام على منتدى الأخبار والمستجدات
عدد المساهمات : 157 تاريخ التسجيل : 27/10/2009 العمر : 53 الموقع : http://timgounsa.piczo.com
| موضوع: رد: قصة حنين وجه لمعاناة العديد من اسر تمزموط الثلاثاء يناير 05, 2010 12:51 pm | |
| قصة رائعة وواقعية والمغزى أجمل ، فقد استطاعت الاخت نور ان تعالج مشكل الهجرة انطلاقا من قصة وكأننا في فلم سنمائي إلا انه في تحليلك للموضوع اعتبرت الهجرة مشكلة وحلا في ان واحد وحملت المسئولية لطرف ثالث وهو الدولة في حين يبقى المهاجر ضحية ان للهجرة اسبابا بعضها اقتصادية واخرى اجتماعية وحتى سياسية لكنها ليست دائما حلا ناجحا لاننا نبحث غالبا عن الحلول السهلة رغم انه يمكن ايجاد حل غير الهجرة بل الغريب ان هناك اناسا اخرين يهاجرون عكسيا الى البلد الذي خرجنا منه وينتجون فيه | |
|
| |
البدراللطيف المشرف العام على المنتدى الثقافي
عدد المساهمات : 94 تاريخ التسجيل : 27/10/2009
| موضوع: ملاحظات شكلية و مضمونية الأربعاء يناير 06, 2010 1:41 pm | |
| لاشك أولا أن إنشاء قصة في غرة المشوار التكويني ليس أمرا سهلا.و إن التدخل بملاحظات أمر يغدي هذا الحس الابداعي:أولا فالقصة باعتبارها فنا يعتمد على التكثيف لا تقبل عنوانا طويلا و مباشرا كهذا الذي سميت به نصك،فالمتلقي اذن لادور له هنا،و النص يفقد بعده الفنية ،وهذا ملاحظ أيصا على على بعض لحظات السرد حيت يقدم كل شيء جاهرا للقارئ،وشيئ آخر هو هذا التعليق ،لا أعرف لماذا ضممتيه الى النص،فهذا عمل المتلقي و الناقد،فكان عليك أن تؤجليه الى أن يتم الاستمتاع والاستماع الى تعاليق القراء.فتعليقك هذا يقتل النص. أما الموضوع فجيد و حتى طريقة التدرج إليه مناسية تقبلي ملاحظاتي. | |
|
| |
نور مشرفة عامة على عالم التربية والطفولة
عدد المساهمات : 194 تاريخ التسجيل : 07/11/2009
| موضوع: شكرا على مساهمتك الأربعاء يناير 06, 2010 5:24 pm | |
| شكرا للأخ البدر اللطيف على مساهمته و ملاحظاته القيمة , وإن كان المغزى من القصة هو استدراج لنص الموضوع وتقريبه للقارئ بشكل مختلف ومن ثم اتخاذه كأرضية للموضوع الرئيسي , ولما لا تكون اقتراحات وملاحظات بخلاف ما طرحته فموضوع الهجرة بحر شاسع من الآراء المختلفة التي يمكن مناقشتها ويبقى رأيكم رأي يأخذ بعين الاعتبار | |
|
| |
نور مشرفة عامة على عالم التربية والطفولة
عدد المساهمات : 194 تاريخ التسجيل : 07/11/2009
| موضوع: صدقت يا اخ ابو ابراهيم الأربعاء يناير 06, 2010 5:32 pm | |
| صدقت يا أخي ابو إبراهيم فهناك من يفضل الهجرة الى تمزموط لما تتميز به من مؤهلات ... | |
|
| |
said amzil نجم تمزموطي
عدد المساهمات : 238 تاريخ التسجيل : 06/11/2009
| موضوع: رد: قصة حنين وجه لمعاناة العديد من اسر تمزموط الجمعة يناير 08, 2010 7:49 pm | |
| الهجرة مشكل تاريخي سوسيوثقافي ,وهو مشكل شاسع و معقد فحتى لو تدخلت الدولة في تنمية المنطقة فالهجرة لن تتوقف, فالانسان يتميز بفضول معرفي ويرغب دائما في اكتشاف ما وراء السطور, والدولة بنفسها تعاني من هجرة الأدمغة , فلو استطاع شيئا لحدت من هذه الهجرة اولا. أما بما يخص القصة فلها بعد نفسي بارز والمتمثل في غياب الأب , فقد بينت الدراسات السيكولوجية ان غياب الأب يخل بالصراعات الأديبية والتي قد تعرض الطفل الى احباطات مع العالم الخارجي وبالتالي تؤثر عليه مستقبلا, نهبك عن البعد الاجتماعي وغيره. | |
|
| |
نور مشرفة عامة على عالم التربية والطفولة
عدد المساهمات : 194 تاريخ التسجيل : 07/11/2009
| موضوع: رد: قصة حنين وجه لمعاناة العديد من اسر تمزموط السبت يناير 09, 2010 7:24 am | |
| صحيح ما قاله الاخ mawazin al harajan بارتباط الهجرة نوعا ما باكتشاف العالم الاخر وإن كان في حالات خاصة لاني ارى ان الظروف الاقتصادية تكون السبب الرئيسي فخد مثلا هجرة الادمغة التي ذكرتم فادامارجعنا الى السبب في دلك وجدنا عدم توفير الظروف الاجتماعية وبالخصوص الاقتصادية مما يجعل العديد من الكفاءات تفضل الهجرة كحل كما ان العدد المتزايد للراغبين في الهجرة لا يمكن ربطه باكتشاف العالم الاخر خاصة وان هذا الاخير اصبح يعرف هو الاخر العديد من التحولات فهي معضلة لها عدة ابعاد من الصعب حصرها شكرا على مساهمتك وتفاعلك نور | |
|
| |
همس الجنوبي نجم تمزموطي
عدد المساهمات : 371 تاريخ التسجيل : 18/10/2009 العمر : 45 الموقع : www.badda.c.la
| موضوع: مداد يسري السبت يناير 09, 2010 1:35 pm | |
| موضوع جيد يستحق النقاش: -لأن معظم عائلاتنا تعيش تجربة الهجرة / الغربة، بحكم كونها منطقة تصريف لليد العاملة.. -الغربة تجربة مريرة يمكن التقليص من تأثيراتها النفسية بصلة الرحم وتكثيف حرارة العلاقات الحميمية في إطار الأسرة والعائلة / وأهل البلدة الواحدة والمنطقة المتقاربة العرف والعرق والعادات.. - الحنين احساس يطاردنا جميعا للحظات نأبى نسيانها - الأبوة والأمومة ؛معان وروح وقيم متبادلة في قنوات متقدة ، رقودها قد يسقط في جدلية قيمة الوجود والعدم...وتبقى القدوة دليل اليتيم واللقيط وغيرهما على السواء .... وموضوعك أختاه رغم كل ما يثيره من قضايا اجتماعية انسانية الا أنه يطرح اشكالية التجنيس فهو مزج بين القصة ومقالة شارحة ناقدة للنص نفسه ؛ الشيء الذي يتجاوز النص الى نقد النص في تجربة ابداعية واحدة... موفقة ان شاء الله في مشوارك ومزيدا من التـالق كما عهدنا منك | |
|
| |
نور مشرفة عامة على عالم التربية والطفولة
عدد المساهمات : 194 تاريخ التسجيل : 07/11/2009
| موضوع: رد: قصة حنين وجه لمعاناة العديد من اسر تمزموط السبت يناير 09, 2010 3:09 pm | |
| هذا ما كنت اسعى اليه اخي همس الجنوب هو الحديث عن هذه الظاهرة من اجل التخفيف من حدتها فلقد تمكنت من الوصول الى البيت القصيد وكما قال باقي الاعضاء هي ظاهرة يصعب تجاوزها شكرا على تفاعلك نور | |
|
| |
| قصة حنين وجه لمعاناة العديد من اسر تمزموط | |
|