مذكرات جنوبية (رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات):المذكرة الثانية : هاربة من سخط إلى لعنة

اللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللبببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب

سيبقى السؤال يطرح ويطرح الى ما لا نهاية ادا لم نغير نحن شباب اليوم معاناة الماضي والدي اتمناها الا يكون الشاب التمزموطي اليوم نسخة طبق الاصل للماضي واتمنى من الله العلي القدير ان تتم ترجمة مدكراتكم ومواضيعنا ونقاشاتنا وحواراتنا على ارض الواقع وان تجد ادانا صاغية وعقل حكيم فالعزيمة والارادة من الشباب التمزموطي اليوم موجودة ولاينقصها الى ان تلين عقول الاباء والامهات فلايوجد واحد منا يرضى غضب والديه بل الكل يسعى الى رضاهم ودعائهم ولعل الايام القادم تغير شيء مما عاناه الشباب
نور شكرا على هده الاطلالة بالتوفيق في مسيرة التغير

واخيرا عاد قلم همس الجنوب الى الكتابةبعدما جف حبره دهرا ، فشكرا لسعيد على عتابه وشكرا نور على اثارة الموضوع الذي حرك الاقلام وشكرا للمناقشين على التفاعل وشكرا اباريان على التجاوب وهنيئل لنا جميعا
ولي عودة لمناقشة هذه المذكرة لاحقا

شامان

تحية أدبية، وبعد
لن أنكر أن موضوعك حرك في ما لم يتحرك منذ أمد بعيد، لأسباب متعددة أبرزها ميلي الخاص بل ولهي بكل المواضيع الإبداعية الخلاقة، التي أرى أن صاحبها بذل فيها مجهودا. عانى وكابد فيها مرارة الكتابة، ذلك أن الكتابة عذاب لا يحسه إلا من حاول التعبير عما يخالجه، بل إيصاله إلى المتلقي في صورة قريبة مما يراه هو ويومن به ويعتقده، ولعلي لامست هذه العناصر قي هذا الموضوع، لذا توشحت قلمي للإدلاء بدلوي، فعساي أفلح في ذلك، أما قبل فإني وبعد قراءتي وفهمي نوعا ما لما جاء في ثنايا الموضوع أجد الكاتب بالغ كثيرا في تصوير الواقع المعيش للفتاة الصحراوية والتموزمطية على الخصوص، ما جعلني أتساءل أحقيقة ما ورد في الموضوع أم خيال؟ فالصفات والنعوت التي المستعملة في حق الرجل التمزموطي-أصدر،عليل كسول خمول لا يتورع عن الفحش وأصنافه، العنف والقسوة،استقوى،العناد...- أجدها قاسية بعض الشيء، إننا نتحدث عن رجل إنسان له مشاعر وأحاسيس يحب الخير لأسرته وأهله وأبنائه، بله مجتمعه الصغير والأكبر، لا ننس هنا أننا نتحدث عن الرجل الصحراوي التمزموطي قدوة المغاربة شمالا وجنوبا، على الأقل هو يغار على أسرته ويهتم لمآلها ومصيرها، يحمل همومها ويحاول إيجاد حلول لها على حد قدراته وطاقته، قد تعوزه الطريقة والأسلوب، لكنه لا يفتأ يحاول.
آه الكل يحن إلى الماضي التليد إلا الكاتب أراه يتحدث عن الماضي وكأنه يعيش في واقع أحسن حالا، استحضر أُخي أننا نعيش في عالم أغلب رجاله اليوم ذكور فقط...
أما إذا عدنا إلى الصفات والنعوت التي سربلت بها الفتاة التمزموطية من مثل: الغربة والقسر والقهر، فلا رحمة رحمت ولا مودة ودت ولالطفا تلطفت ولا حسا أحست ولا شعورا شعرت خلا العنف والحرمان والبغض والقسوة التي ملأت نفسها وقلبها وعقلها حتى تطبعت على حياة الكدر والحزن، شقائها الأبدي...- فكلها صفات تنفي طابع الواقعية والمعقولية عن الموضوع، ما لنا ننظر إلى السلبيات ونتناسى الإيجابيات، لقد جعلت من الفتاة التمزموطية شبيه إنسان فقط، لا رأي لها ولا مشاعر ولا أحاسيس، لا شخصية، إنها لا شيء، مجرد كائن يشقى ليعيش، والواقع زميلي الفاضل خلاف ذلك، يثبت أن المرأة التمزموطية أو الفتاة بصفة خاصة تشارك في صنع القرار، كما سبق لزميلتنا نور أن أكدت ذلك في مقالات سابقة، أو أنظر إليها هي قفط لتكتشف أن ما زعمته كان مجحفا في حق التمزموطية والتمزموطي على حد سواء...
تذكر أخي أننا نعيش في عالم يشبه بوثقة صغيرة تتأشر بكل شيء، والفتاة التمزموطية واحدة من هذه البوثقة أثرت وتأثرت، لن ننكر أن هناك معاناة تعيشها المرأة بصقة عامة والتمزموطية بصفة خاصة، لكنها لا ترقى إلى ما حاولت إلصاقه بها دون دليل قاطع، وإن كانت مسألة الخطبة والزواج سندك الوحيد في الموضوع فهذا ليس خاصا بالتمزموطية وحدها دون سائر المغربيات أو العربيات بل المسلمات بصفة أعم.
ويكفينا فخرا أن أغلب الزيجات التي تتم بهذه الطريقة توتي ثمارها وتنجح مع الأيام، عكس ما شاع الآن للأسف بين شباب اليوم من صحبة وخطبة ما أزل الله بها من سلطان، وما تنبني عليه من خداع ومكر ينكشف فيما بعد ليعيد العلاقة إلى نقطة الصفر.
متى الخلاص؟ سؤال يخال من يسمعه أن الفتاة التمزموطية في سجن ومعاناة رهيبين، تهتز وتنفطر لهما القلوب، رويدك صاح فالواقع يجحد هذا الزعم ويفنده، ربما بعدك عنه وتأثرك ببعض النظريات المغرضة، وكرهك للواقع، لا لشيء إلا لأنه وليد نفسه ومشاكله وبيئته، جعلك تطلق صدى مخالفا لما تلقيته من ذلك الواقع وتنكرت له...لتكون بطريقة غير مباشرة من المسؤولين على إذكاء هذه الصورة القاتمة والمزورة على واقع نفتخر به لأننا عشنا فيه، وتشربنا بمبادئه وتقاليده، وفي واقع آخر مخالف، فاتضح لنا أنه واقع ذو خصوصيات ربما افتقادنا إليها اليوم جعلنا نتخبط في رزنامة من المتاهات والمشاكل غير المحدودة والمأمونة العواقب...
عذرا على الإطالة أخي فالموضوع يستحق ذلك، بل لا أرى نفسي قد أوفبته حقه
ولنا لقاء آخر في المذكرة المقبلة...

شكرا لأبي ريان على هذه العبارات التي تقرب لنا معاناة الفتاة الجنوبية، وهذا لا يزال في مناطق لكن في تمزموط أصبح متجاوزا.
نعم كانت الفتاة الجنوبية تعاني من مجموعة من الأشياء كالحرمان من حرية الاختيار والعمل المجهد فضلا الى صراعات عائلية..., مما يجعلها تتمنى الزواج ، وتبقى تنتظر بفارغ الصبر الفارس المغوار الذي سيخرجها من تلك الحروب، والذي سيحقق لها أحلامها ورغباتها، وبمجرد أن تلقى أول عرض للزواج توافق بدون تفكير، واهمة نفسها أن ذاك الزوج سيفرش لها الورد والياسمين، وسجعلها تعيش في نعيم، لكنها بعد الزواج تجد نفسها في صراعات أكثر تعقيدا مما كانت تعيشه في عزوبتها ، وتزداد الأمور تعقيدا في مرحلة الأمومة...
وبصراحة الآن نرى أمورا أخرى، تصرفات جديدة، وقرارات اختيارية، فالفتاة الجنوبية وأخص بالذكر التمزموطية أصبحت لها حرية اختيار الزوج، ولم تعد تلك العلاقة السلطوية بين الأم وابنتها أو بين الأب وابنته، بعني أن هناك وعي من الأباء يجعلهم يحترمون قرارات الابنة وراغبتها.
ونكن صرحين مع أنفسنا فأباؤنا ضحية الجهل والأعراف والتقاليد، لهذا نتساءل ماذا قدمنا نحن لأبائنا ؟ هل ساعدناهم للتخلص من هذه الايديولوجيات أم أننا لا نعرف إلا لغة الاسقاط أي النظر لأبائنا كمصدر لألامنا وفشلنا ومعاناتنا ؟ أليس لنا مساهمة كبيرة في هذه المواقف ونحن نعمل أشياء لا نرغب فيها ؟ هل الخوف من السخط و وصمة - معصي الوالدين - تجعانا نطبق رغبات أبائنا ؟

تعاني المرأة القروية العديد من الإكراهات والصعوبات الني تجعلها تقاسي في حياتها اليومية، وتحول دون تمتعها بحقوقها الكاملة، دالك راجع إلى الإقصاء الاجتماعي التي تعرفه هده الأخيرة، بحيث توكل لها أعمال الشاقة التي هي من اختصاص الرجال من بينها الخروج لجمع المحاصيل الزراعية ومعالجتها، وكدالك تقل وعبئ الأعمال التي تقوم بها في المنزل كتنظيف الحظائر وجلب الماء والحطب وتربية المواشي والإشراف عليها، كما أنها كلما ذهب زوجها إلى العمل إلا وكانت بجانبه تعينه في كل ما يقوم به، بحيث أنها لا تعرف الراحة ولا الهناء .وهذه الأعمال غير معترف بها إذ أنها تصبح ضعيفة ومهانة الكرامة مقارنة مع المرأة الحضرية.
بالإضافة إلى هده الأعمال فإنها كذالك محرومة من حقوقها في عدة أشياء نذكر منها التعليم مثلا. فالمرأة القروية تعرف نسبة الأمية اكبر من نظيرتها الحضارية، إضافة إلى ضعف التأطير صيحي بحيث نجد بعد المستشفيات و انعدام التوعية الصحية فتلجا إلى التداوي بالأعشاب، وهذا ما يؤدي بحياتها إلى الهلاك كما تعرف غياب الوعي بتنظيم النسل بحيث تكثر من الولادة إذ تلد اكبر عدد من الأطفال، يعشون طفولة مهمشة ومحرومة من الرعاية مما يؤدي بهده الفئة من الأطفال إلى التشرد والانحراف و الحرمان من حقوق التربية السليمة، وهذا يجعل معاناة هده المرأة اكبر ، ودلك عندما يصلون الأطفال إلى سن التمدرس فلا يجدون الظروف التي تساعدهم على مسايرة دراستهم ،وبدلك يصبحون يعانون اكتر فاكتر تحت وطأة المجتمع الذي لا يرحم وهد ا ينعكس سلبا عليها .كما تعرف المرأة القروية الإقصاء الكلي من المجال المؤسساتي وتنظيمي , إذ تعيش منغلقة على ذاتها دون أن تعرف ما يجري من حولها زد على دلك الفقر المدقع وحياة مضطربة ، بحيث يكون الرجل دائم السيطرة عليها لا يعطيها الحق ولا فرصة للإبداء رأيها لتعبير عن معاناتها الشخصية ،إذ تعاني منها اثر الأعمال الشاقة و المتعبة .كما أنها لا تجد الفرصة للاهتمام بنفسها ولا بالموضة التي تنجذب إليها المرأة الحضرية ولا للترفيه عن ذاتها. والغريب في الأمر أنها لا تعطى لها الفرصة حتى لزيارة عائلتها، إذ تبقى في المكان الذي تعيش فيه حتى الموت مما يحول دون انفتاحها على الحضارات الأخرى .
وخلاصة القول فانه رغم الجهود التي تبدلها الدولة لتنمية وإدماج المرأة القروية ودلك بإنشاء عدة جمعيات تهتم بأمورها فهي لا زالت تعيش تحت عتبة الإقصاء والأمية و التهميش.
منقول
للفائدة

لقد كان ولا يزال زميلنا شامان بعيدا كل البعد عن الواقع الاجتماعي المرير ،الدي نعيشه وإني اتسائل لمادا يجب علينا ان نخفي معاناتنا ؟ام انك اخي شامان ترى الواقع غير ما نراه فتارة تقول ان الفتاة التمزموطية لا تعاني الاقصاء والتهميش وتارة تقول ان المراة التمزموطية لها حرية الاختيار في قراراتها لا يا اخي شامان ليس هدا الواقع وان كنا نحترم وجهة نظرك لكنك تبقى دائما حالة استثنائية تريد ان تصور لنا حياة التمزموطيات باحلام وردية اننا لا ننكر ان هناك تقدم في فهم وضعية المراة التمزموطية لكن الامر لا يزال بعيد عن ما نصبوا له وان كانت افكارك تنا قض في كثير من الاحيان قضايا المراة، فلا تنسى اخي شامان انك كنت العضو الوحيد الدي لم يشجع تواجد قلم نسائي داخل المنتدى والواحة ،والان تزعم ان المراة التمزموطية تملك كل الحقوق لا يا زميلي فان كانت نور فقط نقطة في بحر فنحن نحتاج الى أنوار من تمزموطيات ففاقد الشيء لا يعطيه قد يبدو لك ان المراة التمزموطية لا تعاني انها تعاني في صمت لكثرة الضغوط التي عليها والتي تستلزم منها عدم البوح بحقها، وانت قريب وعاينت هده المعانات فلا تنسى وتدكر دائما انه لا يصح الا الصحيح؛ فحاول ان ترى الامور بعين الواقع حتى تجد لها حلول واقعية
تحياتي
نور

حول مدكرات جنوبية ،فهل تم نشر كل المدكرات لحد الساعة حيث يمكن اقتنائها بالمكتبات ، وإن لم يكن قد ثم طبعها فانا اقترح خروج اول طبعة لها حثى يتم حفظ هده المدكرات القيمة كداكرة من معاناة الجنوبية لتستفيد منها الاجيال القادمة
بالتوفيق
نور