مذكرات جنوبية ( رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات) :جحيم ابنةَ الشرف !!
كاتب الموضوع
رسالة
همس الجنوبي نجم تمزموطي
عدد المساهمات : 371 تاريخ التسجيل : 18/10/2009 العمر : 45 الموقع : www.badda.c.la
موضوع: مذكرات جنوبية ( رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات) :جحيم ابنةَ الشرف !! الثلاثاء يناير 01, 2013 10:49 am
أقسَمْتُ الدفاعَ عنك ابنةَ الشرف ، أدمنْت المرافعةَ عنك ابنة الحسب والنسب ، أشفقت على خمْسِينِيَّةِ عُمْرك وأنت مازِلت تبْحَثِين عن أمينٍ تَبُثِّينَهُ أسرار جحيم حياتِكِ تبُوحِين .. تطلُبِينَ عادلاً يُنصِفُكِ من حادثات زمنِك بين أهلِك ووسَط أقربائك .. يُنْصِت لأشجانك الحرَّى ، لِلَهيبِ فؤادك ... احترمت قداسةَ زواجِك حصانتَه منك ، تحنّنْت لأُمُومتِك ؛ التشبُّثَ بِِولديكِ منهُ ، رغْمَ الذي حكيتِ عنه مهما ما لاقيت منهُ ! والآن لجُدُودَتِكِ تعشَّقتُ لِصِغاري الحنانَ الدفءَ حواليْكِ .. حَنانيْك وأنت أم ٌّوأهل لذاك الحنان الذي افتقدْتِ ، تُصارعين هموم نفسِك لتُجنِّبي أحفادَك آلام الحرمان عذاب الخُذلان ، تُجهِدين نفسَك تظاهرا والصبرُ منك نافذٌ والجلَد باقٍ ، فعلا أنت ابنةُ الشرف ؛ مجدُ الحسب والنسب ...أدافع عن قضيتكِ أرافعُ أُشهِرُ قِصَّتِكِ تضامُنا مواساةً جبْراً لما انكسر من خاطرِك تعطُّفًا ، ترُحُّمًا على روحٍ منكِ أَعْياهَا التجاهُل قتَّلَهَا التَّجَبُّرُ.. واليومَ لروحك نُجْزِلُ الصُّمُودَ نُدْرِفُ دُموعَ العيونِ والقلُوب... شيبَِ رأْسِكِ حيَّى المحيُّون ومعهمْ لكِ منّي تعظيمَ سلامٍ ، لما بدا منه تمعَّنْتُ تَسَمَّعْتُ بوْحه ُ يَلْعَنُ سنيناً بين سوادِه وبياضِه ، نَجْدَتَهُ أَرَدْتُ يا ابنة الشرف ، محاولاًَ أن تَقْبَلينِي ذاك الأمين راوِيًّا تفاصيل تلَوُّن شعرك تجعُّد وجهك تقوُّسَ ظَهْرِك ، تَغُوُّر عيْنَيْك ، تَهَيُّجَ أَشجانكِ ، تَوثُّر أعصابك ِ، تكوُّمَ أعْطابِكِ، لتُوَقِّعي لي إمضاءةً ، تُطلِقُنِي من بُرجِكِ الّذي تسَلَّلْت لَهُ طيفًا ، حمامًا سفِيرًا لِنوايا العدلِ لأَحلامِ الإنصاف لطُمُوحات الإخاء ، لأَمْضِي بأسرارك بقضيَّتكِ مُخَفِّفًا عنك ثِقْلَ الثِّقَال ، لِنُنْصفَ بقَاياكِ من سواد الشَّعر وتجاعيدِ الوجه وبعضًا من استقامَة الظَّهر ورُباعيَّةِ أَسنَانِك المتناثِرَة في بقايا من فَمِك ، وأنت تَعُدِّين عقاربَ السَّاعةِ تنتظِرين حُلول الزوجِ عليك الذي لم يحُلَّ ولن .. تشهَدين في الحُجرةِ التي جمعتْكِ به دمار معالمِ أُنوثَتِك خرابَها لحظةً بلحظةٍ وتصرُخِين تسْتنجِدين .. تطلُبينَ غيْرَكِ لِيأخذَ لك حقَّكِ من زوجِكِ ، يبْلغُ منكِ الطلبُ حدوده المُمتدَّةَ لِلَحظاتٍ من أولى سنةِ زواجِك لثالثهَا ليومِنا التالي .. مسيرةَ عُمْرِ أَبَويْ أحفادكِ، وأَنْت ترقُصينَ تذْبُلِِين.. جَنَّ الجُنوُنُ ، تَكدّرَ الصفْوُ ، وبغيْركِ تزَوّجَ الزَّوجُ ، وتُرمَيْنُ بالحُمقِ بالجنوُن بقلّة الشرف من عديمي الشَّرَف وأنت لحَقِّك المؤجَّل سنِينًا تطلُبِين .. مسيرةُ شوقٍ لِسرابٍ ترَيْنَهُ ماءً تتمنَّينَهُ ، تصِلينَ موعدهُ عيدَ النّحْرِ لآخَرَ ، فلاَ تجدينَهُ ماءً ، إن هي إلا طلقةُ لسانٍ لاسمكِ عند عتْبَةِ البابِ ... إن هي إلاَّ ضرْبَةُ سلامٍ من يدٍ لأخرى عند أوّلِ نظرةٍ لقاءٍ لأُخرى تليها كُلّما حلَّ عيد النّحرِ وتكونينَ دائمًا أوّل مايُنحَرُ من الخِراف ولِدموعَ الولعِ تسْكُبِينَ دماءَ النّحْر ... كقطَّة بسبعَةِ أرواح أنت في كلِّ نحْر نَحْرُكِ وتصمُدين ، وتَبكين تستصْرخين عمَّتَك حنانَ لُطْفَ زوجِكِ ابنُها المفدَّى ... هو الآن صار يأتي بدُرّتِك ، داخل منزلك جوارَ حُجْرَتِكِ التي آوت ميلادَ ولَدَيْكِ منهُ وأنت تسمعينَ ، صارت الدُّرَّة حقيقةً بعدما شاعتْ ، فبدّدَتها أمُّ زوجِك عمَّتُكِ التي حضرت إعلانَ نيّةَ الزواج وحفلَ الزّفاف ، لابْنهَا المفدّى ، مادام رضاها عنْه واصلاً من معِين جيوبِهِ دافقًا ماحرِصَتْ دُرّتُك على مصْلَحَتِهَا مصلَحتُها ... تَتمَطَّى ، تتزَيَّى ، بأَبهى الحُلَلِ تتحلَّى ، وتبكينَ وبعمُود الصَّبْرِ تتمسّكينَ وتصْمُدين ، وحتى عندما تجرَّأْت .. لمَّا واجهت ، كان منك الصمودُ لجَوابٍ يهُدّ الجِبالَ : ـ " زوجي أريد حقِّي !! " ـ " أُطلُبِيهِ من أُمِّي ، من عمَّتِكِ فهي التي منعتْه ُ عنْكِ منذُ أن أُرْغمتُ على السفَر دونَكِ " قالَها بَرُّ أُمِّه المفدَّى .. وبسلهامِه الصوفِيِّ تمشَّى تردَّى ، ووسطَ أقرانهِ تَجَلَّى ، وبِرَّهُ تَمَنَّوا ، وحظَّهُ من الزَّوجَات ترجَّوا ... وبنت الشرف لازالت تردِّدْ : " أَولسْتُ إنسانًا ...أتعشّقُ أُحسُّ أَطْمحُ أتمنّى ...أنا لستُ حمقاء ! أنا الأنثى التي لم يسمعْ أحدٌ لِقصَّتي ، أنا العاقلةُ التي تنْعَتها عمتي لقَرينَاتي لعِتْرتي لعشِيرتي المرأةَ الساقطَةَ المجنُونَة !! أنا صاحبة حقٍّ أنا ابنة الشرف !! " أستعطِف جنابك الشريفَ ابنة الشرف ، أن أُصمُدي ، واهنئي فاليَوْمَ يومُك يوْمُ قَضيّتِك المنسية حكَيتُها عنك ِ ، لم تعدْ سرّاً ، صار الولد والحفيد وحتى الزَّوجُ يعْرفُ بها وحتى أُختُك التي تُكابدين في إخفاء تعاستك عنها تتظاهرينَ ... صارت تعلم بجحيم ابنة الشرف جحيم ابنة الحسب والنسب ... بها أيتُها الأَوارق الإلكترونية طيراناً بقضيتِكِ المنسيَّة عند منسيات الجنوب في أقبية البيوت بين جدران المنازل وتفاصيل الخِراف والنّعاجْ ، بها املؤوا صناديقَ الواردات وصفحات الشاشات ، لمعاناتِها الرحمةَ والشفقةَ العدلَ والإنصاف ، وأَنا لك أُنصف ، لك أُنصِتَ للحظات وعيكِ ، لهُنيهات تعَقُّلك ، لأُويقاتِ تذَمُّركِ ، والخبير الصمدُ خير العادِلِ وأجَلُّ منصِفٍ لكُل مرعوب مهدورِ الحقوقِ، حين المعاد إليهِ وقْتَ تتكلَّمُ الجلُودُ والعيُونُ وكُلُّ شيءٍ فينَا رقِيبٌ شاهِدٌُُ بالحقِّ والحقَّّ ، والحَقَّ أَقولُ، وحسبي أَشهَدُ صِدْقًا بمَا شواهِدي ستشهد ، بما ضميري أيقن وأشفق ، بما لا أحب أمَّا لي أو أختا لي أو ابنة لي أو قريبةً لي أو أُختَ عقيدةٍ لي أو شريكةَ دمِ جُدُودَةٍ آدَمِيةٍ معي تَلْقَى تتلَظَّى تَصْلَى من جحيم خُذلان الزوج والقريب !! ؟
وإلى اللقاء بكم في مذكرة أخرى من مذكرات جنوبية ( رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات) الكردان ليلة 27 دجنبر 2012 م مع تحيات همس الجنوبي لمزيد من التواصل حول المذكرات وغيرها : hams-aljanobi@hotmail.com
مذكرات جنوبية ( رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات) :جحيم ابنةَ الشرف !!