منتديات واحة تمزموط ( تمزموط همس الجنوب )

مذكرات جنوبية (رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات) ؛ المذكرة الأولى : يوم جنوبية وليلتها Images28

منتديات واحة تمزموط ( تمزموط همس الجنوب )

مذكرات جنوبية (رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات) ؛ المذكرة الأولى : يوم جنوبية وليلتها Images28

منتديات واحة تمزموط ( تمزموط همس الجنوب )
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


هنا صدى المزامطة وأخبارهم ، هنا تفاعلات كل التمزموطيين ، هنا نصل الرحم ونقرب البعيد ، هنا نتواسى ونتواصى ونتواصل عن كل جديد ابتداء من 17/12/2009
 
الرئيسيةبوابة  تمزموطأحدث الصورالتسجيلدخول
*** منتديات واحة تمزموط : جدة ، حرية ، مسؤولية ؛ كل الآراء والمواضيع وأفكارها ورؤاها وكل التعليقات تمثل صاحبها ولاتعبر عن الإدارة العامة للمنتديات
*** هذه المنتديات من كل تمزموطي وإليه ، مساحة تعبير حر وتواصل دائم ***

 

 مذكرات جنوبية (رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات) ؛ المذكرة الأولى : يوم جنوبية وليلتها

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك

هل تعتقد أن المرأة الجنوبية :
1- لازالت فعلا تعاني مثل هذه المعاناة؟
مذكرات جنوبية (رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات) ؛ المذكرة الأولى : يوم جنوبية وليلتها I_vote_rcap0%مذكرات جنوبية (رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات) ؛ المذكرة الأولى : يوم جنوبية وليلتها I_vote_lcap
 0% [ 0 ]
2-تخلصت من زمن السطوة والجبروت وانتزعت كامل حقوقها؟
مذكرات جنوبية (رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات) ؛ المذكرة الأولى : يوم جنوبية وليلتها I_vote_rcap0%مذكرات جنوبية (رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات) ؛ المذكرة الأولى : يوم جنوبية وليلتها I_vote_lcap
 0% [ 0 ]
3- أمامها مسيرة تضحية طويلة لانتزاع حقوقها العادلة في الحرية والمساواة؟
مذكرات جنوبية (رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات) ؛ المذكرة الأولى : يوم جنوبية وليلتها I_vote_rcap100%مذكرات جنوبية (رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات) ؛ المذكرة الأولى : يوم جنوبية وليلتها I_vote_lcap
 100% [ 1 ]
مجموع عدد الأصوات : 1
 

كاتب الموضوعرسالة
همس الجنوبي
نجم تمزموطي
نجم تمزموطي
همس الجنوبي


عدد المساهمات : 371
تاريخ التسجيل : 18/10/2009
العمر : 45
الموقع : www.badda.c.la

مذكرات جنوبية (رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات) ؛ المذكرة الأولى : يوم جنوبية وليلتها Empty
مُساهمةموضوع: مذكرات جنوبية (رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات) ؛ المذكرة الأولى : يوم جنوبية وليلتها   مذكرات جنوبية (رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات) ؛ المذكرة الأولى : يوم جنوبية وليلتها I_icon_minitimeالسبت مارس 20, 2010 11:37 am

على سبيل الاستهلال:
هاذي الاستهامات الجنوبية نهمسها في أذن كل جنوبي وجنوبية لنستشعر معا ونتألم معا ونعمل معا على تشخيص الداء ونصنع أخلاط وتراكيب الدواء..
ننبش في ماضي وحاضر جنوبيات لنستشرف مستقبلا رحيما بهن..
نكتب لنعزف جميعا سمفونيات درامية تستحث المشاعر وتلهبها حزنا لأوضاع آن لنا أن ننهض لها لمحاربتها...
إليكم أحبائي الجنوبيين أهدي :
مذكرات جنوبية
(رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات)
المذكرة الأولى :يوم جنوبية وليلتها


كوردة ذبلاء تسقى من مياه كدرة لا تتحرك، وكعطر هي حياتها ، لا يفوح بطيب من الرائحة ، فكذلك تربتها وكذلك تفاصيل حياتها، تغدو وتروح عليها الأيام ولا تبصر من خضرة الشجر إلا ما تساقط من ورق على أرضها ، جنوبية في مشاعرها وأحاسيسها شرقية التطلعات والأماني منكسرة لجبروت سيد جنوبي يتفنن في صيد مشاعرها الدفينة وفي جعلها الوسيلة والأداة والمبتغى واللاشيء في كل مركب يسم علاقة " سيد جنوبي " بخادمته وأمته الجنوبية ...

هي " جنوبية " تشوي حرارة المناخ جسدها وبركان عواطفها يلهب كل شوق وكل رغبة وأمل لها في التحرر والانعتاق من سلطة تقاليد عميى على تحسس ما تشعربه وتحس من صنوف الحرمان...

بجسدها الغض النحيف الذي لايقوى على شيء تصارع مهن الحمير والبغال والأحصنة والجمال ، وفي ساعات اليوم الأربعة والعشرين تصنع ألف ساعة وراحة ، شروق يومها مع اشراقة شمس كل يوم ، تتبعها إلى العمل في الحقل شبرا شبرا فذراعا ذراعا وتعود معها وهي لها لحاف لافح ولباس حار بليل عرقا ، هما معا يوميا كما لحاء الشجر الذي لا يفارق سيقان الأشجار الغارقة في وحل الحمري الجنوبي ..عرق عرقا متعلقا بجذور حتى نواة الأرض ، وكذلك تعلق " جنوبية " بالشمس والحقل وزريبة البهائم وبمطبخها الطيني الملطخ بسواد أدخنة الحطب المتصاعد من فواهات ركن النار التي تضع عليها القدر أو فيها الخبز، فتغزل معها أنفها الأدخنة كما تغزل أنف المدخن دخان السجائر ، لتخرج من ذاك القبو ورائحة عرق الحقل وحرارة مطبخها الطيني يمتزجان فيها ومعها ، فتستقبلها طلبات الأبناء والبنات ولعنات استعجال الزوج طقوس إعداد صينية الشاي فالأكل والشرب ولربما استنامة القيلولة التي قد يتعشقها الجنوبي...فيأخرها عن ذلك استشفاؤها المتكرر من لسعات نار المطبخ أحيانا وقضاء حاجاتها أحيانا وإرهاقها مرات أخرى ...

فلا الابناء ولا البنات ولا الزوج ولا أبوه ولا أمه يدرك حجم ما تحسه وتعانيه، فكأني بها خلقت للتعاسة والشقاء ولم تخلق للحب والرفق فلا هي عند الزوج عوان ، ولا عند أبويه ، وهي أم عند الأبناء والبنات قط حينما يطلب منها طلب في شؤون الأكل أو الشرب أو النظافة أو الراحة فيوفر في تفان وإتقان قل نظيرهما عند مثيلاتها من سعيدات الشمال والغرب وبعض من الشرق والجنوب وكأن الشقاء والعسر مكتوب على الاحداثين دون سواهما...

تسلمها لقمة الغذاء الأخيرة مباشرة إلى حنفية ماء تتوسط حوضا إسمنتيا في قاع المنزل ؛ فكأسا كأسا وإناء إناء بين أصابعها المشققة شقوقا شقوقا، والظهر منحن والعرق متقاطر وعبرات من الدمع عصية في عينيها التي حرقت ألسنة النار أجفانها ، وسط صمت في الشفتين ، وزوبعة في التفكير تقيمها في الرأس حتى تشتد فيه الزوابع فتشده بعقال وترمي بجسدها على حصير ممزقة أطرافه وترمي على خصرها المتآكل المستوي مع الأرض ايزارا شفافا يقيها لسعات الذباب التي تعج في كل مكان ...

وما أن تغفو حتى يصدمها عويل أم زوجها تارة أو عكاز أب زوجها تارة أخرى ؛ يصبان كل يوم جام غضبهما عليها ، أن قومي وهيئي ماء الوضوء الساخن لصلاة عصر لا تنهاهما عن الفحشاء ولا عن المنكر ولا تلين قلبيهما لزوجة ابنهما الخادمة الجديدة المرتبة ثالثة في ترتيب زوجات ابنهما العاشق الولهان لافتضاض شرف بريئات يرمون بعيد شهور في أحضان السخرة والحرمان ، فهرب الهاربات أو سخط الساخطات أو صبر الصابرات..

كذلك حال " جنوبية " ، لا يأخذ لها حق لا من أبيها ولا أمها ولا من أخيها ولا من جدها ولا من أي سلطة عرف ولا قانون .. فقد زوجت وكفى وعليها أن تصارع أقدارها .. فقد ماتت من بيت أبيها وجنتها أو نارها في بيت زوجها خالدة فيها أبدا...

وبعد العصر تستقبل من جديد قدر الكسكس وحبات من الجزر والكرنب واللفت تعارك حبة أخرى لتبلبل حبات دقيق يفتل بيديها وراء كل عصر، بعيدا عن أنظار إلا أنظار قطط توعوع ، أو بهائم في زريبة البيت تغثو وتهمهم أو مواء أو هديل يسمع لكائنات الألفة في بيوت الجنوبيين...

تترك حينا عراك حبات الخضر وتترك نار ركن النار بالمطبخ الطيني حكما عادلا ، تصيبها من لهيبها بقدر متساو، وعلى نار هادئة تبقي كلا ، لتخطف ساعة إلى الحقل تجلب خلالها قوتا للبهائم ؛ برسيما أو حشيشا تلتقطه على جنبات سواقي ومصارف جنان القرية هنا وهناك ، ومرات تكون ملزمة بذلك وبحزمة حطب في الرأس وربطة حشيش على الظهر ، فتنقل كلا في انحناء وانكسار لا يريحها منه إلا تحية " جنوبية " أخرى لها ، أو مجمع شكوى " جنوبية " لأخرى - على عجل - لتدرك معركة حبات الخضر في القدر.. وكأنهن منظمة سرية يتفقن خلسة لمناهضة أشكال السخرة والاستغلال التي تخنق راحتهن كل يوم ...

تعود وقد اشتد شوق البهائم إلى طلتها عليهن ؛ أي شوق وأي لوعة لقاء ينتظرها !! شوق دواب بكماء ، لا شوق الزوج ولا الابن ولا البنت ، وتودع بهائمها على أمل اشراقتها عليهن في الصباح الباكر بعد عودة الصباح من جولة الحقول...تودعهن وحوض الماء والكلأ مملوآن...

تدخل مطبخها لتدرك الفورة الأخيرة قبل فورة الزوج العجول لقصعة كسكس يومي يمني نفسه بها كل عشية من يدي زوجته - ممنونا - لا مشكورة!!

فكذلك علاقة " جنوبية " بسيدها الجنوبي ؛ كل الساعات التي تجمعهما من وأذى ، وتهديد بالطلاق لتحل محلها فريسة أيام معدودات ، فخادمة أيام طوال كما حالها...فلا قلب شاعر ولا عقل هاد ولا لسان يريحها بطيب من الكلام..

هي أول المصبحين وهي أول الممسين ، بعد حق نظافة القدر والقصعة وواجب فرش الفرش للصغير والكبير وتهدئة روع المروعين ، وتذويب قرص أو قرصين أو أكثر من أسبرين خاص يحب زوجها تناوله كل يوم...

فتموت المقهورة في فرشها ، فلا صلاة صليت ولا دعاء دعي ولا لباسا لبست ؛ إنما يلبسها إبليس جنوبي من الصباح حتى ممات الليل وتستيقظ عليه مع صيحة أول ديك يصيح وأول شعلة شعالة نار على حطب قرانف النخيل وهكذا يوما بعد يوم ، لكنها تعيش جنة الهدوء والراحة حينما يخلد الكل للنوم إنسا وبهيمة ...فلا تحلم إلا وأنها حظيت بكلمة طيبة من زوجها أو صلت صلاة خاشعة في وقتها أو حظيت بمساعدة من أحد أفراد البيت في النهوض بمسؤولية من مسؤوليات البيت الجنوبي الممتدة طلباته من ماء ساخن للوضوء مرورا بجفنة غسيل مرقد منذ بكرة الصباح إلى ماء بارد للشرب...

ويمزج حلم " جنوبية " بحلم أخرى حظيت بسفر للغرب أو مشاهدة تجارب حيوات أخرى من خلال مسلسلات التلفاز ؛ ليلدن حلما بدخول مدارس محو الأمية ونشر الوعي ، وأحلام في امتلاك مطبخ عصري أو معاملة رئيفة من زوجها ، كما يفعل المكسيكيون أو المصريون أو التركيون أو أناس المدينة على اختلاف فرجات الجنوبيات لما يشاهدن في الفرجة والسفر، فيقارن ذاك بهذا ؛ ما يعمق المأساة ويمد من قعر الجب الذي تحس جنوبية أنه دفنت به ولا ترجو واردا ولا سيارة تمر من جانبها ليمدها بحبل ينقلها منه إلى عزيز يملكها خزائنه وقلبه وعقله ؛ عزيز يلعقها مودة ورحمة سنوات خصب ورأفة ، تنسيها آلام سنين الحرمان العجاف...

تفيق المسكينة " جنوبية " كالذاهلة من حلمها ، فلا رحمة ولا رأفة ولا طيبة ، وما تصبح إلا على صياح ديك وعويل زوج ووكز عكاز يعلن بداية يوم جلد جديد..
وتستمر سمفونية مذكرات جنوبية

وإلى اللقاء بكم في مذكرة أخرى من مذكرات جنوبية
رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات
همس الجنوبي
الجمعة 28/08/2009


عدل سابقا من قبل همس الجنوبي في الجمعة أبريل 16, 2010 4:59 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.badda.c.la
ابو مصعب
تمزموطي فعال
تمزموطي فعال
ابو مصعب


عدد المساهمات : 72
تاريخ التسجيل : 30/11/2009
الموقع : tkafol.c.la

مذكرات جنوبية (رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات) ؛ المذكرة الأولى : يوم جنوبية وليلتها Empty
مُساهمةموضوع: المرأة كم مهمل ام دمية معبودة مكدودة   مذكرات جنوبية (رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات) ؛ المذكرة الأولى : يوم جنوبية وليلتها I_icon_minitimeالسبت مارس 20, 2010 3:03 pm

المرأة كم مهمل
أو دمية معبودة مكدودة؟
انحطت المرأة المسلمة بانحطاط المسلمين. بدأ الانحطاط منذ تدهور نظام الحكم من خلافة على منهاج النبوة إلى ملك عاض وراثي بمقتضاه ينتخب الوالد ولده و يعهد إليه أمر المسلمين يورثه إياه كبعض ما يُوَرَّثُ من المتاع. ولم تلبث المرأة أن أصبحت سلعة في السوق وجارية في القصور ومحظية وكما مهملا. حتى إذا جاء عصر اللاييكية عصر وكلاء الاستعمار يبشرها بأنها دخلت عصر الحرية لتكون كمثيلاتها الكاملات في الغرب سيدة جسدها انتحلت المغربات نحلة الغالب، فهن داعيات مناضلات بجنب حقوق الإنسان، أي حقوق المرأة في أن تنعتق من ربقة كانت فيها كما مهملا وسلعة.
كيف حصل هذا الانحدار درَكا دون درَك؟
لم تنحط المرأة وحدها، بل انحطت بانحطاط المجتمع، وانحط المجتمع بانحطاط الحكم وانتقاض عروته، وانحبس الفقه، وسد باب الاجتهاد، ودارت الفتوى في حلقة ضيقة مقلدة رابط في أركانها المركنة جهابذة العلماء للحفاظ على سائر عرى الإسلام أن تنتقض، ولصيانة الحياة في دائرة الشرع. وغفا العقل المسلم الذي كان ذات يوم رائدا في مجالات العلوم الكونية كما كان سابقا في فقه الشرع غفوته التي توشك أن تعقبها صحوة شاملة ونهضة عاملة وحرية حقيقية كاملة للمسلمة والمسلم.
مثالان على انحطاط المجتمع وحط المرأة وانحباس الفقه، مرتبطا ذلك كله بالمؤسسة العضية التي أباحت لحامل السيف أن يقتطع من البِلاد ما يدفعه لخلفه كما منقادا. المثال الأول الرق. والثاني عينيٌّ تاريخي.
والمثالان معا يعطيان صورة عن اشتباك شأن المرأة بشأن المجتمع بشأن الحكم. قضية المرأة المسلمة وقضايا المسلمين الأخرى شأن واحد. والحديث عن تحرير المرأة وإنصافها، وعن تاريخ بلائها دون ربط ذلك بالسياق التاريخي السياسي الاقتصادي الفقهي الاجتماعي فصل اعتباطي لما لا ينفصل.
الرِّق مدرسة لتخريج المومنين والمومنات. أسير الحرب وأسيرته لا يحشرون في معسكرات، بل يوكل شأن المرأة منهم والرجل للأسر المسلمة لتحسن إليهما، ولتؤلفهما بالإحسان، ولتحبب إليهما به الإيمان. "إخوانكم خولكم" كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. "النساء وما ملكت أيمانكم" آخر وصية له. وأمر صلى الله عليه وسلم من بيده عبد وأمة أن يلبسهما مما يلبس وأن يُطعمهما مما يَطْعَم.
وأمر الله عز وجل أن تحرَّر الرقاب بمناسبات تتعدد في حياة المسلمين. فالفُرص لتخريج أفواج من المومنين والمومنات كثيرة. يرجع الرجل المحرر والمرأة إلى ديارهما وقومهما يحملان دعوة الإسلام وينشرانها بعد أن عاشا في الكنَف الرحيم الذي عاملهم المعاملة الإنسانية الرحيمة وآواهم بعد قسوة الحرب إلى ظله الظليل.
تدعو المرأة المحررة والرجل إلى دين أحباه ودخلا فيه لما أحبا أهله وعايشاهم ورأيا منهم من الخير وحسن المعاملة والإحسان ما عوضهما عن الأهل وأنساهما ماضيهما.
في تسع مناسبات أمر الله عز وجل عباده المسلمين بتحرير الرقاب. ذُكرت الرقاب مرة واحدة في القرآن مقرونة بالضرب. وذكرت الرقبة والرقاب تسع مرات مقرونة بالتحرير.
تحرير الرقاب كفارة للقتل، و كفارة للظِّهار، وكفارة لليمين. تحرير الرقاب يخصص له نصيب من ثمانية أنصباء من الزكاة المفروضة على كل مسلم ومسلمة يملكان نصابا. وانظر كم يبقى من أسير في بلاد المسلمين لو طبقنا شرع الله بروحه ومقصده التربوي السامي ووسائل تمويله الهائلة ومناسباته المتعددة اليومية.
فك الرقبة أول دليل على أن المومن والمومنة قد أخذا في اقتحام العقبة. وتقرأ أخت الإيمان سورة البلد. وهنا دعوة مفتوحة مطلقة لتحرير الإنسان بمناسبة وبغير مناسبة. تحرير الرقبة قربة إلى الله تعالى وعمل صالح ونشر للدعوة وتزكية للنفوس المحرِّرَة والمحررة معا.
هكذا كان الهدف السامي. يشير إلى ذلك ويؤكده ويشرعه أن التحرير المعتبر شرعا المجزي هو تحرير الرقبة المومنة. المومنة لتحمل إلى الآفاق والأقوام دين الله، لا مجرد رقبة تتخلص من الأسر وتعود إلى كفرها وترجع إلى ديارها لتعزز جيوش العدو وملة الكفر.

من كتاب تنوير المومنات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو مصعب
تمزموطي فعال
تمزموطي فعال
ابو مصعب


عدد المساهمات : 72
تاريخ التسجيل : 30/11/2009
الموقع : tkafol.c.la

مذكرات جنوبية (رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات) ؛ المذكرة الأولى : يوم جنوبية وليلتها Empty
مُساهمةموضوع: المراة .....( تابع)   مذكرات جنوبية (رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات) ؛ المذكرة الأولى : يوم جنوبية وليلتها I_icon_minitimeالسبت مارس 20, 2010 3:11 pm

هذا هو القصد السامي الشرعي القرآني. فكيف آل أمر الأرقاء المساكين إلى أن أصبحوا سلعة رخيصة في سوق النخاسة. وكيف تكيف الفقه ليواكب مصالح الناس لأن الأرقاء الذكور كانوا يدا عاملة مجانية، ولأن الجارية الحسناء بضاعة مطلوبة في الحريم؟ انحطاط لاشك. و يُسأل عنه أولا سكان القصور: هذا "الخليفة" له من الجواري خمسمائة للفراش، وآلاف من الوَخْش للخدمة. وذاك الغني أهدى لهذا الأمير مائة جارية. وهكذا.
المثال الثاني الذي يجمع في رمزية مركزة ملامح الانحطاط نأخذه من تاريخ ملوك الطوائف في الأندلس. ونتخذ الدكتور شلبي دليلا في كتابه "التاريخ الإسلامي".
يمتد عصر ملوك الطوائف من سنة 422 إلى سقوط طليطلة سنة 478 ثم إلى سنة 484.
ملوك الطوائف نموذج للحكم العاض في أكثر صوره انحطاطا، وتمزقا، وضعفا، ومغالطة، وتمالُؤاً مع الكفار ضد المسلمين، وانقيادا مع الهوى. كان التفوق الحضاري للمسلمين الموروث عن زمن عزهم على عهد الدولة الأموية ثم العامرية مانعا من أن ينتحل المسلمون "نحلة الغالب". لكن قاموس ابن خلدون تشرئب أعناق ألفاظه لتلتقم مجتمعا آئلا للسقوط.
يقول الدكتور أحمد شلبي عن عصر ملوك الطوائف: "عصر مليء بالاضطراب والفوضى والتناحر والقبلية الصارخة والأنانية الهدامة(...) و أصبح في الأندلس حوالي عشرين أسرة حاكمة".
تفتت، وأنانية صارخة، وعلى كل مدينة ملك، وتناحر، وقبلية. لو زدنا أوصافا أخرى مثل "قومية" و"لبرالية" و"اشتراكية" و"لاييكية" و"تبعية اقتصادية سياسية" لحسبنا أننا مع الحكام الجبريين المعاصرين.
ينقل الدكتور شلبي عن مؤرخ يدعى "ستانلي لين بول" صورة لذلك العصر ولأولئك الحكام، ولتلك الدناءة، و لتلك الخيانة. يقول شلبي: "يصور لنا ستانلي لين بول هذا العصر تصويرا دقيقا فيه عظة لمن يتعظ، وفيه ضوء لمن يحب أن يعيش في النور.(...) قال: "تمزقت الدولة إلى إمارات صغيرة في الوقت الذي وحد فيه ألفونس السادس تحت إمرته استرياس وليون وقشتاله. وقد عرف ألفونس ما يجب أن يفعله تمام المعرفة، فقد رأى أنه لم يكن عليه إلا أن يمد حبله لملوك الطوائف مَدا كافيا ليشنقوا به أنفسهم".
"لأن هؤلاء الجهلة لم ينظروا في العواقب، ولم يُعْنَوْا إلا بأنفسهم، ولم يتركوا جهدا دون أن يبذلوه لإضعاف منافسيهم. وكانوا يجثون عند قدمي ألفونس لاستجداء معاونته كلما ضعفوا عن مقاومة إخوانهم المسلمين. وتقربت كل الدويلات إلى ألفونس بتقديم الإتاوات".
"وكان ألفونس يزيد فيها كل عام كلما زادت قوته لأنها ثمن عطفه وحمايته.(...)"
"وكان ألفونس يقدم خطوطه في كل فرصة، و يستولي على الحصون والقلاع واحدة إثر أخرى. حتى وثب وثبة استولى فيها على طليطلة سنة 478هـ. و قد أحدث بوثبته هذه فزعا كبيرا في صفوف المسلمين بإسبانيا".
قلت: وكان سقوط طليطلة إيذانا بسقوط الأندلس كلها بعد مقاومة المجاهدين من المرابطين والموحدين من عدوة المغرب طيلة أربعة قرون.
الرمز من هذا المثال هو أن حاكم طليطلة "القادر" كان يحمل في يده عندما أخبروه أنها الهزيمة والرحيل أُسْطُرْلاباً يرصد به النجوم ليعرف الطالع السعيد لوقت رحيله. شعوذة وهزيمة وفُسولة وهِرَرَةٌ تحكي صَوْلة الأسد.
قل لي: والمرأة أين كانت في كل هذا؟ الجواب تقرأه في أشعار الغزل وأخبار الجواري والقصور. وتمر إلى أخبار الخيانة غير منفصلة عن أخبار المرأة.
فتقرأ في سجل الخيانة عن آخر ملوك الطوائف أبي عبد الله الذي باع كل المثل من أجل أطماعه الشخصية، وحارب أباه من أجل الملك، ووضع يده في يد حامييه وسيديه فِرْدِنَانْدْ وإيزابيلاَّ الكاثولوكية لإسقاط أخيه، وتصدت جيوشه لعمه. فلما انتصر النصارى ودخلوا غرناطة بعث بالتهنئة على النصر لفردناند.
وسجل عليه التاريخ خزي الدنيا عندما طرده فردناند. فبكى وفر إلى المغرب ليعيش متسولا مشردا. ولعذاب الآخرة أخزى وهم لاينصرون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مذكرات جنوبية (رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات) ؛ المذكرة الأولى : يوم جنوبية وليلتها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مذكرات جنوبية (رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات):المذكرة الثانية : هاربة من سخط إلى لعنة
» مذكرات جنوبية ( رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات )؛ المذكرة الرابعة : 1- ... بقية من ذكراهن !!
» مذكرات جنوبية ؛ (رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات) ، المذكرة الثالثة : وداعا رحمة !
» مذكرات جنوبية ( رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات) المذكرة السادسة : 2 – بقية من ذكرى " تََََعْليتْ "
» مذكرات جنوبية : المذكرة الخامسة - رؤية همس الجنوبي لمعاناة جنوبيات - وداعا حورية الخلد والرجاء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات واحة تمزموط ( تمزموط همس الجنوب ) :: همس الجنوب-
انتقل الى: